شرح قصيدة ربوع لعيسى عصفور
عيسى عصفور
أديب وشاعر سوري الجنسية ولد في قرية "أم الرمان" التي تقع على السفح الجنوبي الغربي لجبل العرب عام 1918، و اُشتهر عيسى عصفور بالمصداقية في شعره، وكان شعره جزلًا يجمع خصائص الشعر العذب، وهذه الخاصية لايصل إليها كل الشعراء، آمن عيسى عصفور في أن الحقوق التي سُلبت من المواطن العربي لا بدَّ لها من العودة، والشاعر عيسى عصفور كان مترجمًا بارعًا فترجم ما يزيد عن ستين كتابًا من الفرنسية إلى العربية مثريًا المكتبة العربية، وهذا النتاج يعكس مدى ثقافته وغزارة علمه، وفي سنة 1992 غادر الحياة تاركًا إرثًا من مصادر المعرفة العلمية والفكرية، و هذا المقال سيعرض عملًا من أعماله الشعرية الرائدة، وهذا العمل هو "قصيدة ربوع".[١]
شرح قصيدة ربوع لعيسى عصفور
الشاعر عيسى عصفور في قصيدة ربوع يناجي ذاته مستذكرًا رفاقه، و ربوع وطنه، فكتب أبياتًا ليُذهب الملل عن نفسه معبرًا عن عواطفه وشوقه لرفاقه، وعن فخره بوطنه، وذلك بسبب الغربة، وفيما يأتي شرح لأبيات القصيدة التي نسجها عيسى عصفور بوجدانية مطلقة:[١]
- تهيمتني حنيني واشتياقي
- وهاجتني مناجاة الرفاق
- يقول الشاعر: كدت أُصاب بالجنون لكثرة الشوق والحنين إلى أصدقائي، وحركتني مراسلاتهم وعباراتهم وعواطفهم الحارة.
- وكنت على البعاد حليف غم
- كئيب الصدر مشدود الوثاق
- والبعد عن الرفاق يجعلني حزينًا بقلبي، كئيبًا ومكبلًا بأشواقي المشتعلة.
- ظمئت إلى الحياة فانهلوني
- بكأس من محبتهم دقاق.
- حياتي بالبعد عن الرفاق كالصحراء القاحلة، وبرؤيتهم تصبح مملوءة بالمحبة والسعادة ورغد العيش.
- على الخلق المصفى والقوافي
- تلاقينا وما أحلى التلاقي.
- لقد اجتمعنا على المحبة والإخلاص والخلق الحسن والثقافة والأدب والعلم، فما أجمل اللقاء مع الأصدقاء
- ديار الخلد كنت لنا شموخًا
- وللوطن المفدى خير واق.
- هنا في هذا البيت الشاعر يستذكر وطنه ويقول: ما أروع بلادي التي حققت البطولات وسطرت الأمجاد، وكانت حصنًا حصينًا يمنع تطاول الأوغاد والمعتدين.
- أحبك في النعيم والرزايا
- وفي ومض الأسنة والرقاق.
- يُكمل الشاعر في هذا البيت إظهار مشاعره تجاه وطنه فيقول: ما أجملك وقت السلم، وما أصبرك وقت المصائب وما أعظم نضالك عند :مقارعة السيوف في المعارك.
- أحبك تنشرين الجود حتى
- يفوح شذاه في السبع الطباق
- يكمل الشاعر تعبيره عن مشاعره تجاه الوطن، ويقول: أُحبك يا بلادي وأنت تعطين وتمنحين، ولقد انتشر عبير عطاؤك في أرجاء البلاد :حتى وصل عنان السماء.
- أذاكرة عهودًا من كفاح
- وقد بلغت لنا الروح التراق
- يخاطب الشاعر بلاده مذكّرًا إياها بعهود النضال المستمرة إلى يومه، وكل هذا النضال في سبيل نصرة البلاد، فيقول لها: هذا النضال ما :زادك يابلادي إلا علوًا وكبرياءً.
- وكم سمت العدو الفظ خسفًا
- وكم جرعته مر المذاق
- الشاعر يقول: يا بلادي لقد أذقت العدو الغاشم كأس المذلة والهزيمة النكراء، وجعلته يتذوق مرارة الهزيمة..
- ربوع العروبة ما أفاضت
- ومن أجل العروبة ما تلاقي
- يكمل الشاعر حديثه عن بلاده قائلًا: ستظل ربوع بلادي تسكب نضالها لنصرة الوطن، وتُعلي صروح الأمجاد.
- ويبقى للعروبة منتداها
- أبي القلب ممدود الرواق.
- يقول الشاعر: ستبقى بلادي عاصمة العروبة وقلبها النابض، وحصنها المنيع وسيمتد نضالها إلى جميع أرجاء الوطن.
معاني المفردات في قصيدة ربوع
الشاعر في قصيدة ربوع عبّر عن شوقه لرفاقه ومن ثمّ ذكر جمال وطنه معبرًا عن الحنين الذي يملأ قلبه، موظفًا الأسلوب الأدبي الفني الإبداعي في رسم لوحته، فقد انتقى العبارات بما يتلاءم مع موضوع القصيدة، فأجاد القول والتعبير، و في هذه الأبيات عاطفة نابعة من القلب، فهذه العاطفة تصل لقلوب السامعين لما فيها من جمال ورقة في التعبير، وفيما يأتي شرح لبعض مفردات قصيدة ربوع:[٢]
- المناجاة: سطور أدبية تُعبر بها الشخصية عما يدور بداخلها من أفكار ومشاعر، ويخاطب الكاتب شخصًا غائبًا أو شيئًا مجردًا.
- الغم: الحزن.
- الخلق المصفى: الأخلاق الرفيعة.
- تنشرين: تنثرين.
- شموخ: افتخار.
- الرزايا: المصائب العظام.
- السبع الطباق: السموات السبعة.
- خسفًا: من خسف أي أذل.
- الربوع: الأرض وقت الربيع.
- المنتدى: مكان اجتماع الناس.
- الرواق: البيت الذي يتسع للجميع ويكون ملجأً.
المراجع[+]
- ^ أ ب مطيع مرهج حمزة، عيسى عصفور، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ "معاني"، www.almaany.com، 29-4-2020.