سؤال وجواب

مراحل تشريع الصوم


مفهوم الصوم

يُعرَّف الصّوم باللّغة: على أنّه الإمساك والامتناع عن الشيء المُعتاد فعله، أمّا بالنّسبة للمعنى الاصطلاحي: هو نوع من العبادات المفروضة على كلّ مُسلم، ومعناه التّعبُّد لله بالإمساك عن الطّعام والشّراب والجماع، ويكون ذلك من طلوع الفجر الثّاني إلى غروب الشّمس، ومن الجدير بالذّكر أنّ الصّيام من العبادات التي تُصاحبها النّيّة، فالنّيّة هي الرّكن الرّئيس للإمساك عن الأشياء المخصوصة، واتُّصف الإمساك عن الشّيء بالخصوص، ممّا يعني أنّه مقيّدٌ بوقت مُعيّن وأشخاص مُعيّنين، فالصّيام مُستثنى منه المريض والحائض والنّفساء، وهو مشروع بالقرآن والسّنّة لِما له العديد من الفوائد والحِكَم الشّرعيّة والطّبيّة، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرُّف على مراحل تشريع الصوم، بالإضافة إلى أدلة الصوم في القرآن والسّنّة.[١]

مراحل تشريع الصوم

إنّ الدّين الإسلامي جاء عامًّا وصالحًا لكل زمان ومكان ولكافّة البشر، لذلك اتُّصف بالشّموليّة، فمن أهمّ مظاهر شموليّته: اليُسر ورفع الحرج والتّخفيف من الأحكام الشّرعيّة أو التّدرُّج في الأحكام أو التّشديد على المُقصّرين أو مُراعاة أحوال النّاس أثناء نشأة الدّعوة الإسلاميّة، وجميع هذه المظاهر أدّت إلى تغيُّر بعض الأحكام برفع الحكم السّابق بدليل شرعي مُتأخّر وهذا ما يُسمّى بعلم النّسخ، فبعض العبادات مرّت أثناء تشريعها بمراحل عديدة إمّا عن طريق النّسخ أو غيره، وفيما يأتي سيتمّ الاقتصار على ذكر مراحل تشريع الصّوم:[٢]

  • المرحلة الأولى: كان الصّيام في صدر الإسلام مُقتصرٌ على التّخيير بين الصّوم أو دفع الفدية، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،[٣] ومعنى يُطيقونه: أيْ الشّخص الذي يمتلك القدرة على الصّيام ولم يَصُم فعليه فدية.
  • المرحلة الثانية: أصبح الصيام واجب على كلّ مُسلم بالغ راشد عاقل مقيم، ويكون ذلك من طلوع الفجر الثّاني إلى غروب الشّمس، فعلى الصّائم أن يأكل ويشرب ويُجامع مالم يَنَم فإن نام حرم عليه ذلك إلى غروب شمس اليوم الذي يليه، وفي هذه المرحلة أصبح النّاس في مشقّة حتى نزل قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}.[٤]
  • المرحلة الثالثة: وهي المرحلة الأخيرة من مراحل تشريع الصوم حيث فُرض الصّيام بالحالة التي عليها الأمّة في الوقت الحاضر، ومن الجدير بالذّكر أنّ مراحل تشريع الصّوم لم تتعرّض للنّسخ وإنّما للتدرُّج بدون إلغاء الحكم، فالصّوم بالمرحلة الأولى لم يكُن مألوفًا فكان التخيير حينئذٍ مصلحة محمودة، وفي الوقت الحاضر يجوز التخيير عند الضّرورة فقط.

أدلة فرض الصوم في الكتاب والسنة

وبعد أن تمّ التّعرُّف على مراحل تشريع الصوم، يُجدر بالذّكر أنّ الصيام لا يصحّ إلّا بالإسلام والنّيّة والتّكليف، وأدلّة فرض الصّوم تحتويها العديد من الحِكَم الطّبيّة والشّرعيّة ومنها: تعليم الإنسان على الصّبر والشّعور بالفقراء وقلّة حيلتهم وضبط مُستوى الشّهوة لدى الشّخص وتجديد خلايا الجسم وتنقيتها وغيرها، وفيما يأتي أدلّة فرض الصّوم في الكتاب والسّنّة:[٥]

  • أدلّة فرض الصّوم من الكتاب: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،[٦] وقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.[٧]
  • أدلّة فرض الصّوم من السّنّة: قول الرّسول عليه السّلام: "بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ".[٨]

المراجع[+]

  1. "معنى الصوم"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  2. "مراحل تشريع صيام شهر رمضان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 184.
  4. سورة البقرة، آية: 187.
  5. "أدلة وجوب الصيام"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية: 183.
  7. سورة البقرة، آية: 185.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.