سؤال وجواب

حكم استعمال الكريم المرطب في رمضان


مفهوم الكريم المرطب

إنّ مصطلح الكريم المرطب قد دخل إلى اللغة العربية حديثًا، فقديمًا كان يُعرف الكريم بالدُّهْن، وقد عرّفه أهل اللغة بأنّه "مادة في الحيوان والنبات دسمة جامدة في درجة الحرارة العادية، فإذا سالت كانت زيتًا"، فيقولون دَهَنَ الرّجل رأسه ويدهنُه كذلك، والمصدر دَهْن والجمع أدهان، ومنه دُهن اللوز ودُهن النّخيل وغيرها من الأدهان التي كانت معروفة عند العرب في ذلك الوقت، والذي يظهر أنّها كانت طبيعيّة تُستخلص من الثمار الطبيعية،[١] وأمّا في المعاجم الحديثة فقد دخلت كلمة الكريم التي يظهر أنّها ليست عربيّة؛ إذ لو كانت عربية لوردت في معجم من المعاجم القديمة، ويُعرّف أصحاب معاجم اللغة الحديثة كلمة كريم بأنّها "مرهَمٌ مُطَرٍّ ومُنظِّف للبشرة"، وفيما يأتي من فقرات المقال سيتوقّف المقال لبيان حكم استعمال الكريم المرطب في رمضان إن شاء الله تعالى.[٢]

حكم استعمال الكريم المرطب في رمضان

لعلّ أكثر ما يسأل عنه الصائم في شهر رمضان هو أحكام الصيام، فيسأل عن كلّ ما من شأنه أن يتسبّب في إفساد صيامه، ومن ذلك سؤاله عن حكم استعمال الكريم المرطب في رمضان، واستعمال الكريم أو الدُّهْن هو قديم عند العرب، فاستعماله في رمضان ليس جديدًا، فقد صحّ عن علماء الإسلام أنّ كلّ ما لا يُعدُّ من الأكل والشّرب فإنّه لا يضرّ الصّائم أن يفعله، كاستعمال الدّهن -أي الكريم- والطّيب والكحل ونحو ذلك؛[٣] فإن أحسّ الصّائم بطعم الدّهن في حلقه فلا إثم عليه إن كان ذلك عن طريق المسام، يعني لم يبتلعه عن طريق فمه أو وضعه في أنفه ليصل إلى حلقه، فإن أحسّ بطعمه عن طريق المسام فلا إثم عليه ولا يقضي صيامه، ولكن بعض علماء مذهب الإمام مالك ذكروا أنّه يجب عليه القضاء ولو كان عن طريق المسام، أما باقي جمهور أهل العلم فمذهبهم أنّه لا قضاء عليه،[٤] وأمّا استعمال الدُّهن أو الكريم للصائم الذي قد يكون يشعر بجفاف في الفم والأنف فله عندها أن يبلّ تلك المناطق بخرقة مبلولة أو بكريم مرطب شرط ألّا يدخل منهما شيء إلى جوفه،[٥] وبذلك يتبيّن أنّ حكم استعمال الكريم للصائم هو الإباحة شريطة ألّا يصل منه شيء إلى جوفه،[٦] وإن وصل منه شيء عن طريق المسام وشعر بطعمه في حلقه فلا بأس عليه، والله أعلم.[٧]

حكم استعمال الحناء للصائم

بعد الوقوف على حكم استعمال الكريم للصائم بقي أن يختم هذا المقال مع مسألة أخرى يكثر الحديث والسؤال عنها في شهر رمضان المبارك وهي مسألة استعمال الحنّاء للصائم، والكلام الذي يدور حول هذه المسألة من تحريم أو جواز، وعند أهل العلم الحنّاء لا تفسد الصّيام؛ لأنّها كالكحل وقطرة الأذن والعين فلا تنفذ إلى جوف الصائم بالطرائق المعروفة لدخول الأشياء إلى جوف الإنسان، وكذلك فإنّ الحنّاء لا تمنع الوضوء؛ لأنّها مجرّد لون للشّعر وليس لها جسم يحجب الوضوء، والله أعلم.[٨]

المراجع[+]

  1. "تعريف ومعنى الدهن في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2020. بتصرّف.
  2. "تعريف ومعنى كريم في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2020. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار بيت الأفكار الدولية، صفحة 174، جزء 3. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 62، جزء 28. بتصرّف.
  5. محمد بن صالح بن محمد العثيمين، فقه العبادات (الطبعة الأولى)، صفحة 242. بتصرّف.
  6. محمد بن عبد العزيز بن عبد الله المسند، فتاوى إسلامية (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 127، جزء 2. بتصرّف.
  7. عائض بن عبد الله القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 16، جزء 122. بتصرّف.
  8. سيد بن حسين بن عبد الله العفاني، نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان (الطبعة الأولى)، جدة: دار ماجد عسيري، صفحة 272، جزء 3. بتصرّف.