سؤال وجواب

حكم صيام أصحاب المهن الصعبة والشاق


مفهوم المهن الشاقة

مصطلح المهن الشاقة يتركب من مصطلحين، فالمهن مأخوذةٌ من مَهَنَ، يمهُنُ، وهو بهذا المصطلح "مَهَنَ" يعني اتخاذ شخصٍ حرفةً للعمل بها، والمهنة جمعها مهنات كما تُجمع على مِهَن، وهو بهذا المصطلح "مِهنَة" يعني: ما يتخذه المرء من الأعمال ويكون بحاجة إلى خبرة ومهارة وقدرةٍ على الممارسة،[١] أما المشقة فتعني العُسر والعناء بحيث يخرج ذلك عن حد الاستطاعة والاحتمال كما في العادة، والمشقة جمعها مشاق، كما تُجمع على مشقات، وشقَّ عليه الأمر أي صَعُب، ومن خلال بيان المصطلحين المركبين فإنّ مفهوم المهن الشاقة يعني، تلك الحِرف التي يتخذها الإنسان ويكون ذا مهارةٍ فيها وهي في طبيعتها تعدّ من الحرف التي تحتاج إلى عناءٍ وتعسُّرٍ وصعوبةٍ لإتمامها،[٢] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن حكم صيام أصحاب المهن الصعبة والشاقة.

حكم صيام أصحاب المهن الصعبة والشاقة

بعد التعرف على المراد بالمهن الشاقة وأصحابها لا بد من بيان حكم صيام أصحاب المهن الصعبة والشاقة، فقد ذهب الفقهاء رحمهم الله إلى أنّ أصحاب المهن الشاقة مطالبون بالصيام كغيرهم من المكلفين، فيتوجب عليهم تبييت نية الصيام، وأن يُصبحوا صائمين عند ابتداء النهار، بيد أنّه من كان منهم يعمل في أحد المهن الشاقة والصعبة، ويتضرر بتركه لهذا العمل، ويلحقه مشقة عظيمة في الصيام في حال استمر على صيامه أثناء عمله الشاق فله أن يُفطر بقدر حاجته، أي بالقدر الذي يدفع به مشقته، ثم يُمسك بقية يومه حتى يُفطر الناس بغروب الشمس، ويجب عليه أن يقضي مكان ذلك اليوم الذي أفطره،[٣] أما العلة أو السبب في إباحة إفطارهم فهي الخوف على النفس من الهلاك بسبب الإرهاق الشديد بسبب الجوع والعطش، فصاحب المهنة الشاقة هنا يُلحق بحكم المريض الذي أُبيح له الفطر في رمضان، فإفطارهم فيه حفظ للنفس التي هي من الضرورات الخمس التي أوجبت الشريعة الإسلامية المحافظة عليها، ومن أمثلة أصحاب المهن الشاقة؛ الحصّاد والخبّاز والعامل في المنجم، ونحوهم.[٤]

الأسباب المبيحة للفطر

توجد العديد من الأسباب التي تُبيح الإفطار للمسلم غير ما جرى بيانه بخصوص حكم صيام أصحاب المهن الشاقة، حيث جعلت الشريعة الإسلامية بعض المسلمين معذورين بترك الصيام بناءً على ما يرد عليهم من أسباب، ومن الأسباب المبيحة للفطر ما يأتي:[٥]

  • المرض لمن لا يقدر على الصوم، أو يخشى الهلاك على نفسه حال الاستمرار في الصوم، أو أن في صيامه تأثيرًا على صحته وبنيته من حيث القوة والضعف، أو يخشى أن يتأخر برؤه وشفاؤه إن صام أو تفسد بعض أعضاءه.
  • السفر إذا بلغ المسافر المسافة المبيحة للقصر في الصلاة، وأن لا يكون سبب السفر معصيةً وأن يبتعد عن مكان إقامته من حيث القدرة على مشاهدة الأبنية في بلده وأن لا يكون قد نوى الإقامة في الوجهة التي انتقل إليها أربعة أيامٍ فأكثر.
  • الحمل والإرضاع، فيجوز للحامل والمرضع أن تترك الصيام إذا خشيت تأثير الصيام على صحتها أو صحة طفلها، ويُقصد بالحامل أي امراةٍ تكون حاملاً ولو من زنا، والمرضعة بإطلاقها ولو كانت مستأجرة للرضاعة.
  • الشيخوخة والكِبر في العمر، لمن كان جسده ضعيفًا لا يستطيع الصيام بسبب الكِبَر أو المرض.
  • من أصابه جوعٌ أو عطشٌ شديدٌ بحيث وصل حد الإرهاق حتى خشي على نفسه الهلاك غالبًا لا احتمالاً أو توهُّمًا أو يخشى أن تتأثر بعض أعضاء جسده وينطبق ذلك على أصحاب المهن الشاقة بحيث يُلحق مواصلة الصيام بهم الأذى.
  • من يقف للقاء العدو أو ينتظر لقاءه يجوز له الإفطار إذا اعتقد أن الصيام سيؤدي إلى إضعاف قدرته في لقاء عدوه ومواجهته.

المراجع[+]

  1. "تعريف ومعنى المهن"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  2. "تعريف ومعنى المشقة"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية-الدرر السنية، صفحة 373. بتصرّف.
  4. خالد الجريسي، الصوم جنة، صفحة 109. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، موسوعة المفاهيم الإسلامية، صفحة 411. بتصرّف.