شرح قصيدة الصداقة لابن الرومي
ابن الرومي
هو علي بن العباس بن جريج الرومي المعروف بأبي الحسن، وهو من الشعراء الكبار ويوازي بشار بن برد والمتنبي في الطبقة، كانت ولادته ونشأته ومماته في بغداد، لابن الرومي أشعار كثيرة، ومما اشتهر فيه أنه ما كان يمدح خليفة إلا عاد إلى هجائه بعدها، وهذا السبب يُعد واحدًا من أسباب وفاته، فقد ورد أنه مات مسمومًا، ولأهمية نتاجه الشعري وقصائده أُلفت عنه الكثير من الكتب مثل كتاب حياة ابن الرومي لعباس محمود العقاد، وابن الرومي لعمر فروخ، وآخر مثله لمدحت عكاش، حتى إنّ المستشرقين كتبوا عن ابن الرومي، فقد كتب عنه "روفن جست" كتابًا بالإنجليزية بعنوان "حياة ابن الرومي" وهذا المقال سيعرض شرحًا لقصيدة من قصائده وهي قصيدة الصداقة.[١]
شرح قصيدة الصداقة لابن الرومي
قصيدة الصداقة لابن الرومي تحمل في معانيها مثالًا صادقًا للعفو والتسامح ومحبة الأصدقاء، وفيها دعوة إلى العفو عن الإساءة ومعاملة الناس بأخلاق حميدة، وعدم اتخاذ موقف صارم من أول خطأ، إذ إن التماس الأعذار يساعد في تمتين علاقة الصداقة، وشرح أبيات قصيدة الصداقة هو:[٢]
- أتاني مقالٌ من أخٍ فاغتفرتُهُ
- وإن كان فيما دونَهُ وجهُ مَعْتَبِ
- يبين الشاعر وصول خبر له عن إساءة بدرت من أحد أصدقائه، وهو سامحه وعفا عن خطئه مع أن هذا الخطأ يستحق العتاب واللوم.
- وذكَّرتُ نفسي منه عند امتعاضها
- محاسنَ تعفو الذنبَ عن كل مُذنبِ
- يحاول دائمًا أن يتذكر الأفعال الجيدة لهذا الصديق كي ينسى الإساءة ويعفو عنها، ويبعد الغضب ووساوس الشيطان بالكراهية والحقد.
- ومثلي رأى الحُسنى بعينٍ جَليَّةٍ
- وأغضى عن العوراء غيرَ مُؤنِّبِ
- يتكلم عن نفسه بأنه يرى الأعمال الحسنة والجيدة من صديقه بوضوح، بينما يتغاضى ويتغافل عن الإساءة والغلط ويبتعد عن التأنيب واللوم عليها.
- فيا هارباً من سُخطنا مُتنصلاً
- هربتَ إلى أنجى مَفرٍّ ومَهربِ
- يطلب من صديقه الذي حاول أن يبتعد عن اللوم والغضب أن يعود لأنه سينجو ويكون في مأمن بقرب صديقه الذي لا يحمل له إلا الود والحب.
- فعذرُك مبسوطٌ لدينا مُقدَّمٌ
- ووُدُّك مقبولٌ بأهلٍ ومرحبِ
- ويؤكد له أن اعتذاره عن الخطأ سيكون مقبولًا عنده، ومحبته التي يُكنِّها له في قلبه مقبولة أيضًا ومرحَّب بها لأنها صادقة وصحيحة وخالصة.
- ولو بَلَّغَتْني عنك أذْني أقمتُها
- لديَّ مُقامَ الكاشح المُتكذّبِ
- ويزيد التأكيد على حبه لصديقه بأنه لو سمع هذه الإساءة بأذنه لكذَّب أذنه وصدق صديقه والتمس له العذر.
- ولستُ بتقليب اللسان مُصارماً
- خليلي إذا ما القلبُ لم يتقلبِ
- يطمئن الشاعر صديقَه بأنه من المستحيل أن يقطعه ويبتعد عنه لمجرد كلام قاله اللسان طالما أن القلوب مازالت على عهدها وودها وإخلاصها.
معاني المفردات في قصيدة الصداقة
إنّ مفردات قصيدة الصداقة متنوعة ما بين الألفاظ السهلة الواضحة وبعض الألفاظ الغريبة، ومن أبرز سمات هذه القصيدة أنه حاول أن يؤكد على قيمة الحب والود بين الأصدقاء، ومنح الثقة لصديقه وأنه ينظر إلى قلبه ووده ولا يهتم بمجرد كلام قد يكون صدر من غير عمد أو وصل بطريقة خاطئة، ويُلاحظ بُعدُ القصيدة عن التشبيه والتصوير وتركيزها على معانٍ محددة وأبرزها التمسك بالصداقة والتماس الأعذار للصديق، وشرح بعض مفرداتها هو:[٣]
- امتعاضها: غضبها
- مؤنّب: مُلام
- جليّة: واضحة
- متنصلًا: محاولًا تبرئة النفس من الذنب.
- الكاشح: العدو المبغِض
- مُصارمًا: مُقاطعًا
المراجع[+]
- ↑ "معلومات عن ابن الرومي"، www.aldiwan.net. بتصرّف.
- ↑ "أتاني مقالٌ من أخٍ فاغتفرتُهُ"، www.aldiwan.net.
- ↑ "معنى شرح أبيات قصيدة الصداقة للشاعر ابن الرومي في معاجم اللغة العربية"، www.maajim.com. بتصرّف.