سؤال وجواب

حكم الصيام بعد نصف شعبان


الأشهر الهجرية

استعمل الإسلام بعد ظهوره تقويمًا خاصًّا به بدأ بهجرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه الكرام من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنورة، فكانت أوّل السنين في التقويم، وبدأوا الأشهر بشهر محرّم والذي سمّي نسبةً إلى تحريم العرب القتال فيه من قبل دخول الإسلام، وثانيها صفر نسبةً لخلوّ ديار العرب في هذا الشهر لخروجهم في رحلات الصيد والبحث عن الطّعام، ومن ثمّ ربيع الأوّل وربيع الآخر وذلك لمجيئهم في فصل الربيع، ثمّ جمادى الأوّل والآخر نسبةً لتجمّد الماء فيهما في فصل الشتاء، وبعدهما رجب شهر التعظيم في الجاهليّة، وبعده شعبان سميّ بذلك لتشعّب العربي فيه بين الحرب والإغارة، وبعده شهر رمضان المبارك وشوال شهر شول لبن الإبل، وذي القعدة شهر القعود عن القتال وذي الحجّة شهر الحج، والمقال يسلّط الضوء على شهر شعبان وفضله وحكم الصيام بعد نصف شعبان.[١]

حكم الصيام بعد نصف شعبان

بعد الحديث عن الأشهر الهجرية، وهي المحرم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الثاني، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة، يجدر الحديث عن حكم الصيام بعد نصف شعبان، حيث ثبت في الحديث الصّحيح عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه نهى عن الصيام بعد انتصاف شهر شعبان، وعلى ذلك فإنّ حكم الصيام بعد نصف شعبان منهيٌّ عنه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إذا انْتَصَفَ شَعْبانُ فلا صَوْمَ حتى رَمَضَانَ"،[٢] ولكنّ النهي في حكم الصيام بعد نصف شعبان يُستثنى منه بعض الحالات الخاصّة:[٣]

  • من لازم صيام التطوّع كصيام يومي الخميس والاثنين فلا جُناح عليه أن يُكمل ما لازمه بعد نصف شعبان.
  • من أراد أن ينتهل الخير في شهر شعبان فصام أيّامه قبل بلوغ المنتصف من شعبان وأراد أن يستمرّ بعد بلوغه فلا جناح عليه.
  • من كان له إفطارٌ في شهر رمضان وتذكّر أن يقضيه فيما بعد منتصف شعبان فلا جناح عليه.

فضل شهر شعبان

الخوض في حكم الصيام بعد نصف شعبان يدفع للخوض في حيثيّات شهر شعبان وفضائله التي خصّها الله -عزّ وجلّ- إيّاه دونًا عن بقيّة الشهور، وفيما يأتي بعض الأحاديث النبويّة التي وردت فيها بعض الآثار والفضائل في شهر شعبان:

  • روي في الحديث الحسن عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: " إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ".[٤]
  • روي في الحديث جيّد الإسناد عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنّه قال: "قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَكَ تصومُ شهرًا منَ الشهورِ ما تصومُ مِن شعبانَ؟ قال: ذلك شهرٌ يَغفَلُ الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالَمينَ، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأنا صائمٌ".[٥]

المراجع[+]

  1. "معاني الأشهر الهجرية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  2. رواه ابن حبان، في المقاصد الحسنة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 56، صحيح.
  3. "فتاوى شعبان"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 1148، حسن.
  5. رواه محمد ابن عبد الوهاب، في الحديث لابن عبدالوهاب، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم: 2/488، إسناده جيد.