ماهو مثال على قصة قصيرة هادفة للأطفال
من أفضل ما يمكنُ أن يقولَ به الوالدان لأطفالهم كلَّ يوم قبل النوم أن يحكوا لهم قصة قصيرة هادفة، تعزز لديهم القيم والمفاهيم الجميلة والصحيحة، بطريقة محبّبة وأسلوب مشِّق يجعل الطلب يعطي كلَّ انتباهه لما يسمع، ومن هذه القصص قصة قصيرة هادفة وهي قصة علي بابا والأربعين حرامي، وهي قصة تراثية، يعرفها كثير من الشعوب.
كان علي بابا يعيش حياة الفقراء، بينَما يعيش أخوه قاسم حياةً مترفةً ولا يهتمّ بأمر أخيه علي بابا، لكن جارية كانت تدعى مرجانة تهتمّ بعلي بابا وتواسي حاله، ذهب علي بابا في يوم من الأيام في تجارة له ليكسب قوت عيشه، حلَّ الظلام وهو في الطريق، وجد صخرة ضخمة فقرر أن يقضي ليلته بجوارها ويحتمي بها من البرد، وفي أثناء جلوسه فإذا به يرى مجموعة من اللصوص يقفون أمام مغارة مغلقة في الجبل المقابل له، ذهب واسترق السمع لما يقولونه، سمعهم يقولون: "افتح يا سمسم" ففتح باب المغارة ودخل إليها اللصوص، وعندما خرجوا دخل علي بابا للمغارة بعد أن فتحَها بكلمة السرِّ: "افتح يا سمسم"، وجد علي بابا المغارة مليئةً بالذهب، فحمل ما يستطيع حمله من الذهب، ورجع إلى منزله مبتهجًا وبدأت حياته الرغيدة المُترَفة.
في اليوم التالي أرسل علي بابا مرجانة لبيت أخيه قاسم لتستعيرَ مكيالًا للذهب، ولكنّ زوجة أخيه شَكّت في أمره؛ لأنه لا يملك ما يكيله به، فدهنت الميزان بالعسل، ليعلق بقايا ما يكيله، وتعرف السرَّ، رجع المكيال من بيت علي بابا وقد علقت فيه قطعة نقدية، فأرسلت أخاه ليراقبه، واكتشف قاسم سرَّ المغارة، ودخل إليها ولكنّ طمعَه منعه من الخروج حتى جاء اللصوص وألقوا القبضَ عليه، ورفضوا أن يطلقوا صراحه حتى يعرفوا من قال له السرَّ، فأخبرهم عن أخيه، ذهب قاسم واللصوص إلى علي بابا بهيئة تجار ليوقعوا به، واختبأ اللصوص الأربعون في قِرَبٍ للزيت، وعندما جاؤوا لعلي بابا أمر جواريه أن يعددن الطعام، ولكن مرجانة قالت لعلي بابا أن الزيت قد نفد، فأرسلها لقِرَبِ اللصوص لتأتي بالزيت فاكتشفت أمرهم، فأمر مرجانة أن تثقل القرب بالحجارة وعندما أمر قائد اللصوص أن يخرجوا لم يخرج أحد منهم، علموا بانكشاف أمرهم وبدأ علي بابا بالقضاء عليهم ليجد أخاه قاسم بينهم، فعرف أنه هو السبب بكل ما جرى، لكن قاسم طلب من علي بابا أن يسامحه، سامحه علي بابا، وتزوج مرجانة التي كانت سبب نجاته من اللصوص.
والعبرة من قصة قصيرة هادفة كقصة علي بابا والأربعين حرامي هو أنَّ الطمع يهلك صاحبه، وأنَّ القناعة كنز لا يعوّض ولا يَفنى.