لطالما شعرتُ أنكِ تلك الصديقة التي تسند صديقتَها، الصديقة التي يشعرني وجودها بالأمان، تمدّين لي ذراعيكِ كلّما احتجتُ إليكِ، وتفتحين لي قلبَك كلما حزنت.
إنك يا صديقتي تلك الإنسانة الوفيّة المُخلصة، تلك الصديقة الصادقة التي أحسُّ معها بالأمان.
لنبقَ يا صديقتي وفيّتين ، حتى نتذكّر أسماءنا عند اللقاء، وتبقى قلوبنا عامرة بالصفاء، ولا يكون يتجرع من الفراق كشرب ماء.
صداقتكِ كنافذةٍ من زجاج صافٍ، أطلُّ منها على أحلى ما في الدُّنيا، وأرى من خلالِها كلَّ المعاني الجميلة، ولا بدّ للزجاج من أن تشوبهُ شائبة، فتلك هي حال الدنيا وحال البشر.
إن قلبكِ هو القلب الصافي كماء عذب يجري في نهر وسط أزهار، ذلك القلب الأبيض كبياض الثلج ونقائه.
إنني أشعر أن صداقتنا كالبحر الهادئ، لا تسمعين سوى خطواتي، ودقات قلبي.
أتعلمين لماذا أحببتكِ؟ لأنّكِ تلك الصديقة التي علَّمتني المعنى الحقيقي للصداقة، وغرستْ في قلبي معنى الوفاء، وكيف أقدّم عطائي دون حدود ودون انتظار مُقابل، أحببتكِ كصديقةٍ وأخت، أحببتكِ لأنّكِ إنسانةٌ علّمتني الحياة في الحبِّ والوفاء بين الأصدقاء، فأُعلن للعالم بأنِّي أحبُّكِ حبًّا مطوقًا بالحبِّ الإلهي البحت، الحبّ الذي يجعل الإنسان يزهر بكلِّ معنى الكلمة، فإليكِ يا صديقتي الحبيبة ورفيقتي الغالية أقدم أسمى آيات الشُّكر وأعذب الكلمات وأرق المعاني.
إنّني أشعر يا رفيقة روحي أنّكِ كلّ الرّفاق وكلّ الأحبة، وكلّ اللّحظات السعيدة، فلم أرَ الفرح إلّا معكِ، ولم يُبعد أحد الحزن عني كما فعلتِ أنتِ.
أتعلمين؟ إنّني من شدّة سعادتي بوجودكِ وجمال قلبكِ، أريد ألّا تُقاسمني صديقة أخرى هذا الجمال، أريده أن يكون لي فقط.
إنكِ يا صديقتي سند قلبي، وسرُّ ابتسامة روحي، ومخبأي ومكاني الآمن في هذه الحياة، فلا أحد يُشبهكِ.
إنّ الحياة تصيب المرء أحيانًا بالآلام، لكن الحياة لم تُؤلمني أبدًا، أتعلمين لماذا؟ لأنّكِ دائمًا ما تدفعين الألم عنّي، وتضمدين جروجي، كم أنا فخورة بكِ.
إنّني لا أحتاج لأصدقاء كثُر في حياتي، أتعلمين لماذا؟ لأنّني وجدتُ كلّ شيء أريده فيكِ، فإذا بحثت عن الحبّ فلن أجد أحدًا يُحبّني كما فعلتِ، وإن بحثتُ عن الحنان فلن أجد أحدًا كحنان أمّي غيركِ، وإن بحثتُ عن السند فلن يكون هناك كتفٌ أتكئُ عليه كَكتفكِ، وإن بحثتُ عن الطّمأنينة فلن أشعر بها إلّا معكِ وبجانبكِ، فأخبريني ما فائدة الأصدقاء الكُثر بعد ذلك؟
أشعر أنّ العالم كان باهتًا جدًا إلى أن جئتِ وأنرته، أشعر أنّ العالم كلّه لا يتّسع لقلبي، لكنّكِ كنتِ أكبر من العالم.
إنّني فخورة بكل ّشيء يخصّكِ، فخورة بنجاحكِ، فخورة بإنجازاتكِ، وبكل شيء بسيط يخصكِ، أتعلمين ماذا أيضًا؟ أنا بكِ أكثر من نفسي.
صديقتي أنتِ أجمل وردة في بستانِ حديقتي، فلا تذبل وتبقى وردة كلّ عام، فأنتِ بهجتي ومسرّتي، تُبعدين الدمع عن مقلتَيّ.
إنّني كلّما قرأتُ شيئًا عن الصديق لم يأتِ ببالي أحد غيركِ، فكأنّ كلّ الكلام كُتب لكِ ولأجلكِ.
إذا أردتُ أن أكتب كلامًا عن صديقتي توأم روحي، فلن أكتبه إلا لكِ، فلا أحد يستحقّه غيركِ، لأنّكِ الوردة الوحيدة التي لم تذبل مهما مرت عليها سنين جفاف.
إنّكِ يا صديقتي تلك التي تمنح القلب الحياة، تلك الصديقة التي تغرس في قلبي الفرح غرسًا، وتزرع الضحكة على وجنتي زرعًا، وتجعل من صحراء قلبي بستانًا، وتمنحني دفئًا، فلا أعرف كيف أُوفيكِ حقّكِ في كلِّ مرةٍ وضعتِ لي ظلًا، أو بنيتِ لي من قلبكِ منزلًا، أو صنعتِ من حزني فرحًا.
إنكِ يا صديقتي تلك الصديقة المختلفة، فأصدقائي كثيرون جدًا لكن لا أحد يُشبه تفاصيلكِ أبدًا.
إلى أعزّ صديقة عرفتها، أريد أن أُخبركِ أنّني فخورة بوجود صديقة مثلكِ، تشدّ على يديّ إن أفلتها العالم، وتحتضن قلبي إن أصابه الحزن، وتُداوي جروحي، وتغفر لي زلّاتي وتحفظ سرّي، وتُقبّل كفَّ الدنيا لتضحك لي، حقًا إنّني فخورة جدًا للحدّ الذي لا تسعفني اللغة لأقوله، ولكن داخل قلبي يصرخ به.
إنكِ صديقتي المُفضّلة دائمًا، وإن لم يمر على صداقتنا الوقت الكثير، ولكن مواقفكِ جعلت منكِ الصديق الأقرب والأحبّ إلي.
إنّني دائمًا أشعر أنّ روحي تطير فرحًا وأنتِ معي، السعادة التي أقضيها معكِ لا تُوصف.
وراء كلّ ضحكة ضحكتها أنتِ، ووراء كل نجاح أنت، ووراء كلّ قوّة أنت، إنكِ انتصاري في هذا العالم.
أنا فخورة جدًا بكِ، لأنّك لم تخذلينني في وقتٍ كثُر فيه الخذلان، لأنّكِ كنتِ صديقة حقيقيّة في وقتٍ كان فيه الجميع مُزيّفين، لأنّكِ كنتِ الصادقة في وقت كثير فيه المُتملّقون، لأنّكِ أعنتِ قلبي في وقت لم أجد فيه مُعينًا.
أدركتُ أنّ حظي جميل لأنّكِ صديقتي، ولقد كان وجودكِ سببًا لأن أُحبّ الحياة فأُقبِل عليها.
إنّك كقصب السكر وسط مرارة هذا العالم.
إنّكِ الصديقة التي أتمنّى أن يكون لي معها لقاءان، لقاء في الدنيا ولقاء في الجنّة.
إنّكِ فخري الكبير في هذه الحياة، الذي دائمًا أعزف مقطوعاته أمام الناس.