ماهي قصائد بحور الشعر العربي
ماهي قصائد بحور الشعر العربي
رغمَ أنّ بحور الشعر العربي كانت ستة عشر بحرًا، إلا أن النظم على هذه البحور كان مُتفاوتًا، فمنها ما كَثُرَ النظم عليه، ومنها ما قل، وفيما يأتي نماذج من قائد الشعر العربي على بحور الشعر التي كثُر النظم عليها:
البحر الطويل
ومن أمثلته قصيدة الشاعر الجاهلي ابن عجلان النهدي عاود عيني نصبها وغروره
عاوَدَ عَينَي نَصبُهَا وَغُرورُه أهمُّ عَرَاهَا أمٍ قَذَاها يَعُورُهَا
أم الدار أَمسَت قَد تَعَفَّت كأَنَّهَ زَبُورُ يَمَانٍ نَقَّشَتهُ سُطُورُهَا
ذَكَرَتُ بِها هِندًا وأترابَها الأُلَى بِهَا يُكذَبُ الوَاشي ويُعصَى أميرُهَا
فَمَا مُعولٌ تَبكِي لِفَقدِ أَلِيفِهَ إِذَا ذَكَرَتهُ لاَ يَكُفُّ زَفِيرُهضا
بِأَسرَعَ مِنّي عَبرةً إِذَ رَأيتُهَ يخِبُّ بِهَا قَبلَ الصَّبَاحِ بَعيرُهَا
أَلَم يَأتِ هِنداً كَيفَما صُنعُ قَومِه بَني عَامِر إِذا جَاءَ يَسعَى نَذِيرُهَا
فَقَالُوا لَنَا إِنَّا نُحِبُّ لِقَاءَكُم وَأَنَّا نُحَيِّيي أرضَكُم ونَزُورُها
فَقُلنَا إِذن لاَ نَنكُلُ الدَّهرَ عنكُمُ بِصُمِّ القَنَا اللاَّئِي الدِّمَاءَ تُميرُها
البحر الوافر
قصيدة الشاعر الجاهلي ابن الأطنابة ألا مَن مُبلِغ الأحلاف عنّي:
أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ
فأنَّكم وما تُزجُونَ نحوي مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَريحِ
سَيَندَمُ بَعضُكُم عَجلاً عليه وما أَثرى اللِسانُ إِلى الجَرُوحِ
ابت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ
وإِعطائي على المكروهِ مالي وضَربي هامَةَ البَطَلِ المثيحِ
بِذي شطَبٍ كَلَونِ المِلحِ صافٍ ونَفسٍ ما تَقر على القبيحِ
وقَولي كَلَّما جَشأت وجاشَت مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي
لأَدفَعَ عَن مآثرَ صالحاتٍ وأحمي بَعدُ عن عِرضٍ صَحِيحِ
أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ
ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ
فأما رُحتُ بالشرفِ المُعلى وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ
قرَت أحسابُنا كرما فأَبدَت لنا الضراءُ عن أُدُمٍ صحاحِ
ولم يُظهر لنا عُقراتِ سَوءٍ جمودُ القطرِ أو بكءُ اللقاحِ
بحر الرمل
قصيدة الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد يا أبا اليقظان أغواك الطمع:
يا أَبا اليَقظانِ أَغواكَ الطَمَع سَوفَ تَلقى فارِساً لا يَندَفِع
زُرتَني تَطلُبُ مِنّي غَفلَةً زَورَةَ الذِئبِ عَلى الشاةِ رَتَع
يا أَبا اليَقظانِ كَم صَيدٍ نَج خالِيَ البالِ وَصَيّادٍ وَقَع
إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَع
بِحُسامٍ كُلَّما جَرَّدتُهُ في يَميني كَيفَما مالَ قَطَع
البحر السريع
قصيدة الشاعر الجاهلي الحارث بن حلزة يا أيها المزمع ثمّ انثنى:
يا أَيُّها المُزمِعُ ثُمَّ اِنثَنى لا يَثنِكَ الحازي وَلا الشاحِجُ
ولا قَعيدٌ أَغَضَبٌ قَرنُهُ هاجَ لَهُ مِن مَرتَعٍ هائِجُ
قُلتُ لِعَمروٍ حينَ أَرسَلتُهُ وقَد حَبا مِن دُونِهِ عالِجُ
لا تَكسَعِ الشَولَ بِأَغبارِها إِنَّكَ لا تَدري مَنِ الناتِجُ
قَد كُنتَ يَوماً تَرتَجي رِسلَها فَأَطرِدَ الحائِلُ وَالدالِجُ
البحر الكامل
قصيدة الشاعر الجاهلي امرؤ القيس لمن الديار غشيتها بِسحام:
مَنِ الدِيارُ غَشِيتُها بِسُحامِ فَعَمايَتَينِ فَهُضبُ ذي أَقدامِ
فَصَفا الأَطيطِ فَصاحَتَينِ فَغاضِرٍ تَمشي النِعاجُ بِها مَعَ الآرامِ
دارٌ لِهِندٍ وَالرَبابِ وَفَرتَنى وَلَميسَ قَبلَ حَوادِثِ الأَيّامِ
عوجا عَلى الطَلَلِ المَحيلِ لِأَنَن نَبكي الدِيارَ كَما بَكى اِبنُ خِذامِ
أَو ما تَرى أَظعانَهُنَّ بَواكِر كَالنَخلِ مِن شَوكانَ حينَ صِرامِ
حوراً تُعَلَّلُ بِالعَبيرِ جُلودُه بيضُ الوُجوهِ نَواعِمُ الأَجسامِ
فَظَلِلتُ في دِمَنِ الدِيارِ كَأَنَّني نَشوانُ باكِرَةٌ صَبوحُ مُدامِ
أُنُفٍ كَلَونِ دَمِ الغَزالِ مُعَتَّقٍ مِن خَمرِ عانَةَ أَو كُرومِ شَبامِ
وَكَأَنَّ شارِبَها أَصابَ لِسانَهُ مومٌ يُخالِطُ جِسمَهُ بِسَقامِ
البحر البسيط
قصيدة الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد يا طائر البان قد شيّجت أشجاني:
يا طائِرَ البانِ قَد هَيَّجتَ أَشجاني وَزِدتَني طَرَبًا يا طائِرَ البانِ
إِن كُنتَ تَندُبُ إِلفاً قَد فُجِعتَ بِهِ فَقَد شَجاكَ الَّذي بِالبَينِ أَشجاني
زِدني مِنَ النَوحِ وَاِسعِدني عَلى حَزَني حَتّى تَرى عَجَباً مِن فَيضِ أَجفاني
وَقِف لِتَنظُرَ ما بي لا تَكُن عَجِل وَاِحذَر لِنَفسِكَ مِن أَنفاسِ نيراني
وَطِر لَعَلَّكَ في أَرضِ الحِجازِ تَرى رَكباً عَلى عالِجٍ أَو دونَ نَعمانِ
يَسري بِجارِيَةٍ تَنهَلُّ أَدمُعُه شَوقاً إِلى وَطَنٍ ناءٍ وَجيرانِ
ناشَدتُكَ اللَهَ يا طَيرَ الحَمامِ إِذ رَأَيتَ يَومًا حُمولَ القَومِ فَاِنعاني
وَقُل طَريحًا تَرَكناهُ وَقَد فَنِيَت دُموعُهُ وَهوَ يَبكي بِالدَمِ القاني
البحر الخفيف
مقطوعة الشاعر الأيوبي ابن سناء الملك إن من خصه الفؤاد:
إِن من خصَّه الفؤا د بإِخـــــلاص وُدِّهِ
ضل في ظِلِّ هُدْبِهِ خَالُهُ فَوْقَ خَـــــدِّهِ