ماهو الأدب في العصر الفيكتوري
ماهو الأدب في العصر الفيكتوري
لم يعد الكاتب في هذه المرحلة يستطيعُ الهروب من هذا الواقع المادي إلى ما قبل ذلك من مرحلة الطبيعةِ الخلابة والبحيرات الجميلة ليكتبَ شعرًا كأشعار ردزورث وكولردج وبايرون أو يتغنى بالطبيعة وجمالها مثل معظم كتاب الفترة الإبداعية؛ لأنَّه راح ينظرُ إلى ما حوله من تغيرات على أنَّه واقع لا مهربَ منه، وقد عبر كل كاتب عن رأيه الخاص بهذه المرحلة.وقد اتَّسم الأدب بالواقعية في هذه المرحلة إلا أنَّها واقعية خالية من المنظورِ الاجتماعيِّ والسياسيِّ، لأنَّ صدقَها لا يتعدى رفع النقاب عن الواقع لا غير، وبهذا اكتفَى معظم الكتَّاب في الغالب، وربما يعود ذلك إلى أنَّ الكتاب كانوا مبهورين بالتقدم العلمي ومنجزات الثورة الصناعية، فأوجدت هذه الإنجازات بعض الأفكار والقيم التي هيمنت حتى على الأدباء المعاصرين الذين سيطرت عليهم فكرة التقدم واعتقدوا أن الشرور التي جلبتها الثورة الصناعية ستزول مع الزمن وستتحقق سعادة البشر عند ذلك ولذلك كان الأمل والتفاؤل في المستقبل من أبرز ملامح أدب ذلك العصر.
أما بالنسبة لشكل الكتابة فقدِ انتشرت الرمزية في الشعر والنثر وانتقلت إلى المسرح، كما تمَّ تحويل الكثير من الإنتاجات الأدبية إلى عروضٍ مسرحية عن طريقِ أوسكار وايلد وبرنارد شو وغيرهم، وتوفَّر مع التقدُّم الصناعي والتقنيِّ للمسارح تقنيات جديدة كالإضاءة وغيرها من أدوات أدَّت إلى تحسين جودة العمل، وظهرت المسارح المدرسية والرقص الكلاسيكيُّ الحر