ماهي الخطابة في العصر الجاهلي
ماهي الخطابة في العصر الجاهلي
وُجدت الخطابة العربية عند العرب منذ قديم الزمان، ولكنَّها جاءت بعد الشعر؛ لأن الشعر كان متفوقًا عليها في العصور الأولى للأدب، ثمَّ عادت الخطابة لترتفع عاليًا عندما أصبح الشعر سببًا لكسب المال، ارتفعت قيمة الخطابة والخطباء كثيرًا في العصر الجاهلي، فاشتهر خطباء كثر وأصبحوا يرفعون من شأن قبائلهم بين القبائل العربية، وأصبحت القبيلة العربية تتباهى بخطيبها كما كانت تتباهى وتُفاخِرُ بشعرائها، وكان من أشهر الخطباء العرب في الجاهلية: قسُّ بن ساعدة الإيادي وهانئ بن قبيصة الشيباني وعامر بن الظَّرِب وعمرو بن كلثوم التغلبي وأكثم بن صيفي وهاشم بن عبد مناف القرشي وغيرهم، وقد ازدهر فن الخطابة في الجاهلية لأسباب متعددة، كان من أهمِّها:
- التحريض وشحن الهمم للقتال وأخذ الثأر.
- وكانت أيضًا وسيلة للإصلاح ونشر السلم وأسبابه بين الناس.
- الفخر والإشادة بالأنساب.
ويقول الجاحظ: "كانت خطبة قريش في الجاهلية، يعني خطبة النساء: باسمك اللهم ذكرت فلانة، وفلان بها مشغوف، باسمك اللهم، لك ما سألت، ولنا ما أعطيت"، وجديرٌ بالذكر إنَّ الخطبة الجاهلية اتّسمت بصفاتٍ متعدّدة منها ما يتعلَّق بالخطيب ومنها ما يتعلَّق بالخطبة كأن يصعد الخطيب على مرتفع قبل أن يبدأ بالخطبة، وأن يمسكَ بيده عصا يُومِئ بها، وأن يضعَ الخطيب عمامة على رأسه، ويجب أن يكون فطِنًا لبيبًا حاضر البديهة جهير الصوت قويَّ الحُجّة أمام الناس أجمعين.