سؤال وجواب

ماهي أبرز الخطب الجاهلية


ماهي أبرز الخطب الجاهلية

بعد الحديث عن فن الخطابة والحديث عن الخطابة في العصر الجاهلي، سيتم المرور على أشهر الخطب الجاهلية، ومما جاء من خطب جاهلية خطبة هاشم بن عبد مناف وهو يحثّ أهل قريش على إكرام الذين يأتي لزيارة بيت الله الحرام: 

  • يقول هاشم:

"يا معشرَ قريشٍ، أنتم سادةُ العَرَبِ، أَحْسَنُها وُجُوهًا، وَأَعْظَمُها أحلامًا، وأَوْسَطُها أنسابًا، وأَقْرَبُها أرحامًا.

يا معشرَ قريشٍ، أنتم جِيرانُ بيتِ اللهِ، أكرمَكم بِوِلايَتِهِ، وَخَصَّكم بِجِوَارِه دونِ بني إسماعيلَ، وحَفِظَ منكم أحسنَ ما حَفِظَ جارٌ مِن جارِهِ، فَأَكْرِمُوا ضَيْفَهُ، وُزُوَّارَ بَيْتِهِ؛ فإِنَّهم يأتونَكم شُعْثًا غُبْرًا مِن كلِّ بَلَدٍ، فَوَرَبِّ هذه البُنِيَّةِ لو كان لي مالٌ يَحْمِلُ ذلك لَكَفَيْتُكُمُوه.

ألا وإِنِّي مُخْرِجٌ مِن طَيِّبِ مالي وحلالِه ما لم يُقْطَعْ فيه رَحِمٌ، ولم يُؤْخَذْ بِظُلْمٍ، ولم يَدْخُلْ فيه حَرَامٌ، فَوَاضِعُهُ فَمَنْ شاءَ منكم أَنْ يَفْعَلَ مِثْلَ ذلك فَعَلَ، وأَسْأَلُكم بِحُرْمَةِ هذا البيتِ أَلاَّ يُخْرِجَ رجلٌ منكم مِن مالِه لِكِرَامَةِ زُوَارِ بيتِ اللهِ ومَعُونَتِهم إِلاَّ طَيِّبًا لم يُؤْخَذْ ظُلْمًا، ولم يُقْطَعْ فيه رَحِمٌ، ولم يُغْتَصَبْ".

  • يقول قس بن ساعدة الإيادي:

"أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَعُوا، مَنْ عَاشَ مَات، وَمَنْ مَاتَ فَات، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آت، لَيْلٌ دَاج، وَنَهَارٌ سَاْج، وَسَماءٌ ذَاتُ أبْرَاجٍ، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ومهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تَمور، وبحار لا تغور، وَنُجُومٌ تَزْهَر، وَبِحَارٌ تَزْخَر، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا، وإِنَّ فِي الأرضِ لَعِبَرًا، مَا بَاْلُ النَّاسِ يَذْهبُونَ وَلاَ يَرْجِعُون؟!، أرَضُوا فَأَقَامُوا، أمْ تُرِكُوا فَنَامُوا؟، تبًّا لأرباب الغفلة من الأمم الخالية والقرون الماضية، يا معشر إياد، يا مَعْشَرَ إيَاد: أيْنَ الآبَاءُ والأجْدَادُ؟، وأيْنَ الفَرَاعِنَةُ الشِّدَادُ؟، أَلَمْ يَكُوْنُوا أكْثَرَ مِنْكُم مَالًا وأطولَ آجالًا؟، طَحَنَهُم الدهْرُ بِكَلْكَلِهِ، ومزَّقَهم بتطاوُلِه، ثم ينشد شعرًا:

في الذاهبينَ الأوليـ         ـنَ مِن القرونِ لنا بَصائرْ

لما رأيت مواردًا              للموتِ ليس لها مصادرْ

ورأيتُ قومي نَحوها        يمضي الأكابرُ والأصاغِرْ

لا يَرجعُ الماضي إلَيْـ       يَ ولا مِن الباقين غابرْ

أيقنتُ أني لا محا          لةَ حيثُ صارَ القومُ صائرْ