تأثير-اكتئاب-وقلق-الحامل-على-نمو-ا

اكتئاب وقلق الحامل

الاكتئاب هو اضطرابٌ في المزاج وشعور بالحزن والفراغ، أما القلق فهو شعور بالتوتر والخوف، وكلاهما حالتان طبيتان خطيرتان تؤثر على العديد من النساء، ويختلف عن شعور النّاس عندما يواجهون يومًا سيئًا، أو عندما يشعرون بالقلق من حدثٍ قادمٍ، بل إنه يتجاوز ذلك الشّعور، وقد يعيق الاكتئاب والقلق من ممارسة الأنشطة اليومية، مثل اعتناء المرأة بنفسها، وهذا الشعور طويل الأمد ولا يختفي من تلقاء نفسه، لكنه قابل للعلاج، ولذلك من الضّروري الحصول على المساعدة وتلقي العلاج وعدم إهماله أو تجاهله، ويختلف اكتئاب وقلق الحامل عن اكتئاب ما بعد الولادة، حيث إن اكتئاب ما بعد الولادة يحدث خلال فترة سنة من بعد ولادة المرأة، وهناك مجموعة من الأبحاث التي تشير إلى أن هناك مجموعة من النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب والقلق خلال فترة الحمل، وهذا القلق يختلف عن مجرد الشعور بالخوف من إنجاب الطفل، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن تأثير اكتئاب وقلق الحامل على نمو الطفل^[١].

أعراض اكتئاب وقلق الحامل

قد تشعر بعض النّساء بالقلق من إصابتهن باكتئاب الحمل والولادة، أو اكتئاب ما قبل الولادة وبعدها، وتبدأ المرأة بالتساؤل فيما إذا كانت مصابة به، أو في احتمالية الإصابه به، وعن كيفية اختلاف الشعور باكتئاب وقلق الحمل عن المشاعر التي تنتج بسبب الضغوط اليومية خلال فترة الحمل، أو الضغوط المتوقعة للولادة أو المولود الجديد، وفيما يأتي مجموعة من الأعراض والعلامات لاكتئاب وقلق الحامل، مع التنويه إلى أن التشخيص الأساسي يعود للطبيب أو المعالج، ويجب الانتباه بضرورة عدم الخلط بينها وبين المشاعر اليوميّة، وتشمل هذه الأعراض^[٢]:

• نوبات هلع، خفقان في القلب، صعوبة التنفس، واهتزاز وشعور بالانفصال الجسدي عن المحيط.
• قلق دائم وعام، وغالبا ما تركز المرأة الحامل على المخاوف من أجل صحة ورفاهية الطفل.
• تطوّر وسواس قهري.
• تقلّب المزاج بشكل مفاجىء.
• الشّعور بالحزن بشكلٍ مستمر، أو البكاء دون سبب واضح.
• الشعور بالتوتر والذّعر.
• الشّعور بالتوتر بشكل مستمر، والشعور بفقدان الطاقة.
• عدم الاهتمام أو الاهتمام يكون قليل بالأشياء الممتعة مثل قضاء الوقت مع الأصدقاء، وممارسة الرياضة وتناول وجبة من الطعام.
• اضطرابٌ ومشاكلٌ في النوم مثل النوم كثيرًا أو عدم النوم بشكل جيّد.
• الانسحاب من الأصدقاء أو العائلة.
• الغضب بسهولة والانزعاج.
• صعوبة في التركيز والتذكّر، حيث تصف النساء المصابات باكتئاب وقلق الحمل بأنه شعور بضباب الدماغ.
• الانخراط بسلوك خطر مثل تعاطي المخدرات أو الكحول.
• التّفكير في الموت والانتحار.

أسباب اكتئاب وقلق الحامل

يصاحب الحمل والولادة العديد من التغييرات الفسيولوجيّة والنفسيّة الاجتماعيّة، ويلزم على حد سواء كل من الأمهات والآباء مواجهة العديد من التحديّات خلال تلك الفترة، لذلك تعد فترة الحمل والولادة أوقاتًا من الضعف المتزايد لبداية أو انتكاس مرض عقلي، وهناك مجموعة من الأسباب التي جعلت المشاكل الصحة العقليّة في فترة الحمل تحضى باهتمام أقل، كالاعتقاد الخاطئ بأن النساء محميّات هرمونيًا من الاضطراب النفسيّ أثناء فترة الحمل أو أن المرأة تكون مترددة في مشاركة أعراض الحزن والاكتئاب بسبب وصمة العار المرتبطة بالاكتئاب والتناقض بين توقع المرأة بالسعادة أثناء الحمل وتجربتها الخاصة، وهناك ميل إلى التركيز على الصحة الجسديّة للمرأة الحامل والجنين أكثر من الصحة النفسيّة والعقليّة، واسناد الشكاوى العاطفية للتغيّرات الجسديّة والهرمونيّة التي تحدث أثناء الحمل، وهناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تطور اكتئاب وقلق الحمل لدى المرأة منها^[٣]:

• افتقار الدعم الاجتماعيّ أو دعم الشريك للمرأة الحامل.
• سوء المعاملة أو العنف المنزلي.
• عوامل الخطر الاجتماعيّة أو الديموغرافيّة أو الاقتصاديّة.
• الإجهاد المرتفع أثناء الحمل والضّغوط اليوميّة يلعبان دورًا مهمًا في تطور اكتئاب ما قبل الولادة أو اكتئاب الحمل.
• مخاوف وقلق من عوامل الخطر المتعلقة بالولادة.
• المخاوف الشخصيّة وأنماط المعرفة السلبيّة، مثل التّشاؤم والغضب، الميل إلى القلق، التوتر والخجل، وتدني احترام الذات، وانخفاض الكفاءة الذاتية، ومستوى عالي من الذهان.

تأثير اكتئاب وقلق الحامل على نمو الطفل

أظهرت الدراسات أن الاكتئاب والقلق يحدث ل10-20% من النساء الحوامل، وغالبًا ما يكون دون علاج، مما يؤثر على صحة الأم والطفل، وفي دراسة تبحث في تأثير اكتئاب وقلق الحامل على نمو الطفل والتطور الإدراكي المبكر والنمو المعرفي للطفل، أظهرت الدراسة ارتباطًا وثيقًا بين قلق الأمهات واكتئابهن ما قبل الولادة على التطور المعرفي للطفل، يسبب اكتئاب وقلق الحامل في ضعف نمو الجنين، ومن الممكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة، وانخفاض في وزن الطفل عند الولادة، كما إن الأطفال معرضين لخطر المشاكل العاطفية والمعرفية، وزيادة مشكلة تشتت الانتباه، فرط النشاط والحركة والقلق، وضعف اللغة، كما يمكن أن يؤثر اكتئاب ما قبل الولادة على التنظيم الهرموني وعمل الغدة النخامية والجهاز العصبي المركزي^[٤].

علاج اكتئاب وقلق الحامل

لتجنب تأثير اكتئاب وقلق الحامل على نمو الطفل فإن المرأة الحامل التي تعاني من الاكتئاب والقلق يجب أن تحصل على الرعاية الطبية، وهناك أساليب طبيّة وغير طبية يمكن أن تساعد المرأة الحامل التي تعاني من اكتئاب متوسط أو خفيف ومنها^[٥]:

• العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي، حيث يساعد المعالج المرأة الحامل على إدارة الأفكار والعواطف.
• أحماض أوميغا-3 الدهنية الأساسية تساعد في الدّعم الطبيعي للمزاج، ويمكن الحصول عليها من الأسماك والجوز.
• العلاج بالضوء؛ حيث تتعرض المرأة الحامل إلى أشعة الشمس الاصطناعية في أوقات محددة من اليوم؛ وذلك للمساعدة في تخفيض أعراض الاكتئاب.
• الوخز بالإبر؛ وهي ممارسة صينية تتضمن وضع إبر صغيرة في مناطق محددة من الجسد يُعتقد أنها تؤثر على الحالة المزاجيّة للمرأة الحامل.
• مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق، وهي الطريقة الأكثر فعالية لعالج القلق والاكتئاب، ويبدي الكثير مخاوفهم من العلاج بمضادات الاكتئاب نظرًا للآثار الجانبية له، حيث إن بعض الأدوية ترتبط باضطراب طيف التوحد أو الولادة المبكرة، وبعضها لها آثار قصيرة الأمد مثل سوء التغذية، لذلك يجب موازنة فوائد مضادات الاكتئاب ومخاطره مع الطبيب المعالج.

المراجع[+]

1. ↑ "Depression and Anxiety During Pregnancy and After Birth: FAQs", www.healthychildren.org, Retrieved 2020-04-12. Edited.
2. ↑ "Anxiety & Depression in Pregnancy & Early Parenthood", www.panda.org.au, Retrieved 2020-04-12. Edited.
3. ↑ "Identifying the women at risk of antenatal anxiety and depression: A systematic review", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-04-12. Edited.
4. ↑ "Effects of Antenatal Maternal Depression and Anxiety on Children’s Early Cognitive Development: A Prospective Cohort Study", www.researchgate.net, Retrieved 2020-04-12. Edited.
5. ↑ "How to Cope with Anxiety and Depression During Pregnancy", www.parents.com, Retrieved 2020-04-12. Edited.