هل-يؤثر-الحمل-إيجابًا-على-دماغ-الح

دماغ الحامل

تُعد فترة الحمل من الفترات المهمة التي تتم من خلالها بناء أنسجة الجنين إلى تكوين الأعضاء الرئيسة وحتى الوصول إلى النظام الكامل الذي يؤهل الطفل للعيش بشكلٍ طبيعيّ خارج رحم الأم، وعادةً مايتم التركيز على التغيّرات التي يُمكن حصولها مع الجنين، ولكنّ على مايبدو أنّ الأم قد تمر ببعض التغيّرات التي تؤثّر عليها على المدى البعيد، ومن أهمها مايُسمى بدماغ الحمل، وتتمثّل الأعراض مابين نوبات النسيان إلى فقدان الذاكرة، وقد أشارت بعض الدراسات في الجامعة الوطنيّة الأسترالية إلى العجز في الذاكرة عند معظم الحوامل مع عدم تغيّر في قدرة الدماغ، وقد تمّ تفسير هذه الظاهرة من قِبل جامعة كاليفورنيا، كما يُمكن حدوثه نتيجة إرتفاع مستويات الهرمونات بشكلٍ رئيس، أو القصور في كميّة النوم التي تحصل عليه الحامل مع القيام بالعديد من المهمّات بوقتٍ قصير، وفي هذا المقال سيتم البحث عن تأثير الحمل على دماغ الحامل^[١].

هل يؤثر الحمل إيجابيًا على الدماغ

أُجريت العديد من الدراسات التي ركزّت بشكلٍ رئيس على دراسة التغيّرات التي يُمكن التعرّض لها من قِبل الأم والتي تحدث خلال فترة الحمل، وكانت النتيجة تشير وبقوّة بوجود بعض التغيّرات التي يُمكن قياسها في بعض المهارات المعرفيّة للأم، فهل يؤثر الحمل إيجابًا على دماغ الحامل، هذا ماسيتم معرفته في الآتي^[٢] :

التأثير على الذاكرة

من أهم النتائج التي تمّت ملاحظتها عند دراسة التأثيرات الحاصلة في فترة الحمل هي تأثير الحمل على ذاكرة الحامل، وقد تمّت مقارنة هذا التأثير بفترة قبل وبعد الحمل، لدراسة تأثير الحمل إيجابًا على دماغ الحامل، وكشف بعض الباحثون أنّ النساء الحوامل يُعانين من تقصيرٍ في بعض أنواع الذاكرة، وتحديدًا في الذاكرة التي ترتبط بشكلٍ كبيرٍ مع القدرة الإدراكيّة التنفيذيّة للدماغ، والتي تشملّ ذاكرة الاستدعاء الحر والذاكرة العاملة، أمّا ذاكرة الاستدعاء الحر، فهي القدرة على تذكّر بعض الأشياء المخزنة مسبقًا في الدماغ، أمّا الذاكرة العاملة فيُمكن وصفها على أنّها ذاكرة قصيرة المدى، والتي تتضمّن التجارب الواعية الفوريّة التي يمر بها الأشخاص، وتمر المرأة الحامل بمشاكل في كلا نوعي الذاكرة أثناء فترة الحمل، وفي الفترة التي تتبعها، وتتمثّل الأعراض في عدم قدرة الحامل على تذّكر بعض التفاصيل مثل الأسماء و التواريخ التي يتمّ التعّرف عليها حديثًا، أمّا بالنسبة إلى المعلومات التي تمّ تكرارها كثيرًا فمن المحتمل عدم تأثرها بالتغيّرات الحاصلة أثناء فترة الحمل. ^[٢]

تعزيز القدرة على التمييز

في بعض الدراسات التي أُقيمت في 2009، والتي ركزّت على دراسة هل يؤثر الحمل إيجابًا على دماغ الحامل، وفي مقدرة الحامل على التمييز، أو مايُسمّى بذاكرة التعرّف، وكانت النتيجة قد بيّنت في أنّ ذاكرة التعرّف لم تصبح أسوء نتيجة الحمل، بل على العكس تمامًا، كانت في الواقع أفضل في فترتيّ الحمل وما بعد الولادة^[٢].

التغييرات في المادة الرمادية في الدماغ

سابقًا، قد تمّت الإشارة في المقال على تأثير الحمل على الدماغ من خلال إحداث بعض التغييرات في كلٍ من القدرات المعرفيّة والموضوعيّة للحامل، لكن هل يؤثر الحمل إيجابًا على دماغ الحامل، من خلال إحداثه ببعض التغيّرات في الدماغ نفسه، وجدت بعض الدراسات أنّ الحمل قد يتسبب في تغيرات مذهلة في النسيج الدماغيّ للحامل، لدرجة أنّ الباحثين قادرون في التعرف ما إذا كانت المرأة قد أنجبت من قبل أم لا ،وذلك من خلال فحص الدماغ من خلال الأشعة، وتتمثّل التغييرات في الدماغ بتقلّص وقلّة المادة الرماديّة في بعض المناطق المرتبطة بالمعالجة و الإستجابة للإشارات الاجتماعيّة، وهذا لايدل على فقدان جزء من الدماغ و التأثير على القدرات الدماغية للحامل، لكن تُشير إلى عمليّة النضوج، مما يسمح للنساء بأن يُصبحن أكثر قدرة وتركيزًا من ناحية أداء المهمات الجديدة، وتتوافق قدرات الدماغ لديهنّ مع إحتياجات الطفل.^[٢]

أسباب التغيَرات في دماغ الحامل

معظم الدراسات التي أُقيمت للبحث عن إجابة السؤال الذي يتمثّل في هل يؤثر الحمل إيجابًا على دماغ الحامل، قد دعمت فكرة وجود بعض التغييرات في أدمغة النساء أثناء الحمل، على الرغم من أنّ الأسباب غير واضحة تمامًا، إلّا أن هُناك بعض العوامل التي يُمكن أن تؤثر على هذه التغيّرات مثل^[٢]:

الهرمونات

دائمًا مايتم إلقاء اللوم على التغيّر في نسب الهرمونات لتفسير العديد من الأمراض المُرتبطة بالحمل، وكذلك مع مشاكل الذاكرة، فإنّ إرتفاع مستوى الهرمونات الجنسيّة خلال فترة الحمل قد تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ في بعض مناطق الدماغ التي تلعب دورًا مهمًًا في بعض المهام المرتبطة بالذاكرة، وقد أشارت بعض الدراسات في أنّ التأثير على ذاكرة الحامل تزداد مع التقدم في فترة الحمل، مع الإضطرابات في الحالة المزاجيّة و التوتر والقلق^[٢].

الحرمان من النوم

إن التغيّر في بعض أنماط الحياة، كأنماط النوم مثلًا، التأثير الكبير في إحداث العديد من التغيّرات في دماغ الحامل، وتزداد وتيرة الحرمان من النوم مع التقدّم في مراحل الحمل، وذلك بسبب التغيّرات الجسديّة التي تجعل النوم غير مريح للحامل، أمّا بالنسبة لمرحلة مابعد الولادة، فتكثر حالة الحرمان من النوم مع زيادة الحاجة للعناية بالمولود الجديد و التكيّف مع المُتطلبات الجديدة للأمومة^[٢].

ضغط عصبى

إنّ في زيادة مستويات التوتر العصبي المُرتبطة مع الوضع القائم على العناية بالمولود الجديد، الشأن الكبير في المُساهمة في التأثير على دماغ الحامل، حيث إنّ مستوى التوتّر يزداد مع التقدّم بالحمل، ويزداد مستوى الإجهاد والتوتر العصبي بشكلٍ خاصٍ بعد الولادة، وذلك بسبب المُتطلبات التي يتم فرضها على الأم من حيث رعاية المولود الجديد^[٢].

ماذا يمكن للحامل أن تفعل لتحسين الذاكرة

لحس الحظ، هُناك بعض الإجراءات التي يُمكن اتباعها من قِبل الأم لتجنّب التأثير على ذاكرة الأم أثناء الحمل، ومن أهم هذه التغييرات في الآتي^[٣]:

• الاحتفاظ بتقويم يومي: وذلك من خلال البدء بتنظيم تقويم يومي، سواء أكان على الهاتف أو من خلال حمل مخطط صغير.
• ضبط المنبّه: يجب ضبط منبه والعمل على جدولة الإشعارات للإجتماعات والأعمال المهمّة على الهاتف أو الكومبوتر، لتجنب المشاكل في الأعمال.
• تدوين الملاحظات: يجب العمل على تدوين الملاحظات المهمّة المُتعلقة بالأعمال اليوميّة، للحِفاظ على وتيرة العمل.
• ممارسة التمارين اليوميّة: ولذلك التأثير الكبير على الصحّة العامة للأم أثناء فترة الحمل، ويُمكن أن يؤثّر على زيادة حدة الذاكرة.

المراجع[+]

1. ↑ "Pregnancy Brain: Myth or Reality?", www.webmd.com, Retrieved 2020-03-31. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ د} "Why Pregnancy Brain Is More Than Just a Myth", www.verywellfamily.com, Retrieved 2020-03-31. Edited.
3. ↑ "Pregnancy brain: Why it happens and how to be less forgetful", www.babycenter.com, Retrieved 2020-03-31. Edited.