سبب-وعلاج-التصرفات-العنيفة-للأطفا

بواسطة:

مفهوم عدائية الأطفال

العدائية عند الأطفال يمكن أن تتخذ أشكالًا متعددة، منها نوبات الغضب بالضرب و الركل والعض، أو الهجمات اللفظية، أو محاولات السيطرة على الآخرين، من خلال التهديد أو العنف وغيرها، في بعض الحالات، ينتقد الأطفال لأنهم يشعرون بالإحباط بسبب مشكلة ما، إذ لم يتعلموا بعد كيفية التحكم في سلوكياتهم، أو حل النزاعات بطرق مقبولة اجتماعيًا، في حالات أخرى، قد يصارع الأطفال مع صعوبات خاصة مثل أحداث الحياة المجهدة، ومشاكل التنظيم العاطفي، أو العجز في الانتباه، أو أعراض التوحد، أو فرط النشاط، ولكن وبالرغم من ذلك، عندما يتم تشخيص الأطفال باضطرابات سلوكية خطيرة؛ يمكن للبالغين أن يكون لهم تأثير قوي للعلاج، ومن المهم للأبوين التعرف على سبب وعلاج التصرفات العنيفة للأطفال.[١]

سبب وعلاج التصرفات العنيفة للأطفال

العدوان هو واحد من الردود الأولى على الإحباط الذي يتعلمه الطفل، ويعد الإمساك والعض والضرب والدفع أمرًا شائعًا بشكل خاص قبل أن يطور الأطفال المهارات الكلامية التي تتيح لهم التحدث بطريقة معقدة عن ما يريدون وكيف يشعرون؛ وتتشكل الميول العدوانية من خلال الظروف البيئية؛ مثل الضغوط والتهديدات والفرص والنتائج المترتبة على الأطفال، وعن طريق التغيير والتبديل في هذه الظروف، يمكن تحسين السلوك وتغيير مسار التنمية.[٢]

يمكن إيجاز سبب وعلاج التصرفات العنيفة للأطفال في عدة عوامل، إحداها هي الصفات الوراثية والتي تعرض بعض الأطفال لخطر أكبر للمشاكل، وكذلك الحال بالنسبة للعوامل السابقة للولادة والإجهاد المبكر للحياة، ويمكن أن يعد الإجهاد الذي مرّ به الطفل أثناء الطفولة أحد أساليب البرمجة، والتي تحدد الطريقة التي تعمل بها جينات الفرد، بل وقد يؤثر على الجيل التالي، ويتأثر العدوان عند الأطفال أيضًا بالقوى البيئية خارج المنزل، إذ يلعب الزملاء والمعلمون والأصدقاء في الحي والرسائل الإعلامية والأيديولوجيات والعوامل الثقافية دورًا في هذا.[٢]

وتختلف هذه الآثار البيئية اعتمادًا على جينات الطفل، وعوامل ما قبل الولادة، والتعرض المبكر للضغوط، وتشير بعض الدراسات النفسية إلى أن بعض الأطفال لا يواجهون ارتفاعًا طبيعيًا في هرمون الكورتيزول الناتج عن الإجهاد ردًا على المواقف العصيبة، وقد يواجه بعض منهم زيادة كبيرة، لكنهم يستغرقون وقتًا طويلًا بشكل غير عادي للتعافي، وكِلا النوعين من الأطفال معرضان لخطر أكبر لتطوير مشاكل في السلوك العدواني.[٢]

الاختلافات الجنسية والسلوك العدواني

وفقًا للموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية والسلوكية لعام 2015، فإن الاختلافات الجنسية في العدوان هي واحدة من أقوى وأقدم النتائج في علم النفس، فقد بعض أبحاث سبب وعلاج التصرفات العنيفة للأطفال المذكورة في الموسوعة أن الذكور بغض النظر عن أعمارهم يتورطون في السلوك العدواني الجسدي واللفظي بشكل أكبر من الإناث، بينما تنخرط الإناث في العدوان غير المباشر بصورة أكبر مثل نشر الشائعات.[٣]

ووجدت دراسات عن سبب وعلاج التصرفات العنيفة للأطفال أيضًا أن الذكور يميلون إلى الانخراط في العدوان غير المبرر بوتيرة أعلى من الإناث، ويتوافق هذا التحليل أيضًا مع دليل أكسفورد لعلم النفس التطوري الذي راجع التحليل السابق، والذي وجد أن الرجال يستخدمون أساليب مختلفة من العدوان اللفظي والجسدي مع اختلاف أكبر في النوع الجسدي منه، وهناك المزيد من النتائج الحديثة التي تظهر أن الاختلافات في العدوان بين الذكور والإناث يظهر في السنة الثانية من العمر، على الرغم من أن الاختلافات في العدوان أكثر وضوحًا لدى الأطفال في منتصف العمر والمراهقين.[٣]

وقد أكد بعض الباحثين الذين درسوا سبب وعلاج التصرفات العنيفة للأطفال الذكور والإناث، أن السلوكيات العدوانية الجسدية مثل الركل والعض والضرب هي تعبيرات نموذجية يمكن أن تتأثر بالعمر، وهي ناتجة من ردود الفعل الفطرية والعفوية على الدوافع البيولوجية مثل الغضب والجوع والانتماء، ويميل العدوان النسبي للفتيات، أي غير الجسدي أو غير المباشر، إلى الزيادة بعد سن الثانية، بينما يتناقص العدوان الجسدي؛ ولم يكن هناك اختلاف كبير في العدوان بين الذكور والإناث قبل هذا العمر؛ وقد يكون التفسير المحتمل لذلك هو أن الفتيات يطورن مهارات لغوية بسرعة أكبر من الأولاد، وبالتالي يكون لديهن طرق أفضل لإشباع احتياجاتهن.[٣]

طرق علاج العنف لدى الأطفال

تم تحليل تطور العدوانية وسبب وعلاج التصرفات العنيفة للأطفال والمراهقين بين 5 -17 سنة، وأظهرت الدراسات الدولية إن ذروة عدوان الأطفال والأولاد في المقام الأول بين 2-4 سنوات، والذروة الثانية في السلوك المعادي للمجتمع أو العدواني للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15-20 عامًا، وعلى الرغم من زيادة الاهتمام بالتوتر والتعامل مع الأطفال، إلا أنه لم يتم إيلاء اهتمام كبير للتعامل مع الأطفال.[٤]

خلال فترات اللعب الحر، تباينت مواكبة مرحلة ما قبل المدرسة مع الغضب بين الأشخاص بطرق ذات معنى في سياقات مختلفة ومتنوعة للبنين والبنات، على سبيل المثال، يميل الأولاد إلى التنفيس أكثر من الفتيات، في حين تميل الفتيات إلى التأكيد بنشاط أكبر من الأولاد؛ علاوة على ذلك، إن الأطفال المؤهلين اجتماعيًا تعاملوا مع الغضب بطرق كانت مباشرة ونشطة نسبيًا وبطرق قللت من حدوث مزيد من الصراع والأضرار التي لحقت بالعلاقات الاجتماعية.[٤]

وتفسر قدرات الأطفال على تنظيم العواطف والتفاعلات الاجتماعية، وكيف يمكن أن تكون مرتبطة باستجابات المواجهة المرتبطة بالغضب لدى الأطفال[٤]، ويمكن إجمال بعض الأساليب العلاجية للسلوك العدواني للأطفال بما يأتي:[٥]

  • العلاج التفاعلي بين الوالدين والطفل: لقد ثبت هذا النوع من العلاج، والذي يسمى اختصارًا PCIT، أنه مفيد جدًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-7 سنوات، إذ يعمل الوالد والطفل معًا من خلال مجموعة من التمارين، بينما يقوم المعالج النفسي بتدريب الآباء على تطوير فهم الطفل، إذ يتم تعليم كيفية إيلاء المزيد من الاهتمام للسلوك الإيجابي للطفل، وتجاهل السلوكيات الطفيفة، وتقديم نتائج ثابتة على السلوك السلبي والعدوان، مع الحفاظ على الهدوء.
  • تدريب ادارة الوالدين: أو ما يسمى اصطلاحًا PMT، ويتعلم الوالدان تقنيات مماثلة مثل PCIT، على الرغم من أن المعالج يعمل عادة مع الآباء فقط، وليس مع الطفل.
  • الحلول التعاونية والاستباقية: وتسمى CPS، وهي برنامج يعتمد على فكرة أن السلوك العدواني أو التخريبي هو نتيجة لمهارات متأخرة، بدلًا من محاولة لفت انتباه أو اختبار حدود الأبوين، وتتمثل الفكرة في تعليم الأطفال المهارات التي يفتقرون إليها للاستجابة لأي موقف بطريقة أكثر فعالية من الإستجابة بنوبة غضب.

المراجع[+]

  1. Oana Mitrofan, Moli Paul, Scott Weich, et al. (2014), "Aggression in children with behavioural/emotional difficulties: Seeing aggression on television and video games",  BMC Psychiatry, Issue 14, Folder 1, Page 1-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت Sarah Coyne, David A Nelson, Marion K Underwood, "Aggression_in_Children"، .researchgate.net, Retrieved 30-1-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Aggression", en.wikipedia.org, Retrieved 30-01-2020. Edited
  4. ^ أ ب ت Mark Cummings (1987), "Coping with Background Anger in Early Childhood", Child Development, Issue 58, Folder 4, Page 976-984. Edited.
  5. "angry-kids-dealing-with-explosive-behavior", childmind.org, Retrieved 30-1-2020. Edited.

مواضيع ذات صلة بـ

طريقة-رجيم-الأناناس-والكيوي

. الأناناس والكيوي . فوائد الكيوي والأناناس . الأناناس والصحة القلب . الكيوي وجهاز المناعة . طريقة رجيم الأناناس والكيوي الأناناس والك

الضغط-الطبيعي-للحامل

ضغط الدم والحمل يمرّ جسد المرأة الحامل بتغيرات فيزيائيةٍ عدّة، تبعًا لنموّ الجنين وتطوّرهِ، وفي أثناء شهور الحمل التسعةِ، لا بدّ من

أسرار-الزواج-الناجح

حكمة مشروعية الزواج لقد كانت فطرة الإنسان منذ خلقه -ولا زالت- تتسم بالتشارك والتفاعل، ولذلك شرع الله تعالى الزواج بين الذكر والأنثى،