من-هو-ساول-باس
التصميم الجرافيكي
يعود تاريخ ظهور التصميم الجرافيكي الحديث المعروف اليوم بين الناس إلى بدايات القرن العشرين، ولا يُعرَفُ من الذي بدأه على وجه التحديد، فمنهم من يراه المصمّم البريطاني ريتشارد جوايت، ومنهم من يراه المصمم الأمريكي وليم أديسون دويجنز، ويُرجِعُ بعض الباحثين هذا الفن إلى عصور ما قبل التاريخ حيث كهوف لاسكوس في فرنسا، وعمود تراجان في روما والمخطوطات المضيئة في القرون الوسطى وغير ذلك، ويُعرَّف التصميم الجرافيكي بأنّه تطبيق مجموعة من المبادئ، والاشتغال على مجموعة من العناصر؛ لخلق عملٍ فنيٍّ تواصليٍّ مرئيٍّ يرتَكِزُ على الصورة الثابتة، ويتخذ شكلًا مطبوعًا أو معروضًا على سطحٍ ثُنائيّ الأبعاد، وسيُجيب هذا المقال عن سؤال يُطرح كثيرًا عن أحد المصممين الجرافيكيين وهو من هو ساول باس.[١]
من هو ساول باس
من هو ساول باس سؤال يُطرَحُ كثيرًا، والإجابة عنه تكون بما يأتي، فهو من مواليد نيويورك في الولايات المتحدة عام 1920م من أبوين مهاجِرَين من يهود أوروبا الشرقية، وبعد إكماله لدراسته الثانوية درس في رابطة طلاب الفن في مانهاتن بدوام جزئي، وقد تزوّج في سنّ مبكّرة من عمره في عام 1938م وأنجب من زوجته طفلين، وبدأ ساول باس حياته العملية في هوليوود في أربعينيّات القرن العشرين حين عَمِلَ مع المخرج اوتو بريمنغر، وعندما رأى اوتو بريمنغر أعماله فإنّه أُعجِبَ بها وطلب منه عمل تصاميم أخرى لأفلام أخرى، وبعد التصميم الاحترافي والذكي الذي عمله ساول باس لفيلم "الرجل والسلاح الذهبي" فإنّ صيته قد طار في هوليوود.[٢]
وبعد ذلك عمل مع المخرج البريطاني ألفريد هتشكوك وهنا صار اسم ساول باس كبيرًا وعالميًّا حين صار يشتغل تصميمات مبتكرة وتُعدُّ ثوريّة في عالم التصميم الجرافيكي؛ إذ كانت الأفلام في ذلك الوقت تفتقر لفكرة التصميم الخاص بها، فكانت التصاميم جاهزة وهي غالبًا اسم الفيلم الذي يكون مكتوبًا على ستارة مسرح السينما قبل بدء العرض، فكانت تصاميم ساول باس نقلة نوعيّة كبيرة في عالم التصميم الجرافيكي، وكذلك فقد كتب ساول باس في إحدى المجلّات واسمها "Graphis" وكان عنوان المقال "عناوين الأفلام - حقلٌ جديدٌ لمصمّم الجرافيك" فتح فيه آفاقًا جديدةً أمام المصمّمين الجدد، من خلال طرحه لنظرته تجاه تكريس العمل من أجل ابتكار تصاميم جديدة مختلفة عن بعضها بعضًا للأفلام.[٢]
وقد كان الهدف الرئيس لساول هو صناعة تصميم يُخبر عن جوهر قصّة الفيلم يكون على شكل بضع لقطات، أو فيديو صغير لثوانٍ، وفيما بعد في الستينيّات تزوّج ساول باس من إلين ماكاتورا التي جاءت للعمل معه في مكتبه في لوس أنجلوس وأنجب منها طفلين كذلك، وتابعا معًا مسيرة صناعة تصاميم الأفلام حتى منتصف الستينيات؛ فبين منتصف الستينيات ونهاية الثمانينيات ركّز الزوجان أكثر على تربية طفليهما وإخراج الأفلام، وباختصار يمكن القول في النهاية إنّ فكرة عناوين الأفلام والتصاميم الخاصة الثابتة والمتحرّكة الخاصّة بالأفلام الحديثة هي كلّها إرثًا قد شقّ طريقه ساول باس وزوجته إلين،[٢] وتوفّي في لوس أنجلوس عام 1996.[٣]
ساول باس والإخراج السينمائي
بعد الإجابة عن سؤال من هو ساول باس، وبعد الوقوف على شيء من مسيرة ساول باس العمليّة في التصميم الجرافيكي فقد بقي أمر أخير يجب الوقوف عليه في مسيرته العمليّة وهو الإخراج السينمائي؛ فقد بدأ ساول باس مسيرته الإخراجيّة من خلال اشتراكه في توجيه التصوير أحيانًا ومن خلال إبداء الرأي ببعض المشاهد التصويريّة أحيانًا أخرى، إلى أن وصل نهايةً إلى إخراج فيلم قصير بمساعدة زوجته وشريكته في النجاح إلين، وكان عنوان الفيلم: "البحث عن العين" عام 1964م، وفيما بعد أخرج فيلمًا وثائقيًّا قصيرًا نال عليه جائزة أوسكار للأفلام الوثائقية القصيرة سنة 1968م، وقد اختير هذا الفيلم للحفظ للحفظ في سجل الأفلام الوطني بالولايات المتحدة بوساطة مكتبة الكونغرس لأنّه مهمٌّ ثقافيًّا وتاريخيًّا وجماليًّا، وفيما بعد تابع ساول باس إخراج الأفلام القصيرة إلى أن استطاع أن يُخرج فيلمًا طويلًا واحدًا كان موضوعه الخيال العلميّ سنة 1974.[٢]المراجع[+]
- ↑ "تصميم الجرافيكي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-03-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "Saul Bass", www.en.wikipedia.org, Retrieved 07-03-2020. Edited.
- ↑ "Saul Bass", www.britannica.com, Retrieved 07-03-2020. Edited.
