ما-هو-البيكا-أو-اضطراب-العقعقة؟
محتويات
البيكا أو اضطراب القمقعة
وهو اضطراب غذائيّ يشير إلى رغبة الأشخاص المصابين بتناول العناصر والمواد غير الغذائية، كرقائق الثلج أو التراب أو الطين أو الشعر أو الطباشير أو الصابون أو العملات المعدنيّة، وقد تصاب به بعض النساء أثناء الحمل، وفي الواقع لا توجد حاليًا طريقة معيّنة واحدة لتصنيف هذا السلوك، كما ويحتاج الأخصائيّون الصحيّون والأطباء إلى اختبار العديد من الجوانب والحالات، بما في ذلك حالات الصحة العقليّة للمريض، بهدف تحديد السبب المحتمل، إذ إنّه غالبًا ما يُصاب به الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقليّة، ولكن وبنفس الوقت ليس كل المصابين بالبيكا يعانون من حالة صحية عقلية، ويعدّ هذا الاضطراب أكثر شيوعًا عند الأطفال والنساء الحوامل، ويصعب تشخيصه لأنّ معظم الأشخاص المصابين به لا يبلغون عن إصابتهم، كما قد يخفي الأطفال المصابون به سلوكهم عن آبائهم، وسيتم الحديث في هذا المقال عن معلومات شاملة عن البيكا أو اضطراب القمقعة[١].
أسباب البيكا أو اضطراب القمقعة
لا تزال أسباب البيكا أو اضطراب القمقعة غير محدّدة، أو بالأحرى لا يوجد سبب واحد لهذا الاضطراب، إلّا أنّه وفي بعض الحالات، قد يرتبط نقص الحديد أو الزنك أو إحدى المواد المغذّية الأخرى بهذا السلوك، فعلى سبيل المثال، قد يكون فقر الدم الذي ينجم عادةً عن نقص الحديد في الجسم، هو السبب الرئيس للبيكا عند النساء الحوامل، وبالتالي تكون الرغبة بتناول العناصر الغريبة غير العادية علامة على أنّ الجسم يحاول رفع وتجديد مستويات العناصر الغذائية المنخفضة فيه، وقد يرتبط اضطراب البيكا ببعض أمراض الصحة العقليّة، مثلًا قد يعاني الأشخاص المصابون بالفصام والوسواس القهري، من الإصابة بالبيكا كإحدى آليّات التكيّف على المرض، كما وقد يستمتع ويتوق بعض الأشخاص لتناول مواد أو نكهات بعض العناصر غير الغذائية الغريبة، وقد يعدّ تناول الطين في بعض الثقافات سلوكًا مقبولًا، ويمكن أيضًا أن يؤدّي اتباع نظام غذائي غير متوازن والإصابة بسوء التغذية إلى الإصابة بالبيكا أو اضطراب القمقعة، وبالتالي يساعد تناول العناصر غير الغذائية في هذه الحالات في الشعور بالشبع[٢].
أعراض البيكا أو اضطراب القمقعة
يعد العرض الأساسي لهذا الاضطراب هو تناول العناصر غير الغذائية، ويجب الانتباه إلى أنّ البيكا يختلف عن السلوكيات الطبيعية للرضع والأطفال الصغار الذين يضعون أشياء غريبة في أفواههم، حيث سيحاول أولئك الذين يعانون من البيكا أو اضطراب القمقعة باستمرار تناول المواد غير الغذائية، والذي يتجاوز أخذ العينات واستكشافها، وقد يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أيضًا من مجموعة واسعة من الأعراض والعلامات الأخرى، بما في ذلك:[١]
- تكسّر الأسنان المكسورة أو تلفها.
- الشعور بآلام في المعدة.
- وجود دم في البراز.
- الإصابة بالتسمم بالرصاص.
- نقص مستويات بعض العناصر الغذائية كالحديد.
تشخيص البيكا أو اضطراب القمقعة
لا يوجد اختبار أو تحليل محدّد لتشخيص البيكا أو اضطراب القمقعة، ولكن وفي حالة الاشتباه في الإصابة بهذا الاضطراب، فإنّ التقييم الطبي للحالة مهم للغاية لتحديد احتمالية إصابة الشخص بفقر الدم أو انسداد الأمعاء أو السمية المحتملة من المواد غير الغذائية التي يبتلعها، وإذا ظهرت أعراض إحدى الحالات السابقة، سيبدأ الطبيب في التقييم من خلال إجراء فحص بدني كامل والنظر إلى التاريخ الطبيّ والصحيّ للمريض، وقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات معينة، مثل الأشعة السينية أو اختبارات الدم، للتحقّق من الإصابة بفقر الدم والكشف عن السموم والمواد الأخرى في الدم، وللتحقق من انسداد القناة الهضمية إن وجد، وقد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء اختبار العدوى المحتملة الناجمة عن تناول العناصر الملوّثة بالبكتيريا أو الفيروسات أو الكائنات الحية الأخرى، وقد يساعد إجراء مراجعة لعادات الطعام لدى الشخص في تشخيص الحالة، ومن المهم وقبل تشخيص الإصابة بالبيكا، أن يقوم الطبيب بالكشف عن وجود اضطرابات أخرى، كالإعاقات الذهنية، أو إعاقات النمو، أو الوسواس القهري، كسبب محتمل لسلوك الأكل الغريب، كما أنّه يجب أن يستمر هذا السلوك لمدة شهر واحد على الأقل حتى يتم تشخيص الإصابة باضطراب البيكا[٣].
علاج البيكا أو اضطراب القمقعة
يكمن علاج البيكا أو اضطراب القمقعة على ظهور الأعراض الناجمة عن مضاعفات هذا الاضطراب، فمن المرجّح أن يبدأ الطبيب بمعالجة أي مضاعفات اكتسبها الشخص جرّاء تناوله عناصر غير غذائية، على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من حالة الوسواس القهري أو حالة صحية نفسية أخرى، واعتمادًا على نتيجة التشخيص، يقوم الطبيب بوصف الأدوية أو العلاج النفسي أو كليهما، وقد أجريت بعض الدراسات حول علاج هذا الاضطراب، وقد اقترحت دراسة عام 2000 نشرت في مجلة تحليل السلوك التطبيقي أن مكمل بسيط متعدد الفيتامينات قد يكون علاجًا فعالًا في بعض الحالات، وفي حال كان الشخص المصاب بالبيكا يعاني من إعاقة ذهنية أو حالة صحية عقلية، فقد يساعد استخدام الأدوية المعالجة للمشاكل السلوكية أيضًا في تخفيف أو إلغاء رغبتهم في تناول العناصر الغريبة وغير الغذائية[٢].
مضاعفات البيكا أو اضطراب القمقعة
قد تكون مضاعفات البيكا أو اضطراب القمقعة شبه معدومة في بعض الحالات، كحالة تناول الثلج، والتي تشكّل مخاطر صحية قليلة في حال النظام الغذائي العام طبيعيًا بشكل نسبي، ومع ذلك، يمكن أن تكون أنواع أخرى من البيكا مهدّدة للحياة، كالرغبة الشديدة في تناول رقائق الدهان أو الطلاء، وخاصّة عندما تكون رقائق الطلاء من المباني القديمة، والتي قد يحتوي على الرصاص، وتشمل بعض المضاعفات المحتملة لهذا الاضطراب ما يأتي:[١]
- الاختناق.
- التسمم بالمادة التي يتم بلعها.
- تلف الدماغ الناجم عن تناول الرصاص أو المواد الضارّة الأخرى.
- تكسّر الأسنان.
- الإصابة بالتقرّحات.
- إصابة الجهاز الهضمي بأضرار مختلفة؛ مثل التسبب بإصابات في الحلق.
- حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي؛ مثل البراز الدموي أو الإمساك أو الإسهال.
المراجع[+]
- ^ أ ب ت "What to know about pica", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 09-05-2020. Edited.
- ^ أ ب "Everything You Need to Know About Pica", www.healthline.com, Retrieved 09-05-2020. Edited.
- ↑ "Mental Health and Pica", www.webmd.com, Retrieved 09-05-2020. Edited.
