سؤال وجواب

علامات-تدل-على-احتياجك-لتناول-المز


الدهون والنظام الغذائي

مهما تعدَّدت أنواعُ الحِمياتِ الغذائيّةِ التي انتشرت في الآونةِ الأخيرة، فلا يُمكنُ اعتبارُها جيّدةً فِعلًا إلّا إذا احتوت على جميعِ المجموعاتِ والعناصرِ الغذائيّةِ اللّازمةِ للجسم، فمثلًا بالحديثِ عن الدهونِ يُعتبرُ إلغاؤُها من النظامِ الغذائيّ اليوميّ خطأً كبيرًا، فالقليلُ منها مصدرٌ مهمٌّ لبعضِ الأحماضِ الدهنيّة، كما أنّ وجودَها ضروريّ ليتمكّنِ الجسمُ من امتصاصِ الفيتاميناتِ الذائبةِ في الدهون وهي E, A و D، وتحتاجُها الخلايا لإنتاجِ الطاقةِ كذلك، ولكن يجبُ معرفةُ كيفيّةِ اختيارِ الدهونِ المفيدةِ وإدخالِها للنظامِ الغذائيّ، لذلك سيتمّ الحديثُ عن أسبابِ إدراجِ المزيدِ من الدهونِ في بعضِ الأنظمةِ الغذائية.[١]

أسباب إدراج المزيد من الدهون في بعض الأنظمة الغذائية

في البدايةِ لابدّ من معرفةِ أنّ 20-35% من السعراتِ الحراريّةِ اليوميّة يجبُ أن تكونَ من الدهونِ، وهي نوعان منها الجيّدُ ومنها السيّء، وبالتأكيدِ يجبُ التركيزُ على تناولِ النوعِ الجيّدِ وهي الدهونُ غيرُ المشبعةِ وبنوعَيْها الأُحاديّة والمُتعدِّدة، وفيما يأتي أسبابُ إدراجِ المزيدِ من الدهونِ في بعضِ الأنظمةِ الغذائية[٢]:

وظائف الدماغ

أهمّ أسبابِ إدراجِ المزيدِ من الدهون في بعضِ الأنظمةِ الغذائيّة هي الحفاظُ على الدماغ، فهو يتكوّنُ من كميّاتٍ كبيرةٍ من الدهونِ ويحتاجُ إليها للاستمرارِ في أداءِ مهمّاتِه بشكلٍ جيّد، وعلى عكسِ ما يعتقدُه الجميعُ أنّ الكوليسترولَ ضارٌّ، فهو الغذاءُ الرئيسيّ للدماغِ ويحتاجُه بكميّاتٍ كبيرةٍ فمنه يحصلُ على الطاقة، كما أنّه ضروريٌّ جدًا لعملِ الأعصابِ والنواقِل العصبيّة، وقد أظهرتِ الأبحاثُ أنّ من يتناولُ الكميّاتِ الضروريّةَ من الدهون لديهم قدراتٌ إدراكيّةٌ وعقليّة أفضلُ من غيرهم، ومن يتّبعون حِمياتٍ قليلةِ الدهونِ يعانون من قلّةِ الطاقة وضعفِ القدرةِ على القيامِ بالأعمالِ إضافةً للتغيّراتِ المزاجيّةِ.[٣]

خسارة الوزن

قد يتعجّبُ المعظمُ من هذه الحقيقةِ، ولكن أجَل نُقصانُ الدهونِ في النظامِ الغذائيّ يجعلُ خسارةَ الوزنِ أكثرَ صعوبةً، وبالتأكيدِ لا يكونُ ذلك بالاعتمادِ عليها اعتمادًا كُلّيًا، ويرجعُ السببُ وراءَ تلك الحقيقةِ أنّه كُلّما قلَّت كميّةُ الدهونِ المتناولةِ في النظامِ الغذائيّ أدّى ذلك إلى نُقصان كميّةِ الطاقةِ وبالتالي ازديادِ الرّغبةِ في تناولِ الكربوهيدرات فينتهي المطافُ بزيادةِ الطعامِ وكَسْبِ كيلوجراماتٍ إضافيّة بدلًا من خسارتِها، ويكونُ الحلُّ في هذه الحالةِ بتناولِ الدهونِ غيرِ المُشبعةِ المتعدِّدةِ لرفعِ معدّلاتِ حَرْقِ السعراتِ الحراريّة.[٤]

سلامة القلب

تؤكّدُ الدراساتُ الحديثةُ أنّ الأضرارَ الناتجةَ عن الالتهاباتِ بسببِ الحِمياتِ المليئةِ بالكربوهيدراتِ والسكّر، البروتيناتِ غير الجيّدةِ والزيوتِ النباتيةِ المُصنّعةِ والمُعدّلةِ أخطرُ من تلكَ الناجمةِ عن الدهون، فتلك الالتهاباتُ هي المسبِّبةُ لأمراضِ القلبِ والشرايين مؤدِّيةً لحدوثِ النوباتِ القلبيّة، فتناولُ الدهونِ الجيّدةِ وعلى رأسِها الدهونُ غيرُ المشبعةِ الأُحاديّة تُحسّنُ من دهونِ الدم، تقلّلُ من الكوليسترولِ الضارّ، تُعدّلُ ضغط الدمِ كما تعملُ على تنظيمِ مستوياتِ الجلوكوزِ في الدّم وتُحسّن من حساسيّةِ الإنسولين، وذلك أحدُ أهمِّ أسبابِ إدراجِ المزيدِ من الدهونِ في بعضِ الحِميات الغذائيةِ، وحِميةُ البحرِ الأبيضِ المتوسّطِ من أفضلِ الحمياتِ في الوقايةِ من أمراضِ القلبِ والسكريّ والسمنةِ لاعتمادِها على الدهونِ المفيدةِ من زيتِ الزيتون البِكر والأسماك.[٣]

اضطراب الهرمونات

يُشكّلُ الكوليسترول والدهونُ المكوّناتِ الأساسيّة لبناءِ الأغشيةِ الخلويّةِ والهرمونات، والمواظبةُ على تناولِ الدهونِ بالشّكلِ الصحيحِ يساعدُ في المحافظةِ على التوازنِ الهرمونيّ في الجسم، وهنا لابدّ من ذِكْرِ فيتامين د الذي يعدّ هرمونًا مثل التستوستيرون والإستروجين أكثرَ من كونِه مجرّدَ فيتامين، لذلك فإنّ أحدَ أسبابِ قلّة الخصوبةِ واضطراباتِ الدورةِ الشهريّةِ والمشكلاتِ الهرمونيةِ الأخرى لدى النساءِ سببُها قلّةُ الدهونِ في الجسم، حيثُ أثبتت دراسةٌ أنّ تناولَ منتجاتِ الألبانِ كاملةِ الدسمِ تزيدُ من معدّلاتِ الخصوبةِ لدى النساء، وهذا أحدُ أسبابِ إدراجِ المزيدِ من الدهونِ في بعضِ الأنظمةِ الغذائيّة.[٣]

فوائد صحية للدهون

يوجدُ المزيدُ من أسبابِ إدراجِ المزيدِ من الدهونِ لبعض الحِمياتِ الغذائيّة، فقلّةُ الدهونِ تؤدّي إلى جلدٍ باهتٍ، جافّ ومتقشّر، فالأحماضُ الدهنيّةُ ضروريّةٌ لخلايا إنتاجِ دهونِ ترطيبِ الجلد، فأوميغا 3 و6 ضروريّان لإشراقةِ البشرة، وفيما يأتي المزيدُ من أهميّةِ الدهونِ للجسم[٤]:

  • الأحماضُ الدهنيّة خصوصًا أوميغا3 تحافظُ على صحّةِ العينين وسلامةِ النّظر، كما يُقلّل من الإصابةِ بجفافِ العينِ والجلوكوما.[٤]
  • تساعدُ الدهونُ في التقليلِ من آلامِ التهابِ المفاصِل، فمعظمُ من يعانون من قلّةِ كميّةِ الدهونِ في الجسمِ لديهِم التهاباتٌ في المفاصِل.[٤]
  • يُستخدمُ أوميغا3 في علاجِ المصابين بالاكتئابِ وتقليلِ فُرَصِ الإصابةِ به.[٤]
  • تناولُ الدهونِ المفيدةِ والألياف مهمٌّ للحفاظِ على توازنِ البكتيريا النافعةِ في الجهازِ الهضميّ ممّا يقلّلُ من الالتهابات.[٣]
أخيرًا فإنّ هناك العديدَ من المصادرِ النباتيّةِ والحيوانيّة للدهونِ المفيدة، ومن الأفضلِ تناولُ بذورِ الكتان، بذورِ الشّيا، جوزِ عينِ الجمل إضافةً لزيتِ الكانولا وزيتِ الذّرة وبذور دوارِ الشمس، كما يجبُ تناولِ أسماكِ التونة، الساردين والسالمونِ والمحار.[٥]

المراجع[+]

  1. "Fat: the facts -", www.nhs.uk, Retrieved 04-02-2020. Edited.
  2. "Why Eating Fat Keeps You Healthy", www.verywellfit.com, Retrieved 04-02-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "7 Low-Fat Diet Risks You Need to Know About!", www.draxe.com, Retrieved 04-02-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Are You On A Fat-Free Diet? Take Note Of These Signs Of Fat Deficiency In Your Body", www.doctor.ndtv.com, Retrieved 04-02-2020. Edited.
  5. "What Are the Effects of a Fat Deficiency in Humans?", www.livestrong.com, Retrieved 04-02-2020. Edited.