الوقت-المناسب-للحجامة
الحجامة
العلاج بالحجامة هو شكل قديم من أشكال الطب البديل،[١] يعود بتاريخه إلى الممارسات الصينية والشرق أوسطية التقليدية، ويقوم فيه المعالج باستخدام أكواب خاصة يضعها في مواضع معينة من جلد المريض لدقائق معدودة ليتم شفط الهواء الموجود في الأكواب والتي بدورها تسحب جلد المريض إليها،[٢] ويُستخدم العلاج بالحجامة لكثيرٍ من الحالات المرضية؛ كالتخفيف من الآلام والالتهابات، المساعدة على تدفق الدم، الاسترخاء، الرفاهية ولتدليك الأنسجة العميقة من الجسم، وقد تختلف أنواع الأكواب المستخدمة في الحجامة ما بين؛ زجاج، بامبو، خزف، وسيلكون، كما قد تختلف أنواع الحجامة ما بين حجامة رطبة وحجامة جافة، وسيأتي المقال على تفصيل كلٍّ منهما، بالإضافة إلى شرح الوقت المناسب للحجامة.[٣]
الوقت المناسب للحجامة
يصنَّفُ بعضَ المختصون العلاح بالحجامة على أنَّها من أحد أنواع العلاج الوقائية، وعليهِ فيُنصح بها من 2-4 مرات في السنة في حال كان الشخص يتمتع بصحة جيدة، وبتكرارها مراتٍ عديدة في حال كان لدى المريض حالة طبية خطيرة،[٤] ولكن الوقت المناسب للحجامة يتبعُ لحديث رسول الله -صلى الله عليهِ وسلَّم- حين قال: «من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة، وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء»(صحيح ؛ سنن بن ماجه º3861)، فإنَّ السبب والحكمة من التوقيت المعيّن عند تطبيق علاج الحجامة، هو الاعتماد على الجاذبية ومستويات السوائل والماء داخل جسم الإنسان في أوقات معينة من الشهر، ومثلما يؤثر القمر على المدِّ المحيط، فإنَّه يؤثر على جسم الإنسان أيضًا، وعليه يجب إجراء الحجامة في اليوم السابع عشر، التاسع عشر والواحد والعشرين من الشهر القمري، لما تساهم فيه قوة الأقمار في إزالة الخلايا الميتة.[٥]
أنواع الحجامة
وبعد التعرُّف على الوقت المناسب للحجامة، يجب شرح أنواع الحجامة؛ فهناك طريقتين مختلفتين للعلاج بالحجامة، الحجامة بالطريقة الجافة والرطبة، وتتشابه الطريقتين بالخطوات الأولى للتنفيذ، حيثُ يستخدم المعالج في كلا الطريقتين مادة قابلة للاشتعال كالورق، الكحول أو الأعشاب؛ ليضعها في الكوب وفور إشعالها وظهور اللهب يضع فوهة الكأس على الجلد، وفور برود الهواء داخل الكوب، يُصبح هناكَ فراغًا يؤدي إلى ارتفاع جلد المريض واحمرارهِ بالإضافة إلى تمدُّد الأوعية الدموية، وبعدها يُترك الكوب في مكانه لمدة تقارب الثلاث دقائق، وحديثًا يستخدم المعالجون مضخةً مطاطيّة عوضًا عن النار لخلق الفراغ داخل الكأس، وقد يلجأ البعض منهم إلى الاستعانةِ بأكواب السيليكون التي تسهل عملية انتقال الكوب من مكان إلى آخر على الجلد، بتأثير يشبه التدليك، هذهِ الطريقة بأكملها تتبع الحجامة الجافة.[٣]
أما الحجامة الرطبة فتتم من خلال عملية شفط خفيف بواسطة الكوب الذي يُترك على الجلد لمدة تقارب الثلاث دقائق، بعد ذلك يزيل المعالج الكأس ويستعين بمشرطٍ صغير لعمل جروح صغيرة وخفيفة على الجلد، ومن ثمَّ يقوم بإجراء شفط آخر ثانوي لتتم عملية سحب كمية قليلة من الدم، ومن المهم الإِشارة إلى أنَّ معدّل الأكواب المستخدمة في الجلسة الأولى بطريقة الحجامة الرطبة هي من 3-5 أكواب، ومن النادر أن يتم استخدام أكثر من 5-7 أكواب وذلك تبعًا لجمعية الحجامة البريطانية، وبعد إتمام جلسة العلاج قد ينصح المعالج باستخدام مضاد حيوي كمرهم، لتجنُّب العدوى التي قد تظهر إثر التهاب الجروح، ومن المهم أن تعود بشرة المريض إلى الحالة الطبيعية في غضون عشرة أيام، ومن جهةٍ أخرى فإنَّ جميع مؤيدي الحجامة الرطبة يعتقدون أنَّها تساهم في إزالة السموم الضارة والمواد السامة من الجسم وهذا من شأنهِ أن يعزِّز عملية الشفاء لديهم، ولكن من المهم التنبيه أنَّ هذهِ الاعتقادات لم تثبت إلى اليوم.[٣]
فوائد الحجامة
وبعدَ التعرّف على الوقت المناسب للحجامة وأنواعها من المهم التعريف بفوائد الحجامة التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية في موضع العلاج ومنه للجسم كلِّه، التقليل من التوتر، الألم والتورُّم؛ وذلكَ من خلال سحب الشوائب والسموم إلى سطح الجلد، ومن جهةٍ أخرى فمن منظور علم وظائف الأعضاء الغربي فإنَّ العلاج بالحجامة من شأنهِ أن يخفف توتر النسيج الضام، وبالتالي تحفيز تدفق الدم إلى سطح الجلد، وبالعودةِ إلى نتائج البحث التي أجرته عالمة الفسيولوجيا الأمريكية وخبيرة الوخز بالإبر هيلين لانغفين، تم ملاحظة التغييرات في مستوى الخلية باستخدام كاميرا الموجات فوق الصوتية، حيثُ أثبتت أنَّ التقنيات العلاجية كالحجامة، الوخز بالإبر وتدليك الأنسجة بهدف الاسترخاء وتخفيف علامات الالتهاب تساهم في تقليل السيتوكينات الالتهابية وزيادة السيتوكينات التي تعزز الشفاء والاسترخاء.[٦]
نصائح قبل وبعد الحجامة
تشتمل النصائح التي قد يتلقاها المريض قبل وبعد الحجامة تبعًا للآثار الجانبية الوارد حدوثها أثناء العلاج وبعده، وقبل ذكر هذهِ النصائح، يجدر التنبيه إلى اختيار المعالج بدقة للحفاظ على سلامة المريض، ومن المهم استشارة الطيب قبل الخضوع لجلسات العلاج بالحجامة، حيثُ يمكن للطبيب تقديم بعض العلاجات أو الخطوات التي يمكن اتخاذها لتجنيب المريض الشعور بالانزعاج عند الخضوع للجلسة،[٣] وبالإضافة إلى ذلك من المهم التأكد من بعض المعلومات من المُعالج بالحجامة فيما يأتي أهم الأسئلة الواجب على المريض طرحها عليه:[١]
- الشروط التي يتم استخدام الحجامة فيها كعلاج.
- التدريب الذي تلقاه المعالج لتطبيق العلاج بالحجامة.
- عدد سنوات الخبرة في العلاج بالحجامة.
- ما إذا كان المريض سيحصل على العلاج المتوقع لحالته.
- وجود سبب يمكنه أن يمنع المريض من تلقي العلاج بالحجامة.
أما عن النصائح التي قد يرغب المريض بأخذها فهي عن التأثيرات الجانبية للحجامة والتي على قلتها، من المهم العلم بها لأخذ الإحتياطات الممكنة لتجنبها، ومن المهم الإشارة إلى ضرورة ارتداء المعالج لمئزر، قفازات، نظارات واقية أو أي وسيلة أخرى لحماية العين، بالإضافة إلى استخدام المعدات النظيفة، والتزامه باللقاحات المنتظمة لضمان الحماية ضد أمراضٍ معينة، كالتهاب الكبد، وفيما يأتي أبرز هذهِ الآثار التي قد يواجهها المريض أثناء وبعد العلاج:[٣]
- الشعور بالدوار أثناء أو بعد العلاج.
- الشعور بالتعرق أو الغثيان.
- تهيج الجلد المحيط بحافة الكوب المستخدم أثناء العلاج.
- الشعور بالألم في مواضع الجروح.
- احتمالية التعرُّض للعدوى، ولعلّها من أخطر الآثار المحتملة عند تلقي العلاج، ولكن يبقى خطرها بسيط عند اهتمام المُعالج باتباع الطرق الصحيحة بتنظيف الجلد والسيطرة على العدوى قبل وبعد الجلسة.
- قد تشتمل المخاطر الأخرى على ظهور الندب على الجلد، أو الكدمات.
المراجع[+]
- ^ أ ب "Cupping Therapy", www.webmd.com, Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ↑ "What to know about cupping therapy", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "What Is Cupping Therapy?", www.healthline.com, Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ↑ "10 Things You Should Know About Hijama Cupping Therapy", www.seekersguidance.org, Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ↑ "The Forgotten Olympic Sized Sunnah of Hijama (Cupping)", www.muslimmatters.org, Retrieved 04-05-2020. Edited.
- ↑ "Cupping Therapy", www.medicinenet.com, Retrieved 04-05-2020. Edited.