الوقاية-من-مرض-الملاريا
محتويات
مرض الملاريا
مرض الملاريا هو مرض طفيلي تسببه المصوريات Plasmodium ولها عدة أنواع، وتنتقل هذه الطفيليات إلى الإنسان عبر لدغة بعوضة الأنوفيل المصابة، حيث يدخل الطفيلي إلى مجرى الدم ومنه إلى الكبد لتنضج هناك، ثمَّ تغادر المصوريات الناضجة الكبد لتصيب الكريات الحمر وتبدأ بالتكاثر داخلها خلال 48 إلى 72 ساعة، لتظهر بعد ذلك أعراض مرض الملاريا، الذي يشكل مشكلة صحية كبيرة وهو أحدُ ألدِّ ثلاثة أعداء للبشرية جنبًا إلى جنبٍ مع السُّلِّ والأمراض المنقولة جنسيًا.
أسباب مرض الملاريا
سبق القول بأنَّ المصوريات تنتقل عبر بعوضة الأنوفيل المصابة، وهناك أربع أنواع من المصوريات يمكن أن تصيب البشر وهي: المصوريات البيضوية P.ovale والمصوريات النشيطة P.vivax والمصوريات الملارية P.malariae والمصوريات المنجلية P.falviparum ومن بين الأنواع الأربعة هذه فإنَّ المصوريات المنجلية هي الأكثر خطورةً وتسبب مرضًا أكثر شدةً وقد تؤدي إلى الموت، وينبغي الإشارة بأنَّ المصوريات قد تنتقل من الأم المصابة أيضًا إلى الجنين أثناء الحمل وتسبب عند الجنين ما يسمى بالملاريا الخلقية، وكذلك يمكن أن تنتقل عن طريق زرع الأعضاء ونقل الدم واستخدام الإبر أو الحقن المشتركة.[١]
أعراض مرض الملاريا
إنَّ أعراضَ الملاريا ليست نوعيةً لها، إذ يمكن مشاهدة هذه الأعراض في أغلب الإنتانات، وتنجم هذه الأعراض عن تأثير طفيليات الملاريا على الكريات الحمر وعن الذيفانات المنتجة من قِبلها التي تؤثر على أنسجة الجسم المختلفة، وتشمل أعراض مرض الملاريا على:[٢]
- حمى.
- قشعريرة.
- صداع.
- غثيان وتقيؤ.
- تعب وآلام عضلية.
- وقد يحدث سعال مع ألم صدري أو بطني وتعرق أحيانًا.
- وقد يعاني بعض الأشخاص من ما يسمى بنوبات الملاريا وهي نوبات تبدأ برجفانٍ وقشعريرةٍ، تليها حمى عالية الدرجة، ثمَّ يحدث تعرق وتعود درجة الحرارة إلى الطبيعي.
مضاعفات مرض الملاريا
يمكن أن تكون الملاريا قاتلةً، خاصةً الملاريا التي تسببها أنواع مختلفة من الطفيليات الشائعة في الأجزاء الاستوائية من أفريقيا، وتُقدِر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنَّ 91 في المائة من جميع وفيات الملاريا تحدث في أفريقيا -وأكثرها شيوعًا بين الأطفال دون سن الخامسة- وفي معظم الحالات ترتبط وفيات الملاريا بمضاعفاتٍ خطيرةٍ منها:[٢]
- الملاريا الدماغية.
- اضطرابات تنفسية.
- قصور الأعضاء: كقصور الكبد أو قصور الكلية.
- فقر دم.
- نقص السكر في الدم.
عوامل الخطر لمرض الملاريا
إنَّ أكبر عامل خطر لحدوث الملاريا هو العيش في أو زيارة المناطق التي تكون الملاريا مستوطنةً فيها، وهناك أنواع مختلفة من طفيليات الملاريا كما سبق ذكره، لكن الصنف الذي يسبب أخطر المضاعفات -المصوريات المنجلية- هو أكثر شيوعًا في:[٢]
- الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى.
- شبه القارة الآسيوية.
- غينيا الجديدة وجمهورية دومينيكيا وهايتي.
بالإضافة لما سبق هناك بعض الأشخاص المعرضين لخطرٍ متزايدٍ أكثرَ من غيرهم وهمُ الأطفال الصغار والرضع وكبار السنِّ المسافرين القادمين من المناطق التي لا يوجد بها الملاريا والنساء الحوامل وأطفالهنَّ، كما يُسهم الفقر ونقص التثقيف الصحي وقلة أو عدم الحصول على الرعاية الصحية في وفيات الملاريا على مستوى العالم.[٢]
تشخيص مرض الملاريا
التشخيص المبكر أمرٌ بالغُ الأهمية، ويجب على أيِّ شخصٍ تظهر عليه أعراض وعلامات الملاريا أن يراجع الطبيب من أجل إجراء الفحوص اللازمة، ومن أجل ذلك تنصح منظمة الصحة العالمية بتأكيد وجود الطفيلي من خلال الفحوص المخبرية المجهرية أو عن طريق اختبار تشخيصي سريع RDT، ولا يمكن اعتمادًا على الأعراض وحدها أن نميّزَ الملاريا عن أسباب أخرى، لذا فإن اختبار الطفيليات أمر لا بدَّ منه لتشخيص المرض وتدبيره، وينبغي الإشارة إلى أنَّه في بعض المناطق الموبوءة بالملاريا -مثل الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى- يمكن أن يسبب انتشار واستوطان الملاريا مناعة خفيفة عند نسبة كبيرة من السكان المحليين، ونتيجة لذلك يحمل بعضُهم الطفيليات في الدم ويكونون غير عرضيين. [٣]
علاج مرض الملاريا
يهدف العلاج للقضاء على الطفيلي أي المصوريات من الدم، ويفضل علاج أولئك الذين لا يعانون من أعراضٍ للحدِّ من خطر انتقال المرض إلى المجاورين، وتوصي منظمة الصحة العالمية WHO بالعلاج المركب القائم على مادة الأرتيميسينين ACT لعلاج الملاريا غير المترافقة بمضاعفات، ويَنصح الممارسين في كثير من الأحيان الجمع بين ACT ودواء آخر، ويهدف ACT إلى تقليل عدد الطفيليات خلال الأيام الثلاثة الأولى من العلاج، ثمَّ تقوم الأدوية المشاركة بالقضاء على الباقي من الطفيليات، ولقد ساعد انتشار دواء ACT في جميع أنحاء العالم في الحد من تأثير الملاريا، ولكن الدواء ACT أصبح أقل فعاليةً في الأماكن التي تكون فيها الملاريا مقاومة له؛ لذا يجب أن يتضمنَ العلاج على دواءٍ مشاركٍ فعالٍ آخرٍ.[٣]