دعاء-الرزق-وأحاديث-عن-جلب-الرزق

الدعاء

قبل الحديث عن دعاء الرزق وأحاديث عن جلب الرزق، يجب بيان أهمية الدعاء، فالدعاء له مكانة كبيرة في الإسلام، والله -تعالى- قد أمر به، فقد قال سبحانه: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}،^[١] والله -تعالى- بكرمه وجوده لا يرد الداعي، ويستجيب لما فيه الخير له، فقد قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}،^[٢] والدعاء عبادة من العبادات التي ينال العبد بها الأجر العظيم من الله تعالى.^[٣]

دعاء الرزق وأحاديث عن جلب الرزق

عند الحديث عن دعاء الرزق وأحاديث عن جلب الرزق، لا بُدّ من توضيح أنّ الرزق مقُدر ومقسوم، ولن يغادر أحد الدنيا إلا بعد أنّ يستكمل ما قسمه الله -تعالى- له من الرزق، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أيُّها النَّاسُ اتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها وإن أبطأَ عنْها فاتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ خذوا ما حلَّ ودعوا ما حَرُمَ"،^[٤] فعلى المرء أنّ يسعى إلى طلب الرزق بالحلال والابتعاد عن كل ما هو محرم، وأن يتوكل على الله تعالى، وقد وردت بعض الأحاديث التي يتعوذ فيها الرسول -صلى الله عليه وسلّم- من الفقر والدين وقلة المال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اللهم إنِّي أعوذُ بك من الفقرِ و القلَّةِ و الذَّلةِ. وأعوذُ بك من أنْ أظَلِمَ أو أُظلَمُ"،^[٥] وعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: "أتت فاطمةُ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ تسألُهُ خادمًا فقالَ لَها: ما عندي ما أعطيكِ. فرجَعت فأتاها بعدَ ذلِكَ فقالَ: الَّذي سألتِ أحبُّ إليكِ أو ما هوَ خيرٌ منهُ؟ فقالَ لَها عليٌّ: قولي لَا بل ما هوَ خيرٌ منهُ فقالَت: فقالَ: قولي: اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ مُنْزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ العظيمِ أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخرُ فليسَ بعدَكَ شيءٌ وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليسَ دونَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأغنِنا منَ الفقرِ"،^[٦] ففي هذا الحديث علّم الرسول -صلى الله عليه وسلّم- به فاطمة -رضي الله عنها- هذا الدعاء، والذي هو خير من خادم.^[٧]

مفاتيح الرزق

بعد الحديث عن دعاء الرزق وأحاديث عن جلب الرزق، فمن الجدير ذكر مفاتيح الرزق، فالرزق من أكثر الأمور التي تشغل الناس طوال الوقت، وإذا ما أراد العبد أنّ يُبسط له في الرزق، فعليه الأخذ بأسباب ومفاتيح الرزق، ومن هذه الأسباب والمفاتيح:^[٨]

• الإنفاق في سبيل الله: فقد قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.^[٩]
• التقوى: فقد قال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.^[١٠]
• صلة الرحم: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".^[١١]

المراجع[+]

1. ↑ سورة الأعراف، آية: 55.
2. ↑ سورة البقرة، آية: 186.
3. ↑ "أهمية الدعاء"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
4. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1756، حديث صحيح.
5. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1287، حديث صحيح.
6. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3104، حديث صحيح.
7. ↑ "دعاء جلب الرزق والمال"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
8. ↑ "مفاتيح الرزق وأسبابه"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
9. ↑ سورة سبأ، آية: 39.
10. ↑ سورة الطلاق، آية: 2-3.
11. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2067، حديث صحيح.