الإعجاز-العلمي-في-الله-نور-السماوا
محتويات
تعريف الإعجاز العلمي
يعدّ علم الإعجاز بكلِّ صوره في القرآن الكريم علمًا حديثَ العهد، خاصَّة الإعجاز العلمي لأنَّه علم ظهر مؤخرًا مع التطوُّر الذي وصل إليه العلم الحديث، ويعرِّفه العلماء على أنَّه ما جاءت به الآيات القرآنية من حقائق علمية وأخبرت بها في الفترة التي نزل بها القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هذه الحقائق التي لم يكن يعرف بها الناس في تلك الفترة، ولم يكتشفها الإنسان إلى في العصر الحديث بعد العلم الذي وصل إليه، وتمثل هذه الآيات دليلًا على صحة الرسالة المحمدية ودليلًا على أنَّ ما جاء به رسول الله هو الحق من الله، وهذا المقال سيسلط الضوء على الإعجاز العلمي في الله نور السماوات والأرض في سورة النور.
سورة النور
سورة النور سورة من السور المدنية التي أنزلها الله -تبارك وتعالى- على رسوله محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة المنورة بواسطة الوحي جبريل -عليه السَّلام- وهي من السور المثاني، نزلت بعد سورة الحشر، ويبلغ عدد آيات سورة النور 64 آية، وهي السورة الرابعة والعشرون في ترتيب سور المصحف، حيث تقع في الجزء الثامن عشر، والحزبين الخامس والثلاثين والسادس والثلاثين، وقد سُمِّيت هذه السور بهذا الاسم بسبب قوله الله تعالى في إحدى آياتها: {الله نور السماوات والأرض ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [١]، وقد تناولت سورة النور الأحكام التشريعية الإسلامية، شأنها في هذا شأن كلِّ السور المدنية في الإسلام، والله تعالى أعلم. [٢]
شرح قوله الله نور السماوات والأرض
يقول الله تعالى في سورة النور: {الله نور السماوات والأرض ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [١]، وقد جاء في تفسير هذه الآية الكريمة كثير من أقوال المفسرين والعلماء، ففي قوله تعالى: الله نور السماوات والأرض، يقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في تفسير هذه الآية: {الله نور السماوات والأرض أي هادي أهل السماوات والأرض}، ويقول أيضًا: "يدبر الأمر فيهما، نجومهما وشمسهما وقمرهما"، ينوره أضاءت السماوات والأرض، وقد ظهر هذا المعنى في حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي قال فيه: "أعوذُ بنورِ وجهِك الذي أشرقت له الظلماتُ" [٣].
وفي قوله تعالى: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ، المشكاة هي الفتيلة من القنديل، والمصباح في زجاجة، أي إنَّ هذا الضوء يشرق ويضيء في زجاجة صافية، ويقول قتادة في تفسير قوله: {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ...}: كوكب مضيء، يستمد من زيت زيتون شجرة مباركة، ليست في شرقي بقعتها فلا تصل إليها الشمس من أول النهار، ولا في غربيها فيتقلَّص عنها الفيء قبل الغروب، بل هي في مكان وسط، تفرعه الشمس من أوَّل النَّهار إلى آخرهِ، فيجيء زيتُها معتدلًا صافيًا مُشْرقًا"، وقال أبي بن كعب في تفسير قوله تعالى: {نور على نور}: "فهو يتقلب في خمسة من النور: فكلامهُ نور وعملُه نورٌ ومدخلُهُ نورٌ ومخرجهُ نورٌ ومصيرُهُ إلى النُّور يوم القيامة إلى الجنة"، والله هو العليم الذي يضرب الأمثال للناس تبيانًا وتعليمًا لهم، والله أعلم. [٤]
الإعجاز العلمي في الله نور السماوات والأرض
بعد شرح قوله تعالى الله نور السماوات والأرض، سيتم المرور على الإعجاز العلمي في قوله تعالى الله نور السماوات والأرض، ففي الآية السابقة صورة من صور الإعجاز العلمي في كتاب الله -سبحانه وتعالى- ويتضح الإعجاز في هذه السورة في قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} [١]، فقد أثبت العلم الحديث إنَّ النور داخل الزجاج يبدو أكثر لمعانًا ويظهر متألقا متأنقًا، فللزجاج خواص فيزيائية تجعل منه مادة قابلة لنشر الضوء بصور أكبر وبكلِّ الاتجاهات الممكنة، وهذه الحقيقة لم تكن معروفة في الفترة الزمنية التي نزل بها القرآن الكريم على رسول الله، بل اكتشفها الإنسان مؤخرًا في إحدى قوانين الفيزياء الحديثة، لتكون هذه الآية المباركة دليلًا علميًا جديدًا على أنَّ هذا الكتاب من عند الله، كتاب معجز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والله أعلم. [٥]
أهمية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم
في ظلِّ الهجمات المتكرّرة التي يقوم بها أعداء الدين الإسلامي، وفي ظلِّ الاتهامات الباطلة التي يقومون بها لكتاب الله وسنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تظهر أهمية الإعجاز العلمي المُكتشف حديثًا في كتاب الله تعالى، حيث يلعب الإعجاز العلمي دورًا كبيرًا في دحض هذه الاتهامات والوقوف في وجه كلِّ من يحاول تضليل المسلمين ووضع إشارات استفهام وهمية حول آيات كتاب الله، فكان الإعجاز العلمي سببًا من أهم الأسباب التي ساعدت في تعميق الإيمان في قلوب ضعاف النفوس، وكان حجة وليلًا عظيمًا على صحة رسالة رسول الله، وعلى صحة ما جاء به القرآن الكريم من القول، قال تعالى في محكم التنزيل: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [٦]، فكان الإعجاز العلمي يسلط الضوء على آيات الله العظيمة في الآفاق، والتي ثبَّتت الإيمان في قلوب الناس، ووقفت في وجه أعداء هذا الدين، والله تعالى أعلم. [٧]المراجع[+]
- ^ أ ب ت {النور: الآية 15}
- ↑ مقاصد سورة النور, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 15-03-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: محمد بن كعب القرظي، المحدث: الألباني، المصدر: شرح الطحاوية، الجزء أو الصفحة: 127، حكم المحدث: ضعيف
- ↑ تفسير سورة النور, ، "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 15-03-2019، بتصرّف
- ↑ تأملات في آية المشكاة, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 15-03-2019، بتصرّف
- ↑ {فصلت: الآية 53}
- ↑ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 15-03-2019، بتصرّف