سؤال وجواب

الفرق-بين-الإسلام-والإيمان


مفهوم الإسلام لغة واصطلاحًا

يُعرَّف مفهوم الإسلام في اللغة على أنَّه الخضوع والانقياد، والإسلام مصدر للفعل أسلم يسلم إسلامًا ،وقد جاء بمعنى الاستسلام والخضوع في قوله تعالى في سورة الصافات: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}،[١]أمَّا في الاصطلاح فالإسلام هو الاستسلام والتسليم لأوامر الله -سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له، وتقديم الطاعة لكلِّ أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، وهذه هي الرسالة التي جاء بها الذي جاء بها كلُّ الأنبياء والمرسلين رسالة التوحيد، والإسلام هو الدين الذي جاء به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- منزلًا من عند الله تعالى إلى البشر أجمعين، ويتجسد أساس الإسلام بتطبيق أركانه الخمسة، وهي: الشهادتان والصلاة والصيام والزكاة والحج، وهذا المقال سيسلط الضَّوء على الفرق بين الإسلام والإيمان.[٢]

مفهوم الإيمان لغة واصطلاحًا

بعد تعريف الإسلام في اللغة والاصطلاح وقبل تسليط الضوء على الفرق بين الإسلام والإيمان، لا بدَّ من تعريف الإيمان في اللغة والشرع، وهنا يمكن القول إنَّ الإيمان لغة هو مصدر للفعل آمن يؤمن إيمانًا فهو مؤمن، ولكلمة الإيمان في اللغة أكثر من معنًى واحد، فهي تعني التصديق، وتعني الطمأنينة، وتعني الثَّقة، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تعريف الإيمان لغة: "فإنَّ اشتقاقَه منَ الأمنِ الذي هو القرار والطَّمأنينة، وذلك إنَّما يحصل إذا استقر في القلب التَّصديقُ والانقياد"، ويُعرف الإيمان في اللغة بمعنى منح الأمان والسلام، وقد جاء بهذا المعنى في سورة البقرة: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا}[٤].[٥]

أمَّا تعريف الإيمان في الاصطلاح، فالإيمان هو أن يصدِّق الإنسان المؤمن تصديقًا لا شكَّ فيه ولا ريبة بوحدانية الله تعالى، وأن يعترف اعترافًا تامًّا بربوية الله وألوهيته ووحدانية واستحقاقه الكامل بالعبادة، وأن يطمئن قلبه لهذا وأن يظهر هذا التصديق والإقرار على سلوك الإنسان وعمله؛ وذلك بالالتزام بأوامر الله تعالى والابتعاد عن نواهيه، وقد عرَّف رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الإيمان في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- والذي جاء فيه: "أن تؤمن بالله وملائكتِه وكتبه ورسلهِ واليوم الآخرِ والقدر كله خيرِه وشرهِ"،[٦]والله تعالى أعلم.[٧]

الفرق بين الإسلام والإيمان

يمكن القول في الحديث عن الفرق بين الإسلام والإيمان أنّ إظهار الفرق بين الإسلام والإيمان أمرٌ طالما بحث فيه علماء الدين، وقد اتَّفق أهل العلم على أنَّ ورودَ أحد هذين اللفظين مفردًا في جملة ما فهو لا شكَّ يدلُّ على الدين الإسلامي، ولا يوجد فرق بين الإسلام والإيمان إذا ورد أحد اللفظين دون الآخر، أمّا إذا جاء اللفظان معًا في ذات السياق فالإيمان هو ما يتعلَّق بالأعمال المخفية الباطنة، أي الأعمال التي تكون في القلوب، كالخشوع والإيمان، وكالخوف من الله تعالى وكحبِّ الله تعالى والإخلاص إليه، أمَّا الإسلام فهو ما ينعكس على سلوك الفرد من أعمال ظاهرة، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ الأعمال الظاهرة إذا توافقت مع إيمان قلبيٍّ سليم ،تحقَّق القول والعمل في الدين، .[٨]

يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في حديثه عن الفرق بين الإسلام والإيمان: "إذا اقترن أحدُهما بالآخر فإن الإسلام يُفسَّر بالاستسلام الظَّاهر الذي هو قول اللسان، وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن كامل الإيمان، وضعيف الإيمان، قال الله تعالى : {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}، ومن المنافق، لكن يسمى مسلمًا ظاهرًا، ولكنَّه كافرٌ باطنًا"، أمَّا الإيمان بحسب كما قال الشيخ ابن عثيمين: "ويُفسَّر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعملُه، ولا يصدر إلا من المؤمن حقا كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}، وبهذا المعنى يكونُ الإيمانُ أعلى، فكلُّ مؤمنٍ مسلمٌ ولا عكس"، والله تعالى أعلم.[٨]

ما هي أركان الإسلام

بعد إظهار الفرق بين الإسلام والإيمان، لا بدَّ من المرور على أركان الإسلام الخمسة، فلمَّا كانت أركان الإسلام أعمالًا ظاهرة، وجب التعريف بها ، وأركان الإسلام الخمسة هي الأعمدة الخمسة التي يقوم عليها الإسلام، فلا يصحُّ إسلام المرء إذا فرَّط بإحدى هذه الأركان، وهي: شهادة ألَّا إله إلّا الله وأنَّ محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت للمستطيع، وقد وردتْ هذه الأركان في صحيح سنَّة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"،[٩]والله تعالى أعلم.[١٠]

ما هي أركان الإيمان

يفوح مسك الختام بالحديث عن أركان الإيمان، بعد ما جاء من حديث عن الفرق بين الإسلام والإيمان، وأركان الإيمان أركان متعلَّقة ومتصلة بالقلب، فالإيمان مصدره القلب ، ولذلك كانت أركانه كلُّها متصلة بالقلب، وقد جاءت أركان الإيمان الستة في صحيح السنة النبوية الشريفة، وتحديدًا في حديث جبريل -عليه السَّلام- مع النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عندما سأله عن الإيمان، فأجاب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ"،[١١]ولا شكَّ أنَّ الإيمان بالله تعالى ووحدانيَّته وألوهيته والإيمان بملائكة الله وكُتبه السماوية ورسله المبعوثين وبيوم الحساب وبقضاء الله تعالى وقدره لا يمكن أن يكون إلَّا بالقلب، وينبغي على الإنسان أن يصدَّقه بالعمل، وقد جاءت هذه الأركان في قوله تعالى في سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}،[١٢]والله تعالى أعلى وأعلم.[١٣]

المراجع[+]

  1. سورة الصافات، آية: 103.
  2. "تعريف الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
  3. سورة قريش، آية: 4.
  4. سورة البقرة، آية: 125.
  5. "تعريف الإيمان لغة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5005، صحيح.
  7. "تعريف الإيمان شرعا"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
  8. ^ أ ب "الفرق بين الإسلام والإيمان"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  10. "أركان الإسلام وأركان الإيمان"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  12. سورة البقرة، آية: 285.
  13. "أركان الإيمان"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-10-2019. بتصرّف.