ما-هي-سدرة-المنتهى
الإسراء والمعراج
رحلة الإسراء والمعراج هي الرحلة التي كانت بلسمًا لقلب رسول الله من الحزن الذي أصابه لفراق زوجته خديجة وعمه أبي طالب، وكثرة الأذى الذي لَحقَ به من أهل الطائف بصدّهم عن الدّعوة، فما كان من رحمة الله -عزّ وجلّ- إلا أنْ أرسل إليه هذه المعجزة لتُعيدَ له الثبات والقوة؛ و ذُكرت هذه الرحلة في القرآن والسنة بدليل قوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[١] وتوالت الأحاديث التي ذكرت معراجه إلى السموات السبع، ورؤيته لشواهد متعددة في هذه الرحلة التي وصلت به إلى سدرة المنتهى؛ ولذلك سنتعرف عليها وعلى وصفها في هذا المقال.[٢]
ما هي سدرة المنتهى
عُرج بالنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- برحلة الإسراء والمعراج إلى السموات السبع، حيث كان له في كلّ سماء مشهد وعبرة، وعندما وصل إلى السماء السابعة وجد النبي إبراهيم -عليه السلام- ثمّ ذُهب به إلى سدرة المنتهى؛ وهي شجرة عظيمة وحدٌّ لم يتجاوزه أحد إلّا رسول الله، فقال ابن مسعود: "إليها ينتهي علمُ الخلقِ لا عِلمَ لهم بما فوقَ ذلك"؛[٣] و في هذه الرواية وردت سدرة المنتهى على أنّها في السماء السادسة، وقد يكون التفسير بأنّ أصلُها في السماء السادسة، وجسمها في السماء السابعة لعظمتها، وذُكر أنّ كلمة السدر تعني في اللغة بأنّها: "شجر النَّبِق، والنَّبِق بكسر الباء: ثمر السِدر والواحد نَّبِقة"،[٤] واختلفت الآراء حول ذكر شجر السدر تحديدًا فمنهم من قال: لأنّ ثمرها لذيذ وظلها ممدود، ومنهم من قال: لعظمتها وبيان قدرة الله -عزّ وجلّ- على الإبداع في خلقه؛ حيث أُبهرَ رسول الله؛ بدليل حديثه: "وإذا ورَقُها كَآذانِ الفِيَلَةِ، وإذا ثَمَرُها كالْقِلالِ، قالَ: فَلَمَّا غَشِيَها مِن أمْرِ اللهِ ما غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَما أحَدٌ مِن خَلْقِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أنْ يَنْعَتَها مِن حُسْنِها"[٥] فصارت هذه الشجرة آية من آيات الله الكبرى و سنتعرف على وصفها بالفقرة الآتية.[٦]
وصف سدرة المنتهى
ذُكرت سدرة المنتهى مرة واحدة في القرآن الكريم، ووصفت في السنة النبوية بأحاديث كثيرة، فنزلت بسورة النجم حيث قال تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}[٧] وهنا رأى رسول الله جبريل -عليه السلام- على صورته للمرة الثانية، وقد كانت عند سدرة المنتهى التي وصفها رسول الله بغاية الجمال؛ فهي شجرة ورقها كآذان الفيل ونبقها كقلال الهجر، وغشيّها من ملائكة الله وجنوده ما غشيّها؛ فكانوا كالطيور والفَراش من ذَهب؛ فصارت كالشعلة المضيئة، ولا يستطيع أيّ مخلوق أنْ يصف جمالها وحسنها، وعندها جنّة المأوى ويخرج أيضًا من أصلها أربعة أنهار، بدليل حديث رسول الله، حيث قال: "في أصْلِهَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: أمَّا البَاطِنَانِ: فَفِي الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ: النِّيلُ والفُرَاتُ".[٨][٤]
المراجع[+]
- ↑ سورة سورة الإسراء، آية: 1.
- ↑ "الإسراء والمعراج"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-2-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 3276، حديث صحيح.
- ^ أ ب "شجرة سدرة المُنتهى"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 162، حديث صحيح.
- ↑ "رسول الله عند سدرة المنتهى"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة النجم، آية: 13-16.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح بخاري، عن مالك بن صعصعة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 3207، حديث صحيح.