من-هم-المجوس
محتويات
الديانة الزرادشتية
الديانة الزرادشتية اسمٌ يُطلق على الديانة المجوسية في بعض الأحيان، وذلك نسبةً إلى مؤسّس هذه الديانة وهو زرادشت، وهي من الديانات القديمة، حيث تُعدّ أقدم ديانة توحيدية معروفة في العالم، وقد تأسّست هذه الديانة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، ويعتقد معتنقوها بوجود إله أزليّ واحد هو أهورامزدا، أيْ "الإله الحكيم"، الذي يمثّل بالنسبة لهم الخير، ولا يُسبّب الشرّ أبدًا، ويعتقد أتباع الزرادشتية أن زرادشت هو نبي الله، كما يعتقدون بوجود مساعدين للإله وعددُهم ستة، وهذه الديانة لم تزل موجودة إلى اليوم، لكنّ أتباعها أقليّات قليلة جدًا، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال: من هم المجوس وماذا يعبدون.
الديانة المجوسية
تنتشرُ في الوقت الحاضر العديد من الديانات غير الديانات السماوية، ومن ضمنها الديانة المجوسية، والديانة المجوسية من الديانات القديمة الوثنية الثنوبة، والتي يكون فيها إلهان اثنان، إله للخير وإله للشر، بحيث يكون بين هذين الإلهين صراع مقيم ودائم إلى قيام الساعة، وباعتقاد أتباع الديانة المجوسية أن الساعة ستقوم بعد أن ينتصر إله الخير على إله الشر، ويقول بعض الباحثين أن المجوسيين هم نفسهم أتباع الديانة الزرادشتية، أي أن الديانة المجوسية هي ذات الديانة الزرادشتية، لكن في الحقيقة فإن الديانة المجوسية جاءت قبل الديانة الزرادشتية، لكن الديانة الزرادشتية أضافت وغيرت في الديانة المجوسية، وجددتها وأظهرتها وزادت عليها، وكان ذلك في القرن الثالث للميلاد، أما ابن خلدون فيصف الديانة المجوسية بأنها منسوبة إلى كيرمرث، وهو من أبناء آدم -عليه السلام-، والبعض قالوا بأنه من أبناء نوح -عليه السلام-.[١]
من هم المجوس
كلمة المجوس هي كلمة فارسية الأصل، كما يقول بعض العلماء أن لفظ "المجوس" لم يُعرف من أين دخل إلى العربية بالضبط، فالبعض يقول أن اللفظ فارسي والبعض يقول أنه يوناني، والبعض يقول أن أصل كلمة "مجوس" جاءت من لغة بني إرم، وتُطلق كلمة المجوس على أتباع الديانة المجوسية الذين يؤمنون بها وبكل تعاليمها، وقد اختلفت آراء العلماء في سبب تسمية المجوسيين بهذا الاسم، إذ إن البعض يقول بأنهم سميوا المجوس نسبة إلى شخص إسمه مجوس، أو أن هذا الاسم مجرد وصف لرجل وصفوه الناس بالمجوسية، أو أنّ المجوس اسم إحدى قبائل الفرس، أو أنّها الوصف الذي يطلق على عُبّاد النار، والجدير بالذكر أن علماء المسلمين حرموا صيد المجوس وذبائحهم على المسلمين، لأنهم لا يذكرون اسم الله على ذبائحهمن ويذكّونها لغير الله تعالى، باستثناء السمك والجراد، إذ يجوز تناول السمك والجراد منهم. [١]
ماذا يعبد المجوس
المجوس يعبدون النار، وبعضٌ منهم يعبد الكواكب، لهذا يُعدّون من المشركين بالله تعالى، وقد اختُلف في شأنهم بين العلماء، فالبعض وصفهم بأنهم من أنهم من أهل الكتاب، وأن الله قد أنزل إليهم رسول، لكنهم حرفوا ديانتهم وبدلوها، لكن جمهور العلماء قالوا بأنّ المجوسيين ليسو من أهل الكتاب، لكنهم يُعاملون معاملة أهل الكتاب في دفع الجزية، وقد ورد عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه أخذ الجزية من المجوسيين، وقد ورد في حديثٍ نبوي طويل، أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أمر المسلمين بأخذ الجزية من أهل فارس، وكان أهل فارس حينها مجوسًا، وهذا دليل على وجوب أخذ الجزية من المجوسيين عمومًا.
وقد أخذ المجوسيون بعض أفكارهم الدينية من الديانات الهندية التي اختلطوا بها وتأثروا فيها كثيرًا، منها تناسخ الأرواح، ويقولون إنّ هذا التناسخ يأتي من الأجزاء النورانية الموجودة في الإنسان، كما يوجد عندهم ادّعاء الألوهية والعلم بالغيب والتنبؤ بالمستقبل، واعتقادهم بأن الرسالات السماوية لم تنقطع بعد، وهم يُؤمنون بنبوّة عيسى -عليه السلام- بالإضافة إلى نبيهم المزعوم زردشت، ويقولون أنّه لم تزل النبوّة قائمة، كما يوجد عند المجوسيين عدة مذاهب وهي: المانوية والمزدكية والزرادشتية، وقد كان الدين المجوسي منتشرًا بكثرة بين الفرس القدماء والآشوريين، لكن لم يكن له أي وجود في الجزيرة العربية قبل مجيء الإسلام، وفي الوقت الحاضر يوجد عدد قليل جدًا من المجوس في الهند وإيران [٢].
أما في نكاح نساء المجوس، فقد أجمع العلماء على حرمة الزواج من نساء المجوس لأنهنّ لسن كتابيات، إنما مشركات، خصوصًا أن المجوس يعبدون أكثر من إله، كما أنهم يؤمنون ببعض المعتقدات الغريبة، ويُمارسون دينهم بطريقة مختلفة عن الديانات السماوية، فهم لا يدفنون موتاهم، إنما يتركون جثثهم لتأكلها الطيور الجارحة. [٣]
المجوس في القرآن الكريم
ورد ذكر المجوس مرة واحدة فقط في القرآن الكريم في سورة الحج، وذلك في قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" [٤]، وفي هذه الآية الكريمة ورد ذكر المجوس مع الصابئين والنصارى، باعتبارهم أهل نِحلة [٥]، وتفسير هذه الآية الكريمة أن الله تعالى سيفصل يوم القيامة بين المنافقين الذين يعبدون الله تعالى والذين هادوا والنصارى والمجوس والصابئين وبين المؤمنين الذين آمنوا بالله تعالى ورسوله، سيفصل بينهم بالجزاء العادل؛ لأن الله تعالى شاهدٌ على عباده ويعلم كلّ شيء. [٦]المراجع[+]
- ^ أ ب المجوسية ديانة وثنية ثنوية, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-11-2018، بتصرّف.
- ↑ مجلة مجمع الفقه الإسلامي, ، "www.shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرّف.
- ↑ الحاوي في تفسير القرآن الكريم, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرّف.
- ↑ {الحج: آية 17}
- ↑ يسأل عن الصابئة : من هم ؟ وما حقيقة مذهبهم ؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-11-2018، بتصرّف.
- ↑ تفسير الطبري, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرّف.