معلومات-عن-لوحة-العشاء-الأخير
الفن التشكيلي
يعد الفن التشكيلي بأنواعه المختلفة من أبرز العوامل المؤثرة في الحياة الإنسانية، حيث تسهم الأعمال الفنية في تشكيل الحالة الثقافية وإعطاء انطباعات عن التجارب الاجتماعية الحالية أو السابقة من خلال ما يتم إنتاجه من أعمال الرسم أو الفنون الزخرفية أو التصوير الفوتوغرافي، فهذه الأعمال تعكس قيمة جمالية تترك أثرًا في نفس المُتلقِّي، الأمر الذي يخلق حالة من التواصل بين الفنان ومُتلَقِّي الأعمال الفنية، وهناك العديد من الأعمال الفنية الخالدة التي تعكس إرثًا تاريخيًّا وحضاريًّا هامًّا فضلًا عن قيمتها الفنية الكبيرة، وهذا ما جعلها خالدة من جيلٍ لآخر، ومن بينها لوحة العشاء الأخير، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن لوحة العشاء الأخير.[١]
لوحة العشاء الأخير
تعد لوحة العشاء الأخير من أشهر وأهم الأعمال الفنية التي تم إنتاجها في القرن الخامس عشر الميلادي، وهي من أعمال الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، والذي رسم هذه اللوحة في الفترة الممتدة بين عامي 1495م - 1498م لصالح دير سانتا ماريا ديلي جراتسي في مدينة ميلانو الإيطالية، ويبلغ عرض اللوحة 8.8 مترًا، أما طولها فيبلغ 4.6 مترًا،[٢] وتعكس لوحة العشاء الأخير حالة الصراع الإنساني والمواقف المتباينة للناس عند تعرضهم لموقف ما، حيث تُصوِّر هذه اللوحة التلاميذ الاثني عشر في حضرة يسوع، حيث حاول ليوناردي دافنشي تلخيص مواقفهم من خلال تعبيرات لغة الجسد المختلفة التي أظهرها كل واحد منهم، والتي تعكس شخصيتهم في حضرة الحالة المُقدَّسة التي تُمثِّلُها هذه اللوحة.[٣]
وفي الوقت الذي ساد فيه إنتاج مثيلات لوحة العشاء المقدس في القرن الخامس عشر أراد الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي أن تكون لوحته المتخصصة بهذا الموضوع مختلفة عن جميع الأعمال الأخرى المُمَاثلة، حيث سعى لإظهار إضاءة اللوحة بشكل أكبر، والاشتغال على التفاصيل والتعبيرات الجسدية، واستخدم في ذلك طبقة مزدوجة من مادة الجص، وأضاف على الطبقة الأساسية التي ارتكزت عليها لوحة العشاء الأخير طبقة من مادة الرصاص الأبيض، الأمر الذي أسهم في تعزيز سطوع الألوان الزيتية، وأظهرَ لوحته بدقة فائقة، كما تركت هذه التقنية التي استخدمها في رسم لوحة العشاء الأخير أثرًا في النَّتاج الفني لاحقًا لإظهاره بصورة أدقَّ وأكثرَ تأثيرًا.[٤]
تاريخ لوحة العشاء الأخير
وقد نفَّذ الفنان العالمي ليوناردو دافنشي لوحة العشاء الأخير بتكليف من منلودوفيكو سفورزا دوق مدينة ميلانو الإيطالية آنذاك، وكان يتطلب إنجاز هذه اللوحة رسم طبقات من الطلاء وتركها حتى تجف، ليتم بعد ذلك وضع طبقة أخرى من الطلاء إلى أن تم إنجاز اللوحة بشكل كامل، وقد عانت لوحة العشاء الأخير من بعض التشويه في تفاصيلها بحكم الظروف المناخية وعامل الرطوبة، بالإضافة إلى وجود بعض جنود قوات نابليون بونابرت في الدير واستخدامهم لقاعة الطعام فيها، فضلًا عن تعرضها للغرق بسبب إحدى الفيضانات في القرن التاسع عشر، الأمر الذي دعا إلى إجراء بعض عمليات الترميم على اللوحة العريقة باستخدام بعض المذيبات والغراء لتصبح بمظهرها الحالي.[٣]المراجع[+]
- ↑ "Art", www.britannica.com, Retrieved 09-01-2020. Edited.
- ↑ "Is Mary Magdalene in Da Vinci's 'The Last Supper?'", www.thoughtco.com, Retrieved 09-01-2020. Edited.
- ^ أ ب "Last Supper", www.britannica.com, Retrieved 09-01-2020. Edited.
- ↑ "The Last Supper", www.khanacademy.org, Retrieved 09-01-2020. Edited.