سؤال وجواب

ما-هي-الضروريات-الخمس؟


مقاصد الشريعة الإسلامية

تُعرَفُ مقاصدُ الشريعة الإسلاميَّةِ بأنَّها الأهدافُ التي جاءتِ الشريعةُ لتحقيقِها في حياةِ النَّاسِ، وتُقسمُ إلى المقاصدِ العامةِ، وتشملُ تحقيقَ مصالح الخلائقِ الدنيويَّةِ، ومصالحهم في الآخرةِ، ويتمثلُ هذا في مجموعةِ أحكامٍ وضعتها الشريعةُ الإسلاميَّةُ، والمقاصدُ الخاصةُ، وهي ما عملت الشريعةُ على تحقيقهِ في جزئياتٍ معينةٍ في الحياةِ، عن طريقِ وضعِ أحكامٍ تختصُ في كُلِّ مجالٍ دونَ غيرِهِ، الزواجِ، من أجلِ التكاثر، وأمرُ الإنسانِ بالمحافظةِ على ما يبقيهِ على قيدِ الحياةِ، من دوامِهِ على الطعامِ والشرابِ، وتأمين ما يلزمهُ من احتياجاتٍ؛ كاللباسِ والسكنِ، كما حرَّمَ الإسلامُ كلّ ما يؤذي كرامةَ الإنسانِ، من الشتمِ والقذفِ، وشرعَ لَهُ الرُّخصَ في حالِ المشقةِ، وحرَّمَ قتلَ النَّفسِ، وأوجب القصاص، في حالِ كانَ القتلُ عمدًا.

  • العقل: كرَّمَ الله -تعالى- الإنسانَ عن غيرِهِ من المخلوقاتِ بنعمةِ العقل، ومن وسائلِ حفظِ الإسلامِ للعقلِ، تحريمُ كل ما يضرُ بهِ، كأخذِ المُسكراتِ، وشرِعَ عقوبةً على ذلك، وأمرَ العقل بالتدبرِ والتفكرِ، واتباعِ الدليلِ الذي يحاكي العقلَ، ودعا إلى تنميتِهِ ماديًا ومعنويًا، ورفعَ من مكانَتِهِ، وجاءَ الحديثُ في كثيرٍ من الآياتِ القُرآنيةِ، عن تكريمِ أصحابِ العقولِ الراجحةِ.
  • النسل: ويُقصَدُ بهِ حفظُ بقاءِ الإنسان في الأرضِ، ولتحقيقِ هذا المقصد شرعَ الإسلامُ الزواج، وأوجبَ على الوالدينِ رعاية الأبناءِ، والحفاظ على أُسُسِ الأُسرةِ السليمةِ، ووضَعَ قواعدَ وأحكام في العلاقة بينَ الجنسين، وحرمَ الاعتداء على الأعراض، والزنا والقذف، وفرضَ عقوبةً على ذلك.
  • المال: يُعَدّ المال من الضرورات الخمس للإنسان، ومن وسائلِ حفظِهِ، دعوةُ الإسلامِ الكسبِ وتحصيلِ الرزقِ، وأولى العمل شأنًا عظيمًا، وأباحَ المُعاملات والعقود، وحرَّمَ الإسلام الكسبَ للمالِ بوسائلِ غير مشروعة، وكذلكَ حرَّمَ الربا والسرقة، وشرعَ عقوبةً على ذلك، ونظَّمَ المُعاملات المالية بينَ النَّاس، وغيرها من الوسائل.
  • ترتيب الضروريات الخمس

    بعدَ بيانِ الضروريات الخمس، وما شُرِعَ من أجلِ الحفاظِ عليها، لا بُدَّ من بيانِ الترتيبِ بينها، وكانَ الكلامُ من أكثرِ العُلماءِ على تقديمِ الدينِ، على باقي الضرورياتِ، وبعد ذلكَ يأتي حفظُ النفسِ والنسلِ، والمالِ، والعقل، وهذا الترتيبُ، لا يُعَدُ قاعدةً مُطرِدَةً، فدرجاتُ الضرورةِ تتفاوتُ في قوةِ الضَّرورةِ، وهذا ما اختصرَهُ الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع بقولِهِ: "والضَّروراتُ الخمسُ متَفاوِتَةٌ فيما بينهَا في قوَّةِ الضَّرورَةِ، فحفظُ الدِّين يُسترخصُ لأجلِهِ النَّفسُ والمالُ، وحفظُ النَّفسِ مُقدَّمٌ على حفظِ المالِ، فإنَّها تُفتَدَى بالمالِ والمالُ يُمكنُ استِدراكُ ما يفوتُ منهُ بخلافِ النَّفسِ، وحفظُ العِرضِ بالعِفَّةِ من الزِّنا يُفتَدى بالمالِ، بلْ بالنَّفسِ، وحفظُ العقلِ يُغتفرُ فيهِ ما لا يُغْتفرُ في غيرِهِ من الضَّروريَّاتِ بالعُذرِ، ودرجاتُ ذلكَ مُتفاوتَةٌ باعتباراتٍ تُدركُ من أحكامِ الإكراهِ، وحالِ الضَّرورَةِ والتَّحقيقُ أنَّ ترتيبَ الضَّروريَّاتِ ليسَ لهُ قانونٌ واضحٌ يُعوَّلُ عليهِ، وهيَ كما أشرْتُ تتفاوتُ باعتبارَاتِ، فلذَا لا يندرجُ ترتيبُها ضمنَ أُصولِ المقاصِدِ، وإنَّما التَّرتيبُ صحيحٌ في ترتيبِ المصالحِ من حيث الجملة".[٤]

    المراجع[+]

    1. ^ أ ب "مقاصد الشريعة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
    2. " الوقف ومقاصد الشريعة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
    3. سورة الروم، آية: 30.
    4. "الأدلة على الضروريات الخمس وترتيبها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.