سؤال وجواب

الفرق-بين-الخطأ-والخطيئة


الخطأ والخطيئة

إنّ الحديث عن أيّ معنى من معاني الكلمات يحتاج إلى عودة إلى معاجم اللغة للبحث عن أصله وكيف جاءت تلك الكلمة ومن أين اشتُقَّت، وبذلك يكون الكلام فصلًا لا جدال فيه، والخطأ في اللغة هو ضد الصّواب وعكسه، ومصدره إخطاءً، وهو أيضًا كلّ ما جرى من دون قصدٍ، وأمّا الخطيئة فهي الذّنب والإثم، وكلّ فعلٍ خطأ يُرتكب بقصد وعمد، ويقولون قد خَطِئَ في دينه؛ إذا سلكَ سبيلَ خطأ عامدًا، فإذًا الفرق بين الخطأ والخطيئة من جهة اللغة هو ما قرّره أهل اللغة وعلماء العربيّة، وستتحدّث المقال الآتي عن الفرق بين الخطأ والخطيئة من جوانب أخرى.[١]

الفرق بين الخطأ والخطيئة

إنّ الفرق بين الخطأ والخطيئة قد تقرّر من جهة اللغة، فالخطأ ما يقع من المرء من فعلٍ يعاكس الصواب، ولكن يكون ذلك الفعل من غير قصد، ويضيف الشيخ متولي الشعراوي -رحمه الله- أنّ الخطأ هو ما يصدر من فعلٍ من المرء من دون قصدٍ، مع إمكانيّة تصويبه، لذلك فإنّه -أيّ الشيخ الشعراوي- يعدّ ما صدر من آدم في الجنة عندما أكل من الشجرة هو محض خطأ لا أكثر؛ لأنّ الله -عزّ وجلّ- قد صوّب لآدم فعله، وعلّمه التّوبة فتاب آدم من فعله، بينما معصية إبليس هي خطيئة أدّت به إلى الكفر؛ لأنّه ردّ الأمر على الأمر، وهذا يعني أنّه استكبر أمام الله -تعالى- الذي خلقه، فآدم قال كما في سورة الأعراف: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}،[٢] وهذا كلام فيه ندم وتضرّع واعتراف بالذّنب، أمّا إبليس فقد استكبر وتجبّر وقال كما في إبليس اللّعين، فإنّ إبليس حين أُمر أن يسجد لآدم فإنّه رفض السّجود، بل وتكبّر ونظر إلى الأمور نظرة عنادٍ لله -عزّ وجلّ- ومنذ ذلك الوقت وهو حاقد على آدم وبنيه، ولم يدّخر جهدًا في إزعاج راحة آدم وهو في الجنّة، فوسوس لآدم وزوجه أنّ الله -تعالى- إنّما أمر آدم ألّا يأكل من الشجرة؛ لأنّها شجرة تُورّث الخلد والملك، حيث قال -تعالى- في سورة طه: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ}،[٦] فعصى آدم كلام ربّه وأكل من الشجرة هو وزوجه، ثمّ ندما على فعلتهما تلك، وتابا إلى الله سبحانه، ولكنّ خطأهما ذاك كلّفهما ترك الجنة والهبوط إلى الأرض، وأمّا إبليس فقد تجاوز كلّ الحدود وتوعّد ذريّة آدم أمام الله سبحانه، ودعا ربّه أن يطيل بعمره إلى يوم القيامة ليغوي بني آدم، فأنظره الله -عزّ وحلّ- ورجَمَهُ فحلّت عليه لعنه الله -تعالى- إلى يوم القيامة، وتوعّده الله بالنّار، ولم يتُب إبليس من فعلته تلك، فاستحقّ أن يكون قائد أهل النّار ليُعذّب بالنّار التي خُلق منها وتكبّر على أمر الله بعدم السجود للذي خُلق من طينٍ، فصار بأعماله أفضل عند الله -تعالى- من الذي خُلقَ من مارجٍ من نارٍ، وبذلك يكون قد تم مقال الفرق بين الخطأ والخطيئة وقد توضّح فيه الفرق بين الخطأ والخطيئة من جهة اللغة والاصطلاح الشرعي.[٧]

المراجع[+]

  1. "تعريف و معنى الخطأ في قاموس القاموس المحيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
  2. سورة سورة الأعراف، آية: 23.
  3. سورة سورة الإسراء، آية: 61.
  4. محمد متولى الشعراوي (1991)، خواطر الشعراوي (الطبعة الأولى)، القاهرة: مطابع دار أخبار اليوم - قطاع الثقافة - إدارة الكتب والمكتبات، الصفحة 268-269، الجزء الأول. بتصرّف.
  5. سورة سورة الأعراف، آية: 20.
  6. سورة سورة طه، آية: 120.
  7. "خطايا إبليس (الكبر، والقنوط، والحسد)"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.