سؤال وجواب

معلومات-عن-مدينة-الأقزام-في-الصين


جمهورية الصين الشعبية

تُعدّ جمهورية الصين الشعبية رابع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وواحدة من الدول الشيوعية الخمس المتبقية في العالم، يبلغ عدد سكّانها مليار و350 مليون تقريبًا، وحصلت على استقلالها في عام 1368م، وكما هو الحال مع الإمبراطوريتين القديمتين الرومانية والمصرية؛ قادت الصين العالم في مجالات الفنون والعلوم لمئات السنين، وبدأت الحضارة الصينية مع بداية نشأة الحضارات في العديد من المناطق على طول وديان نهري الأصفر ويانغتسي منذ أكثر من مليون عام، وهذا المقال سيلقي الضوء على أحد المدن الفريدة من نوعها في الصين والتي أنشئت لتضم الأشخاص قِصار القامة من مختلف أنحاء البلاد، وهي مدينة الأقزام في الصين.[١]

التقزم في الصين

يُطلق مصطلح التقزّم على مجموعة نادرة من الحالات الطبية التي تؤثر على قامة الإنسان وطوله، وعلى الرغم من أنه نادر الحدوث، إلا أنه يتسبب في ما يزيد عن 200 حالة ولادة فردية مصابة به، وقد اعترف بها من قِبل العديد من المنظمات الدولية مثل منظمة قصار القامة الأمريكية، ويصنّف الشخص البالغ فردًا من المصابين بالتقزّم في حال كان طوله يتراوح ما بين 4 أقدام و10 إنشات أو أقل، وتُعدّ العوامل الوراثية غير الطبيعية التي تؤثر على نمو العظام كخلل التنسج العظمي الناتج عن اللاتصنّع الغضروفي أحد أكثر العوامل شيوعًا والمتسببة في حدوث التقزّم، ولكون الأشخاص المصابين بالتقزّم أقليّة؛ فإنهم عادةً ما يتعرضون للاضطهاد والتمييز والإساءة من بعض الفئات في المجتمع.[٢]

أمّا عن بداية ملاحظة الإصابة بالتقزّم؛ فقد لوحظت عندما يتوقف نمو الأطفال المصابين به في عمر الرابعة إلى الخامسة تقريبًا، وفي عمر السبع أو الثماني سنوات تبدأ المضايقات عديمة الرحمة تجاههم، ولا يتصرّف معظم الآباء في الصين غالبًا بشكلٍ سليم تجاه الحالة التي يعاني منها أبناؤهم، وذلك لكونهم لا يعرفون كيف يتعاملون معهم، كما أنهم يعدّون وجود طفلًا مصابًا بالتقزّم في أسرهم عارًا لا يمكن تحمله، وفي بعض الأحيان يكون عدم توفّر القدرة المالية التي تمكنّهم من اتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاج الأطفال هو العائق، في حين لا يزال المجتمع الصيني متخلّفًا فيما يتعلق بالتعليم والتوعية وتوفير السكن ووسائل التسلية والراحة لأولئك المصابين بالتقزّم[٣].

مدينة الأقزام في الصين

تُعدّ مدينة الأقزام في الصين أو كما يطلق عليها مملكة صغار القامة -والواقعة في كونمينغ ضمن مقاطعة يونان- متنزهًا أو مدينةً ترفيهيةً يقيم ويعمل فيها ما يزيد عن 100 شخص من الأقزام أو قصار القامة القادمين من مختلف أنحاء الصين، يقوم هؤلاء الأقزام بتقديم عروض الغناء والرقص، بالإضافة إلى التفاعل مع زوار المدينة وأخذ العديد من الصور بصحبتهم.[٣]

ظهرت فكرة إنشاء هذه المدينة في عام 2009 بعد مقابلة رجل الأعمال الصيني الثري تشين مينغينغ لأحد الأشخاص الذين كانوا يعانون من التقزّم في محطة القطار، حيث تسنّى له معرفة حجم المعاناة التي يواجهها مثل هؤلاء الأشخاص في الصين، كان يهدف تشين إلى إنشاء ما يشبه بيئة بياض الثلج والأقزام السبعة.[٣]

وما يميز هذه المدينة أن كل من يعانون من حالة التقزّم يجدون مكانًا ومجتمعًا يعملون فيه ويتعايشون خلاله مع من يشبهونهم، ويشعرون بالفخر وبقيمة قدراتهم الشخصية، آخذين بعين الاعتبار أن معظم هؤلاء غير قادرين على إيجاد فرص عمل لهم في الصين كما هو الحال في مدينتهم، مما سيجعل إنشاء مدينة ترفيهية كهذه توفّر لهم أعمالًا تدر عليهم مدخولًا كافيًا لإرساله إلى ذويهم في أوطانهم.[٣]

تصميم مدينة الأقزام في الصين

صُمّمت مدينة الأقزام في الصين من الداخل بطريقة تسمح بإقامة العروض، إضافة إلى تواجد الأماكن السكنية الخاصة بسكانها، وتكون على هيئة منازل تشبه في شكلها نبات الفطر في مدينة ديزني[٣]، وتجدر الإشارة إلى أن الأقزام لا يعيشون أو ينامون في بيوت الفطر الخرسانية الصغيرة التي تعمل بمثابة خلفية لعروضهم، بل في مهاجع قريبة منها.[٤]

مدينة الأقزام في الصين ليست جمعية أنشأها الأقزام بهدف حمايتهم، بل هي مدينة ترفيهية لها أهداف ربحية تديرها شركة ذات رأس مال استثماري في مقاطعة اليونان[٤]، ووفقًا للمدير التنفيذي لهذه الشركة، هناك ثلاثة شروط لقبول طلبات انضمام الأقزام للعمل في هذه المدينة، وهي خلوّهم من الأمراض المعدية وألا تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، بالإضافة إلى ألا يزيد طولهم عن 4 أقدام و3 إنشات، هذا ويتوافد الأقزام إلى هذه المدينة من مختلف أنحاء الصين، حيث إن بعضهم يغادر منزله للمرة الأولى، وهذا الأمر الذي يجعل الانضمام إلى المدينة مغامرةً بحد ذاتها[٣].

يانغسي قرية الأقزام في الصين

هناك قرية أخرى للأقزام تختلف عن تلك المدينة التي تم ذكرها سابقًا، وتُعرف بيانغسي، وهي قرية صينية نائية تقع في مقاطعة سيتشوان في الجنوب الغربي من الصين، هذه القرية غير عادية، وذلك لكونها مليئة بالأقزام، حيث إن 40% من سكّانها هم من قصار القامة، وهؤلاء الأقزام وُلدوا وترعرعوا في قرية يانغسي، وليسوا مهاجرين من جميع أنحاء الصين إليها.[٥]

هذه القرية كغيرها من القرى المعزولة المنتشرة في الريف محاطة بالجبال وحقول الأرز، ويبلغ عدد سكّانها المقيمين فيها حاليًا 80 فردًا وهو عددٌ صغيرٌ جدًا ليجعلها غير مثيرة للاهتمام من قبل معظم الناس، ولكن يُفاجَئ زوّارها بسكّانها قصار القامة الذين لا يتجاوز طولهم 3 أقدام و10 إنشات كحدٍ أعلى وقدمين وإنش كحدٍ أقل.[٦]

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وحسب؛ بل كان هناك ما يجعل الزائر يتفاجأ كثيرًا، وهو أن حالة التقزّم هذه ليست مقصورةً على فردٍ واحد أو اثنين أو حتى زوجين من العائلات، بل تتعدى ذلك لتشمل نصف السكّان تقريبًا، هذا ولقد بقيت قرية الأقزام هذه وسرّها مخبئين عن العالم لمدة طويلة من الزمن إلى أن تمّ الإبلاغ عن العديد من المشاهدات لرجال صغار غامضين من قبل المسافرين إلى هذه المنطقة، وذلك منذ أواخر القرن التاسع عشر، وحتى ذلك الحين؛ كان الاعتقاد السائد والخرافة التي تصوّرهم بالكائنات الأسطورية الخارقة للطبيعة.[٦]

المراجع[+]

  1. "China", www.worldatlas.com, Retrieved 16-01-2020. Edited.
  2. "Kingdom of the Little People: Eccentric or Downright Offensive?", www.thecircular.org, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Dwarves Kingdom", www.chinasource.org, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "In China, it's a small world after all", www.pri.org, Retrieved 18-01-2020. Edited.
  5. "The Mysterious Chinese Village of Dwarfs", www.factslegend.org, Retrieved 16-01-2020. Edited.
  6. ^ أ ب "The Mysterious Chinese Village of Dwarfs", www.mysteriousuniverse.org, Retrieved 16-01-2020. Edited.