سؤال وجواب

من-هو-النمرود


إبراهيم عليه السلام

مِنَ الأنبياءِ الذين أرسلَهم الله -تعالى- واختارَهم للنبوةِ، هو إبراهيم -عليه السلام- حيثُ قالَ الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا}،[١] ولُقِبَ إبراهيم -عليه السلام- بأبو الأنبياء؛ فمنذُ أن بعثَهُ الله، لم يبعث بعدَهُ نبيًا إلّا من ذريتِهِ، فكانَ لهُ ولدان، إسماعيل الذي بعثَ الله من نسلِهِ محمد صلى الله عليه وسلم، وإسحاق الذي بعثَ اللهُ من نسلهِ أنبياء بني إسرائيل، وَقَدْ وصفَهُ القرآن بالعديدِ من الصفاتِ، وبدايةُ دعوتهِ لقومِهِ كانت من العراق، فدعاهم للتوحيد، وترْك عبادة الأصنام، وَقدَ لاقى في دعوتِهِ العديد من الابتلاءاتِ، وذكر القرآن الكريم قصتَهُ في عدةِ مواضعٍ،[٢] منها مع الذي حآجَهُ في الله، وهو النمرود، وسيأتي بيانُ ذلك.[٣]

من هو النمرود

هناكَ أربعةٌ مِنَ الملوكِ الذينَ ملكوا الدنيا في حكمهم، اثنانِ مؤمنان، وهما ذو القرنين ونبي الله سليمان، واثنانِ كافران، وهما النمرود وبختنصر، وأمّا النمرود فهو أحدُ الملوك في زمنِ إبرهيم عليه السلام، كان ملكَ بابل، واسمهُ هو النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح، وقيل أنّ اسمَهُ هو النمرود بن فالح بن عابر بن صالح بن أرفخشد بن سام بن نوح، استمرت فترةُ حُكمِهِ أربعمائة سنة، عُرِفَ بتجبرهِ وطغيانِهِ، وعتوِّهِ، وحُبِهِ للدنيا، دعاهُ نبي الله إبراهيم، إلى توحيدِ اللهِ وعبادِتهِ، لكنّهُ أصرَّ على طُغيانِهِ، وإنكارِهِ لوجودِ اللهِ تعالى، فوقعت بينَهُ وبين نبي الله إبراهيم، مناظرةً شهدَ بها كتاب اللهُ تعالى،[٣] وهو الذي أقدمَ على حرقِهِ لولا أنْ نجاهُ الله -تعالى- منهُ، وأمّا وفاةُ النمرود، فقَدْ كانت مَثَلًا لمن طغى وتكبرَ، فقد جاءَ في وفاتِهِ، أنَّ الله -تعالى- بعثَ عليهِ بعوضةً، دخلت في أنفِهِ، فما كانَ منهُ إلا أنْ يضرِبَ رأسَهُ في المطارقِ، إلى أنْ فارق الحياة.[٤]

محآجة النمرود لإبراهيم

ذكرَ كتابُ الله -تعالى- المناظرة التي وقعت بينَ النمرود، وبينَ نبي الله إبراهيم، والتي كانت تتمحورُ حولَ إثباتِ ربوبيةِ اللهِ تعالى، ودعوةُ النمرودِ للتوحيد، حيثُ قالَ تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}،[٥] فكانت البدايةُ في المناظرةِ بينَهم هو إتيانُ نبي الله إبراهيم بالدليل على وحدانيةِ الله تعالى، وهو قدرتُهُ على الإحياءِ والإماتةِ، فأدّعى النمرودُ أنَّهُ يقدرُ على ذلك، فكانَ يأتي بالرجلينِ الذين قد صدرَ بهم أمرُ القتلِ، فيقتلُ أحدهم ويعفو عن الآخر، وهذا بعيدٌ كُل البُعدِ عن المرادِ الذي قَصَدَهُ نبي الله، فهو كانَ يقصدُ الظواهرَ الكونية، في قُدرتهِ على الإحياءِ والإماتةِ، التي لا يقدرُ أحدٌ على فعلِ أيٍ منها، فجاءَهُ نبي الله بالحجةُ الثانيةِ، وهي إتيانِ الشمسِ من المشرق، فتحداهُ بأن يأتي بها من المغرب، فمن شدةِ عجزهِ عن الرَّد سكتَ عنهُ، فبهتُ إدعاءُهُ وكفرُهُ، وتبينَ عجزَهُ وضعفهُ.[٣]

المراجع[+]

  1. سورة مريم، آية: 41.
  2. "إبراهيم عليه السلام"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، صفحة 342، جزء 1. بتصرّف.
  4. عز الدين ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 103، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 258.