ما-هو-الميسر
محتويات
اللعب في الإسلام
الألعاب ووسائل اللهو والترفيه تتراوح ما بين الحلال والحرام من المنظور الإسلامي، فاللعب المباح ما كان ذا فائدةٍ بدنيةٍ وعقليةٍ سواءً جاء به نصٌّ شرعيٌّ كالسباحة وركوب الخيل والرماية أم لم يأت به كسائر الألعاب المستحدثة ككرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة والشطرنج والألعاب القتالية طالما تخلو من الرِّهان، وفي المقابل هناك اللعب المحرم بنصٍّ شرعيٍّ كالقمار ولعبة الشيش أو الزهر وكافة الألعاب المشتملة على إساءة للأديان وللأشخاص أو تضييع الوقت دون منفعة كلعب الشَّدة مما قد ينجم عليها النزاع والشقاق بين اللاعبين، وهذا المقال يسلط الضوء على واحدةٍ من صور اللعب المحرم ألا وهو الميسر.
ما هو الميسر
هو نوع من أنواع المحرمات التي ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، وعدّه من كبائر الذنوب، وذلك بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[١]، وهو الرهان مقابل المال أي يتم فيه التراهن بين اللاعبين على شيءٍ ما مقابل مبلغ من المال يحصل عليه أحد المتراهنين الفائز بتلك اللعبة مهما كانت، وإن درج اعتماد ألعاب معينة للميسر وأنشئت العديد من الأماكن المخصصة لممارسة هذا النوع من اللعب، وهي من الأمور التي كانت سائدةً أيام الجاهلية قبل الإسلام بين العرب في نواديهم، وقيل في تعريفه أيضًا هو الغُنم بدون غُرمٍ أي الحصول على المردود المادي بدون بذل مجهودٍ بدنيٍّ أو فكريٍّ لذا أُطلق عليه اسم ميسر من اليُسر والسهولة، ويطلق عليه أيضًا اسم القمار وهو الاسم الأكثر شيوعًا في العصر الحديث. [٢]
الحكمة من تحريم الميسر
جاء التحريم في القرآن الكريم والسنة النبوية بسبب الأضرار الجسيمة الناتجة عن هذا النوع من الرِّهان بين الناس على مختلف الصُّعُد الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والتي تنعكس سلبًا على حياة الفرد وأُسرته، ومن تلك الأضرار التي استدعت التحريم ما يلي: [٣]
- التسبب في الأمراض والاعتلالات العصبية والنفسية؛ بسبب كثرة التوتر والقلق وانتظار النتيجة، وكثرة الصراخ والانفعالات خلال اللعب من أجل تحقيق المكسب.
- الخسارات المتكررة تدفع بالإنسان أحيانًا إلى الإقدام علة أفعالٍ خارجةٍ عن المنطق كالضرب والاعتداء الجسدي والتخريب والقتل والجنون والانتحار في أسوأ الحالات.
- الإقدام على طرقٍ ملتويةٍ للحصول على المال من للاستمرارية في المقامرة ممّا يضطره للاختلاس والنصب والسرقة في حال خسارة ماله الخاصّ.
- الصدّ عن ذكر الله تعالى والصلاة والعبادة والقيام بالواجبات الدينية.
- الانشغال عن الأُسرة والأهل، مما يجعلهم عرضةً للضياع.
- توريث العداوة والبغضاء والكراهية بين المتقامرين مما قد يؤدي إلى القطيعة التي نهى عنها الإسلام بين المسلمين.
- تزامن المقامرة في غالب الأحيان مع ارتكاب الموبقات والمحرّمات كشرب الخمر وتعاطي المخدرات.
- الانصراف عن العمل والتقاعس عنه في سبيل الرغبة في تحصيل المال بالحظ والصدفة.
- غضب الله -سبحانه وتعالى- والاستحقاق العقوبة في الدنيا والآخرة.
- نزع البركة من المال.
أقسام الميسر
قسّم الفقهاء من علماء أهل السنة والجماعة كالإمام مالك بن أنس وابن تيمية وابن القيم الميسر إلى قسميْن اثنيْن هما ميسر لهو، الغرض منه اللعب واللهو فقط، أي لا يكون فيه دفع أموالٍ لأيٍ من الأطراف المشاركة فيه، سواء كان الغانم أم الغارم وهذا حكم هذا القسم موضع خلافٍ بين أهل العلم مع كراهيته أو تحريمه عند بعضهم إذا كان سببًا في الانشغال عن الصلاة وذكر الله وعمل الخير أو الانشغال عن العمل والوظيفة والدراسة، والقسم الثاني هو ميسر قمار وهو الذي يكون فيه دفع أموالٍ لأحد الأطراف المتراهنة وهذا القسم ثابتٌ تحريمه عند أهل العلم بدلالة النصوص القرآنية والنبوية.[٤][٥]
الميسر والجوائز والرهان
من الأمور الخلافية بين الناس من ناحية الحلال والحرام مسألة الجوائز وارتباطها بالميسر وما يمثِّله من النصب وأكل أموال الناس بالباطل، وفي هذا الأمر تحديدًا أجاب فضيلة الشيخ عبد الله بن باز -رحمه الله- بأنّ الجوائز التي يتم الإعلان عنها مقابل شراء سلعٍ أو بضائع من منتجٍ معينٍ أو مكانٍ معينٍ هو شكلٌ من أشكال ميسر القمار المحرّم لما فيه من التضليل وإغراء المستهلك بشراء سلعةٍ ما وكساد ذات السلعة عند التجار الآخرين، وأضاف أيضًا أنّ هذا النوع من العمل التجاريّ لا يدخل ضمن مفهوم التجارة المباحة القائمة على التراضي بين البائع والمشتري.
أمّا الجوائز التي يتم الإعلان عنها نظير المشاركة في مسابقاتٍ أدبيةٍ أو رياضيةٍ أو معرفيةٍ وما شابه فلا بأس في ذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"لا سبَقَ إلا في نَصلٍ أو خفٍّ أو حافرٍ" [٦]، كما أوضح فضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله- حول مسألة الرهان الشائعة بين الناس والتي يجهل البعض حكمها الشرعي، كقول الرجل للآخر إذا حصل كذا وكذا سأعطيك كذا وكذا أو أو أن يتراهن الرجلان إذا كان الأمر كذا يدفع الأول للثاني وإن كان العكس يدفع الثاني للأول وحكمه حرامٌ وهو نوعٌ من ميسر القمار لما في هذه الأمور من تغوير الصدور وإثارة الحقد والبغضاء بين الناس واتباع الطرق غير الشريفة وغير الشرعية في كسب المال وما يقوم مقامه قال تعالى:{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}[٧][٥]المراجع[+]
- ↑ {المائدة: الآية 90}
- ↑ معنى الميسر وحكمه،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-01-2019، بتصرف
- ↑ الحكمة من تحريم القمار،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-01-2019، بتصرف
- ↑ الميسر بين الحرمة والكراهة،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-01-2019، بتصرف
- ^ أ ب من صور الرهان المحرم،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-01-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: الترمذي، المصدر: سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1700، خلاصة حكم المحدث: حسن
- ↑ {المائدة: الآية 91}