دعاء-فك-الكرب-والهم
سبب الكروب والهموم
قبل الحديث عن دعاء فك الكرب والهم، يجب بيان أنّ الذنوب والبعد عن طاعة الله -تعالى- سبب لحياة مليئة بالكروب والهموم، فقد قال سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}،[١] وقال: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}،[٢] فالأنسان إذا كان بعيداً عن طاعة الله ورضوانه ستصيبه الهموم والكروب، حتى وإنّ كان صاحبَ جاهٍ ومال، فالذنوب والمعاصي سبب لكل شر، فعلى العبد أنّ يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى لينال كل خير.[٣]
دعاء فك الكرب والهم
بعد الحديث عن سبب الكروب والذنوب، يجدر الحديث عن بعض مواضع ذكر أدعية الكرب والهم، فقد ورد دعاء فك الكرب والهم في أكثر من حديث من أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وفيما يأتي بيان ذلك:
- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ".[٤]
- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: "علَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا نزَل بي كَرْبٌ أنْ أقولَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سُبحانَ اللهِ، وتَبارَك اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ".[٥]
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال: فقيل: يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال: بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها".[٦][٧]
أسباب تفريج الكروب والهموم
بعد الحديث عن دعاء فك الكرب والهم، فمن الجدير ذكر أسباب تفريج الكروب والهموم، فالحياة الدنيا مليئة بالكروب والهموم، لكن هنالك أسباب إذا ما قام بها العبد كانت سبباً في إزالتها إن شاء الله، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[٨]
- الإيمان بالله تعالى: فيزداد العبد راحة مع ازدياد إيمانه.
- التفكير في نعم الله تعالى: فنعم الله -تعالى- لا تُعد ولا تُحصى.
- التوكل على الله تعالى: فالله خيرُ ناصرٍ ومعين.
- العمل الصالح: فإذا كانت الذنوب والمعاصي سبب لكل شر، فالعمل الصالح سبب لكل خير.
- الصفح والعفو: فالأحقاد والضغائن لا تورث إلا الهموم.
- التحمل والصبر: فكل المصائب زائلة، ولا يدوم شيء على مر الزمان.
- الدعاء: وخاصةً بأدعية فك الكروب والهموم.
المراجع[+]
- ↑ سورة طه، آية: 124.
- ↑ سورة الشورى، آية: 30.
- ↑ "سبب الابتلاء بالمصائب، وآثار البعد عن الله"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6346، حديث صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 701، حديث صحيح.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5/267، إسناده صحيح.
- ↑ "وسائل تفريج الكربات"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "علاج الهم والحزن في ضوء الكتاب والسنة"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.