علاقة-البرغل-بمرض-السكري
محتويات
مرض السكري
السكري هو مرض استقلابي -أي يرتبط بعمليات الأيض والهضم- يُسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، وبالحالة الطبيعية يقوم هرمون الإنسولين بنقل السكر من الدم إلى الخلايا ليتم تخزينه أو استخدامه لإنتاج الطاقة، لكن مع مرض السكري إما أن الجسم لا ينتج كمية كافية من الإنسولين أو لا يمكنه استخدام الإنسولين بشكل فعال، يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى إتلاف الأعصاب والعينين والكليتين، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن الأكل الممنوع والمسموح لمرضى السكري إضافة للحديث عن البرغل كمادة غذائية غنية بالعناصر الهامة و علاقة البرغل بمرض السكري .
الأكل الممنوع لمرضى السكري
تكمن صعوبة مرض السكري -إضافة لكونه يحتاج أدوية خاصة مثل جرعات الإنسولين- إلى وجوب التحكّم بالنظام الغذائي للمريض، خصوصًا عندما يتعلّق الأمر بالكربوهيدرات والسكريات عمومًا، وفيما يأتي مجموعة من الأغذية التي من الواجب الامتناع عنها في حالة مرض السكري تجنبًا لحدوث مضاعفات خطيرة على القلب والجهاز العصبي: [١]
- النشويات: جسم الإنسان يحتاج النشويات، لكن يجب اختيار مصادر سليمة لهذه النشويات في حالة مرض السكري والامتناع عن أخرى، فمثلًا الحبوب الكاملة والأرز البني والشوفان وحبوب الكينوا والبطاطا الحلوة تُعد مصدرًا جيدًا للنشويات، بينما الحبوب المصنعة مثل الأرز الأبيض والدقيق الأبيض والبطاطا المقلية وخبز التورتة الأبيض المقلي تُعد جميعها مصادرًا غير جيدة للنشويات بالنسبة لمرضى السكري كونها تحتوي على كمية قليلة من الألياف وتؤثّر على سير عمليات الاستقلاب في جسم المريض، لذلك يجب تجنبها والامتناع عنها تمامًا.
- الكربوهيدرات: بالنسبة لمصادر الكربوهيدرات فإن الخضار النيئة أو المشوية أفضل من الخضروات المعلبة والمحفوظة بكميات كبيرة من الصوديوم أو المطبوخة مع كميات كبيرة مع الزبدة أو الجبنة بالإضافة إلى المخللات.
- الفواكه: بالنسبة لمصادر الفواكه فإنه يجب تجنّب المربيات الغنية بالسكر والتفاح المُحلّى ومشروبات الفاكهة الغنية بكميات كبيرة بالسكر، والاستعاضة عن ذلك بالفواكه قليلة السكر أو الفواكه المجمدة منزوعة السكر وعصير التفاح الخالي من السكر.
- البروتينات: الخيارات الأفضل بالنسبة للبروتينات في حالة مرضى السكري هي البروتينات النباتية مثل: الفول والمكسرات والبذور والسمك والمأكولات البحرية بشكل عام بالإضافة إلى البيض ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وذلك عوضًا عن اللحوم المقلية واللحوم عالية الدهون والسمك المقلي والأجبان عالية الدهون والشحم والتي يجب الامتناع عنها تمامًا.
- الألبان: يجب الحرص على أن تكون الألبان خالية الدسم أو قليلة الدسم بالإضافة إلى الأجبان قليلة الدسم وذلك عوضًا عن الحليب الصافي الغني بمستويات عالية من الدسم والقشدة والمثلجات الغنية بالدهون حيث إنّها صعبة الهضم مما تُسبب مشاكلًا في آليات الاستقلاب في جسم مريض السكري.
- الزيوت والدهون: مصادر الدهون النباتية مثل: المكسرات والبذور والأفوكادو والأطعمة الغنية بالأوميغا 3 مثل: التونة وسمك السلمون أفضل بمراحل من الدهون الاصطناعية غير المشبعة ودهون المنتجات الحيوانية والتي يجب الامتناع عنها تمامًا.
- المشروبات: الماء والمياه الفوارة غير المنكهة والشاي غير المحلى والقهوة المُضاف إليها حليب خال الدسم أو قليل الدسم أفضل بمراحل من المشروبات الغازية والشاي المُحلّى والقهوة المضاف إليها السكر والقشدة ومشروبات الشوكلاتة ومشروبات الطاقة، والتي يجب تجنبها تمامًا في حالة مرضى السكري.
الأكل المسموح لمرضى السكري
تُعتبَر الأطعمة ذات الوزن الهضمي المُنخفَض خيارًا أفضل لمرضى السكري، والأطعمة ذات الوزن الهضمي المنخفض هي الأطعمة التي هي تكون مغذية بشكل جيد لجسم الإنسان وبنفس الوقت لها معدل أيضي منخفض ولا تؤثّر على مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير، وتتمثّل هذه الأطعمة على النحو الآتي: [٢]
- الخضروات.
- الزبادي خالية السكر والتي تكون مُنكَّهة بالتوت أو العنب البري.
- البندورة سواء كانت نيئة أو مطبوخة.
- العنب البري والتوت.
- الفراولة وتوت العليق.
- البرتقال والحمضيات بشكل عام.
- سمك السلمون البري وغيره من الأسماك التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية.
- الجوز وبذور الكتان وغيرها من المكسرات والبذور.
- الفول والفاصوليا.
- الكرنب والخضار الورقية عمومًا.
- الشعير والعدس والحبوب الكاملة الأخرى.
البرغل
البرغل هو عبارة عن حبوب غذائية مصنوعة من حبوب القمح، يُصنع البرغل التجاري عادة من القمح القاسي، على الرغم من أنه يمكن استخدام أنواع أخرى من القمح الأكثر جودة، وغالبًا ما يُستخدم البرغل كطبق رئيس مثل الأرز أو في المخبوزات والشوربات، والبرغل هو مصدر جيد للألياف الغذائية والبروتين والحديد وفيتامين B6 كما أنّه يحتوي على الغلوتين، تم استزراع القمح في الهلال الخصيب في العصور القديمة، ويُعتقد أن البرغل له تاريخ قديم مماثل، ومن المعروف أنه تم استخدامه في اليونان القديمة والشرق الأوسط القديم، ويظل البرغل عنصرًا مهمًا في المطبخ الشرق أوسطي وهو شائع أيضًا في الهند ودول البلقان، وهو المكون الرئيس في التبولة "سلطة البرغل والطماطم والبصل والأعشاب" والكبة "فطائر اللحم المفروم مع البصل والتوابل"، وتقليديًا يتم تحضير البرغل عن طريق غلي القمح الكامل، ومن ثم تجفيفه في الشمس، ثم يُطحَن لأحجام مختلفة في مطحنة حجرية، وعادةً ما يتم تناول البرغل على غرار الأرز أو الحبوب الأخرى، ولكن يمكن أيضًا أن يُقلَى أو يُحمَّص أو يُخبَز. [٣]
فوائد البرغل
يُعد البرغل مصدرًا غنيًا بكثير من أنواع الفيتامينات والألياف والمعادن والمغذيات النباتية ومضادات الأكسدة، وهو ذا محتوى دهني قليل، ويحتوي على نسبة مرتفعة من المعادن كالمغنيسيوم والمنغنيز والحديد، بالإضافة إلى كونه مصدرًا جيدًا للبروتين النباتي، علاوة على ذلك، يوفّر البرغل جرعة جيدة للغاية من الألياف الغذائية المفيدة لصحة الجهاز الهضمي والقلب، ووجدت الدراسات الوبائية والإحصائية أن تناول الحبوب الكاملة مثل البرغل يمكن أن يكون أسلوبًا وقائيًا ضد الأمراض الصحية مثل: السرطان وأمراض القلب واضطرابات الجهاز الهضمي والسكري -مما يدلّ على علاقة البرغل بمرض السكري- والسمنة، وبالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن، يوفّر البرغل المغذيات النباتية المهمة المستندة إلى النباتات التي تُخفِّض الالتهاب وتحد من ضرر الجذور الحرة، وإنّ الفرق بين البرغل ومعظم أنواع دقيق القمح المستخدمة في العديد من المنتجات المُعبَّأة هو أن البرغل لم يتم تجريده أو "تنقيته" من النخالة، وهذا ما يجعله ذا فائدة أكبر من غيره من الحبوب، ومن الجدير بالذكر أن معالجة البرغل صناعيًا قد تُفقده العديد من العناصر الغنية المفيدة لجسم الإنسان من مثيلات الثيامين والنياسين وفيتامين E والفوسفور والحديد وحامض الفوليك، لذلك يُفضَّل الحصول على البرغل غير المعالج أي المحصود مباشرةً قبل أن تطرأ عليه عمليات التصنيع والمعالجة والتي تُفقده العديد من خصائصه المميزة. [٤]
علاقة البرغل بمرض السكري
إن علاقة البرغل بمرض السكري أو البرغل والسكري -كما يتم عنونة الكثير من الدراسات الطبية والغذائية عند دراسة الأنماط الغذائية التي تعتمد على الحبوب في مرضى السكري- هو مبحث واسع يتم دراسته واستقصائه بالاعتماد على الملاحظة والتجربة كما يتم في أنواع الحبوب الأخرى، حيث وجدت الدارسات أن الحبوب بشكل عام يمكن أن تُخفّف من حدّة أعراض مرض السكري بالإضافة إلى العلاجات الدوائية، وتجدر الإشارة إلى أن كوب من البرغل المطبوخ يحتوي على 34 جرام من الكربوهيدرات، وعند تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، يقوم الجسم بتحطيم الكربوهيدرات وإطلاقها في مجرى الدم على شكل سكر الدم، وفي حالة مرض السكري، فإن الجسم يكون غير قادر على تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل صحيح، كما أن استهلاك الكثير من الكربوهيدرات في وقت واحد يمكن أن يسبب زيادات غير صحية في نسبة السكر في الدم، وبالنسبة لمعظم مرضى السكري، يجب أن تحتوي كل وجبة على 45 إلى 60 جرام من الكربوهيدرات، وهذه النسبة لا تُؤثّر على مستويات السكر في الدم، أي أنّ الجسم يستطيع التعامل معها إلى جانب الدواء، لذلك فإنّ محتوى كوب من البرغل 34 غرام يُعد أقل من النسبة المسموحة وهذا ما يجعله خيارًا أفضل لمرضى السكري في كثير من الأحيان، وهذا ما توصّلت له دراسات علاقة البرغل بمرض السكري، ويُمكن أن يتم تناول هذه الوجبة من البرغل مع التبولة إلى جانب قطعة صغيرة من الفاكهة، وفيما يأتي عدة نقاط حول علاقة البرغل بمرض السكري: [٥]
- مرضى السكري هم أكثر عرضة لمضاعفات أمراض القلب والشرايين، ولذلك يمكن لنظام غذائي عالي الصوديوم أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة، لكن البرغل يمتاز بكونه منخفض الصوديوم وهذا ما يجعله خيارًا جيدًا لمرضى السكري الذين يزداد لديهم خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهذا ما يُثبت علاقة البرغل بمرض السكري.
- يقدم كوب من البرغل المطبوخ 8.2 جرام من الألياف الغذائية، مما يجعله خيارًا جيدًا للأفراد المصابين بالسكري.
- بالنسبة للمصابين بمرض السكري من النوع 2، فقد يساعد البرغل على فقدان الوزن بسبب محتواه العالي من الألياف وقلة السعرات الحرارية فيه، وبالتالي سيساعد حتمًا على خفض مستويات السكر في الدم، وهذا دليل على علاقة البرغل بمرض السكري وتأثيره في تقليل خطر مضاعفاته.
المراجع[+]
- ↑ Best and Worst Foods for Diabetes,, “www.webmd.com”, Retrieved in 23-11-2018, Edited
- ↑ Top 10 Diabetes Superfoods, , “www.healthline.com”, Retrieved in 23-11-2018, Edited
- ↑ Bulgur, , “www.britannica.com”, Retrieved in 23-11-2018, Edited
- ↑ Bulgur Wheat: The Better Wheat for Your Belly & More, , “www.draxe.com”, Retrieved in 23-11-2018, Edited
- ↑ Can You Eat Bulgur Wheat With Diabetes, , “www.livestrong.com”, Retrieved in 23-11-2018, Edited