سؤال وجواب

دعاء-تثبيت-الحمل


الدعاء

لقد شرَّع الله -تعالى- الدعاء وذلك رحمةً بعباده لضعفهم وقلة حيلتهم، إذ إنَّ الدعاء نوعٌ من أنواع العبادة يُتقرَّب فيه إلى الله فينسلخ المرء من حوله وقوته إلى حول الله العظيم وقوته، وقد ورد في الحديث القدسي: "يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ"،[١] وفي هذا بيانٌ واضحٌ إلى أهمية الدعاء في قضاء أمور العباد، لذلك فلا بدَّ من الحديث عن واحدٍ من مواقف الدعاء الهامة مثل موقف الحمل، ودعاء تثبيت الحمل.[٢]

دعاء تثبيت الحمل

إنّ الدعاء هو مخ العبادة، وما عبد الله بشيءٍ أحب إليه من السؤال؛ لأنّه عظيم في ملكه رحيمٌ في عباده يُعطي كلَّ سائلٍ دون أن ينقص ذلك من ملكه إلّا كما يُنقص المخيط من بحر لجيٍّ عظيم، وإنَّ أرحم العباد بالعباد هي الأم بابنها؛ لأنَّها تراه امتدادًا لها فتبدأ بالتفكير فيه مذ يكون مضغةً في رحمها، وتخيُّر الأدعية المناسبة له ولتثبيت حملها فيه، ويجدر الوقوف هنا على أمرٍ هامٍّ أنَّه لا صحَّة لوجود أحاديثٍ معينةٍ في الإجهاض في تلك الحالة؛ لأنَّه أهون الضررين.[٧]

وأمّا بعد تجاوز الشهر الرابع ونفخ الروح فيه فيُصبح الأمر شديد الخطورة، ولا يجوز إسقاطه أبدًا، إذ لا يوجد مبرر لإسقاطه إلّا في حالة الخطورة العظيمة فتُعرض المرأة على طبيبان ثقات، فإن قررا أنَّ بقاءه يقتلها وهذا الأمر نافذٌ لا محالة يجوز لها في تلك الحالة إسقاطه؛ لأنَّ المحافظة على حياتها ألزم من حياته، وذلك الأمر يُعدُّ في غاية الخطورة ولا تهاون فيه، والله تعالى هو أعلى وأعلم في أمور عباده وأحكامهم.[٧]

المراجع[+]

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2577، حديث صحيح.
  2. "الدعاء (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
  3. سورة آل عمران، آية: 36.
  4. "أدعية الجنين "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
  5. سورة نوح، آية: 10-11-12.
  6. "أدعية تتحصن بها المرأة الحامل "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "حكم الإجهاض"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.