سؤال وجواب

من-هم-الأئمة-الاثنا-عشر


الإمامة والخلافة

اختيار الإمام أو الخليفة هو واجب الأمّة، وقد اتّفق أهل السّنة على أَن تعيين الإمام أو الْخَلِيفَة هو فرض كِفَايَة، ومن اختصاص أهل الحلّ والعقد في الأمّة، وهم زعماء الأمّة، وأصحاب المكانة، وأهل الثّقة عند أكثر النّاس، وهو واجب شرعًا لا عقلًا، ومن مات دون أن يبايع الإمام الذي أجمعت عليه الأمّة، فقد مات ميتة جاهليّة، ودليل ذلك قوله، صلّى الله عليه وسلّم: "من مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقه بيعَة مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة"،[١] ولا بدّ أن يكون هذا الإمام عارفًا بالكتاب والسّنّة متمسّكًا وعاملًا بهما، فمتى أقام حدود الله وجبت طاعته، وكان أوّل إمام وخليفة للمسلمين بعد النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- اجتمع الصّحابة على توليته هو أبو بكر، وسيأتي لاحقًا من هم الأئمة الاثنا عشر.[٢]

من هم الأئمة الاثنا عشر

للإجابة عن السّؤال المطروح: من هم الأئمة الاثنا عشر، يقول أهلُ السّنّة الخلافة بالشّورى بينما الشّيعة يقولون الخلافة بالنّصّ، وقد اختلف العلماء من أهل السّنة حول خلافة أبي بكر أكانت بالنّصّ أم بالشّورى، فكانت آراؤهم متقاربة في ذلك، و متّفقون على أحقّيته -رضي الله عنه- في الخلافة، ولذلك كان هو أوّل الأمراء أو الأئمّة الاثنا عشر -عند أهل السّنة- الذين جاء ذكرهم في حديث البخاري ومسلم، وفيما يأتي الأئمة الاثنا عشر عند كلّ من أهل السّنة والشّيعة:[٣]

الأئمة الاثنا عشر عند أهل السنة

فقد استشهد كلّ من أهل السّنّة والشّيعة بحديث جابر بن سمرة، حيث قال: سمعت النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "يَكونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا، فَقالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا، فَقالَ أَبِي: إنَّه قالَ: كُلُّهُمْ مِن قُرَيْشٍ".[٤] ولكنّهم اختلفوا في تحديد الأئمّة، فالأئمة عند أهل السّنة، هم الذين اجتمع عليهم المسلمون، وهم: الخلفاء الرّاشدون الأربعة، ثمّ معاوية ثمّ ابنه يزيد ثمّ عبد الملك بن مروان ثمّ أبناؤه الأربعة: الوليد، وسليمان ويزيد، وهشام، وكانت خلافة عمر بن عبد العزيز بين سليمان ويزيد، وآخر من اجتمع النّاس عليه الوليد بن يزيد بن عبد الملك،

الأئمّة الاثنا عشر عند الشيعة

بعد معرفة من هم الأئمة الاثنا عشر عند أهل السّنة، لا بدّ من معرفة من هم الأئمة الاثنا عشر عند الشّيعة، فللشّيعة رأي آخر فيهم مخالف لأهل السّنة، لأنّهم يعدّون إمارة أبي بكر اغتصابًا، ومن بعده عمر، رضي الله عنهما، ويدَّعـون أنّ الخلافة من حقّ عليّ، رضي الله عنه، لأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في اعتقادهم نصّ على ذلك، ومجمل استدلالهم باطل نقلًا أو نظرًا، فالأئمّة عندهم كما يأتي:

  • علي بن أبي طالب.
  • الحسن بن علي.
  • الحسين بن علي.
  • علي بن الحسين.
  • محمّد بن علي الباقر.
  • جعفر بن محمد الصادق.
  • موسى بن جعفر الكاظم.
  • علي بن موسى الرّضا.
  • محمّد بن علي الجواد.
  • علي بن محمّد الهادي.
  • الحسن بن علي العسكريّ.
  • محمّد بن الحسن المهديّ، وهذا ينتظر الشّيعة خروجه آخر الزمان.

منزلة أئمة الشيعة الاثني عشرية

الرّافضة أو الإماميّة الاثنا عشريّة، فرقة من فرق الشّيعة، سمّوا بالرافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر، ورفضهم أكثر الصّحابة، أو لرفضهم إمامة زيد بن علي، وسمّوا بالإماميّة؛ لأنّهم جعلوا الإمامة من أصل الدّين، أو لأنّهم زعموا بأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- نصّ على إمامة عليّ وأولاده، وسمّوا بالاثنا عشريّة؛ لأنّهم اعتقدوا بإمامة اثني عشر إمامًا من آل البيت، أوّلهم عليّ وآخرهم محمّد بن حسن العسكريّ، ويقولون بعصمتهم جميعًا وقد قسمهم ابن تيميّة -رحمه الله- إلى أربعة أقسام، وفيما يأتي بيان ذلك:[٥]

  • القسم الأول: علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم، وهم من الصّحابة الأجلّاء، لهم فضل وإمامة، ولكن من الصّحابة من هو أفضل منهم بأدلّة صحيحة.
  • القسم الثّاني: علي بن الحسين، ومحمّد الباقر، وجعفر الصّادق، وموسى بن جعفر، وهؤلاء علماء ثقات معتدّ بعلمهم.
  • القسم الثّالث: عليّ بن موسى الرّضا، ومحمّد بن عليّ الجواد، وعليّ بن محمّد الهادي، والحسن بن علي العسكري، وهؤلاء يقول عنهم شيخ الإسلام بن تيميّة: "بأنّهم لم يكونوا مميّزين بعلم غيره تستفيد منه الأمّة، بل كانوا كغيرهم من الهاشميّين، لهم حرمتهم ومكانتهم، ويعرفون من الدّين ما يعرفه كثير من عوامّ المسلمين.
  • القسم الرابع: محمد بن الحسن العسكري المهديّ المنتظر.

المراجع[+]

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 1851، حديث صحيح.
  2. محمد رشيد رضا، الخلافة ، مصر - القاهرة: الزهراء للاعلام العربي، صفحة 18-19. بتصرّف.
  3. "من هم الأئمة الاثنا عشر؟ "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 7222، حديث صحيح.
  5. "منزلة أئمة الشيعة الاثني عشرية "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.