سؤال وجواب

ما-هو-دعاء-تفريج-الهم


أهمية الدعاء

هناك الكثير من العبادات التي تقرّب العبد من الله، وتجعله على اتصالٍ دائم بالله، ومن أجلِّ العبادات وأرفعها الدعاء، فهو التجاءُ وطلبُ ومددُ العبدِ الضعيفِ الفقيرِ، فالمُمِدُّ والمُلتجأُ له والمطلوبُ منه هو الله القوي العزيز، وعلى سبيل المثال دعاء تفريج الهم، فحاشا لله حين تمدّ يديك وتطلب منه تفريج همّك أن يردَّك صفرَ اليدِين، فقد جاءَ في صحيح ابن ماجه عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا"،[١] فمن فضل الدعاء أنه يحيد بالإنسان الداعي عن سبيل اليأس والقنوط إلى سبيل الأمل والطمأنينة والسكينة، فيغذّي الروح، ويجعل النفس تتقوى عزيمتها، وتزداد ثقةً بالله القريب المجيب.[٢]

ما هو دعاء تفريج الهم

لا ريب أنّ المسلم حين يصيبه السرور فإنّه يشكر الله فيكون خيرًا له، وإن يصيبه الضر فيصبر فيكون خيرًا له، ومن جميل الصبر أن يكون مقرونًا مع الدعاء والمناجاة، وقد ورد في السنة الشريفة أدعية كثيرة تحثّ المسلم على أن يدعو الله كي يفرج همّه، وممّا خصّصه النبي تبيانًا لذلك؛ عندما يُصاب الإنسان بهمّ وحزن؛ دعاء تفريج الهمّ، فقد جاء في صحيح ابن حبان قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ: اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو أنزَلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ، أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصَري، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ همِّي، إلَّا أذهَب اللهُ همَّه، وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا"، قالوا: يا رسولَ اللهِ ينبغي لنا أنْ نتعلَّمَ هذه الكلماتِ؟ قال: "أجَلْ، ينبغي لِمَن سمِعهنَّ أنْ يتعلَّمَهنَّ"[٣] فهذا الحديث قد اشتهر باسم دعاء تفريج الهم، وكما جاء في نص الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حثّ كل من يسمع هذا الحديث على تعلّمه.[٤]

أنواع الدعاء

من جميل القول الذي جاء في الدعاء قول النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "الدعاء هو العبادة"،[٥] وهذا الحديث إن دلّ فيدلّ على أهمية الدعاء، إذ إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل العبادة والدعاء شيئًا واحدًا، بل هو الشامل للعبادة، ومما جاء في تفصيل الدعاء أنّ له نوعان، وهما:

  • دعاء العبادة: وهو أن يكون الإنسان المسلم هدفه نيل الأجر والثواب من الله تعالى، كأن ينطق العبد المسلم الشهادتين، وأن يقيم الصلاة ويؤدّي الزكاة، ويحجّ البيت الحرام، فهذه العبادات وغيرها فعليّةً كانت أو لفظيّةً تدلّ على أن هذا العبد يدعو ربّه بلسان حاله أن يرحمه ويغفر له.
  • دعاء المسألة: فهو دعاء الحاجة، كأن يطلب العبد حاجةً ما، كنَيل نفع أو دفع ضرّ، ويأتي في دعاء المسألة أو الطلب تفصيل، فإذا طلب السائل من عبد مثله شيئًا، كأن يقول له أطعمني أو اسقني، فهذا لا حرج فيه، ولا يدخل هذا في باب الشرك، أما إن طلب من عبد مثله ما لا يستطيع ولا يقدر عليه إلا الخالق العظيم، فهذا يكون من الإشراك بالله. بغض النظر عن المطلوب منه أنّه موجود أم لا، أو صالح أو عاص، كأن يقول له: يا فلان ارزقني الولد.[٦]

المراجع[+]

  1. رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم:3131، حديث صحيح.
  2. "أهمية الدعاء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
  3. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 972، حديث صحيح.
  4. "كيف عالج الإسلام الهم وضيق الصدر؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن البشير، الصفحة أو الرقم: 2969، حديث حسن صحيح.
  6. "أنواع الدعاء"، kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2020. بتصرّف.