قصة-أصحاب-الفيل
محتويات
سورة قريش
سورة قريش من السور القصيرة التي تحدثت عن أصحاب الفيل، وهي سور مكية، نزلت على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قبل الهجرة النبوية إلى المدينة، وعدد آياتها أربع آيات فقط، وترتيبها في المصحف الشريف السورة مئة وستة، وقد نزلت بعد سورة الفيل وقبل سورة الماعون، وقد سُمّيت سورة قريش بهذا الاسم لأنّها ابتدأت بذكر قبيلة قريش، وهي السورة الوحيدة التي تذكر قريش، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أصحاب الفيل، وذكر قصة أصحاب الفيل.
من هم أصحاب الفيل
أصحاب الفيل هم جماعة قَدموا من اليمن من الحبشة، بهدف هدم الكعبة وتخريبها، وكان على رأسهم أبرهة الحبشي المعروف بأبرهة الأشرم، حيث كان أبرهة الأشرم عاملًا لدى النجاشي ملك الحبشة، ورأى كيف يتجهز الناس في موسم الحج للذهاب إلى مكة، فبنى كنيسة في صنعاء، وبعث مكتوبًا للنجاشي يقول فيه: "إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها، ولست منتهيًا حتى أصرف إليها حج العرب"، فسمع بهذا رجلٌ من بني كنانة، فدخل الكنيسة ليلًا ولطخ قبلتها، فغضب أبرهة وسأل: "من الذي اجترأ على هذا؟"، قيل: "رجل من أهل ذلك البيت، سمع بالذي قلت"، فأقسم أبرهة على أن يسير إلى الكعبة ويهدمها، وكتب مكتوبًا للنجاشي كي بعث له بفيلة، وسميوا بأصحاب الفيل لأنهم قدموا إلى مكة مع الفيلة. [١]
قصة أصحاب الفيل
خرج أبرهة الأشرم مع أصحاب الفيل إلى مكة، فسمع أهل مكة بهذا فأعظموه ورأوا أنه لا بدّ من جهادهم، فخرج إليه أحد ملوك اليمن يُقال له "ذو نفر"، فانتصر عليه أبرهة وأخذه أسيرًا، فقال له: "أيها الملك استبقني خيرًا لك، فاستبقاه وأوثقه"، وعند وصولهم إلى بلاد خنعم خرج لملاقاته نفيل بن حبيب الخثعمي، بالإضافة إلى عددٍ من قبائل العرب، فقاتلوا أبرهة فهومهم جميعًا، واخذ نفيلًا، فقال له نفيل: "أيها الملك إنني دليلك بأرض العرب، وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة، فاستبقني خيرًا لك"، فاستبقاه أبرهة، وخرج مع نفيلًا كي يدلّه على الطريق.
وعندما مروا بالطائف خرج إليهم أحد رجال ثقيف وهو مسعود بن معتب فقال له: "أيها الملك، نحن عبيدك، ونحن نبعث معك من يدلك"، فبعثوا معه رجلًا يُقال له أبو رغال، وعند وصولهم منطقة في مكة تدعى "المغمّس" مات أبو رغال، فبعث أبرهة رجلّا من الحبشة اسمه الأسود بن مفصود" ليكون على مقدمة الخيل، وأمرهم بشن غاره على نَعَم الناس، فأصاب لعبد المطلب مئتي بعير، ثم بعث أبرهة الأشرم رجلٌ يقال له حُناطة الحميري إلى أهل مكة وقال له: "سل عن شريفها ثم أبلغه أني لم آت لقتال، إنما جئت لأهدم هذا البيت"، فذهب حناطة إلى مكة ولاقى عبد المطلب بن هاشم، وقال له: "إن الملك أرسلني إليك ليخبرك أنه لم يأت لقتال إلا أن تقاتلوه، إنما جاء لهدم هذا البيت ثم الانصراف عنكم" فأجابه عبد المطلب: "ما عندنا له قتال، فقال: سنخلي بينه وبين البيت، فإن خلى الله بينه وبينه فوالله ما لنا به قوة، قال: فانطلق معي إليه، قال: فخرج معه حتى قدم المعسكر وكان ذو نفر صديقًا لعبد المطلب فأتاه فقال: يا ذا نفر هل عندكم من غناء فيما نزل بنا؟ فقال: ما غناء رجل أسير لا يأمن من أن يقتل بكرة أو عشية، ولكن سأبعث لك إلى أُنيَس سائس الفيل فآمره أن يصنع لك عند الملك ما استطاع من خير، ويعظم خطرك ومنزلتك عنده، قال: فأرسل إلى أنيس فأتاه فقال: إن هذا سيد قريش صاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال، وقد أصاب له الملك مائتي بعير، فإن استطعت أن تنفعه فانفعه، فإنه صديق لي"، وعندما دخل أنيس على أبرهة، قال له: "أيها الملك! هذا سيد قريش وصاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال يستأذن عليك وأنه أحب أن تأذن له، فقد جاءك غير ناصب لك ولا مخالف عليك، فأذن له"، وقد كان عبد المطلب رجلًا وسيمًا عظيمًا وجسيمًا.
وعندما رآه أبرهة الحبشي أكرمه وعظمه، وجلس إلى جانبه فقال له عبد المطلب: "أيها الملك إنك قد أصبت لي مالًا عظيمًا فاردده عليَّ، فقال له: لقد أعجبتني حين رأيتك ولقد زهدت فيك، قال: ولم؟ قال: جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك وعصمتكم ومنعتكم فأهدمه فلم تكلمني فيه، وتكلمني في مئتي بعير لك؟. قال: أنا رب هذه الإبل، ولهذا البيت رب سيمنعه، قال: ما كان ليمنعه مني، قال: فأنت وذاك، قال: فأمر بإبله فردت عليه"، وخرج عبد المطلب من عنده، وأخبر قريش بما حصل وأمهرم أن يتفرقوا في شعاب مكة، وركب أبرهة على الفيل كي يتوجه إلى الكعبة، فأبى الفيل أن يمشي، حتى ضرب رأسه بالمعول وأبى أيضًا أن يمشي، وأدخل فيه محاجن فأبى أيضًا، فوجه الفيل باتجاه اليمن فأخذ يهرول، فأعاد توجيهه إلى مكه فوقف، فأرسل الله تعالى إليهم طيورًا لا تُعد، ومع كل طيرٍ ثلاثة أحجار، حجرٌ في منقاره وحجرين في رجليه، ولم تصب هذه الحجارة أحدًا إلا هلك، ووردت قصة أصحاب الفيل في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ"[٢]، وتساقطت أنامل أبرهة حتى خرج منه القيح والدم، ووضل إلى اليمن مثل فرخ الطير حتى مات.[٣]
مضامين قصة أصحاب الفيل
قصة أصحاب الفيل من القصص التي أخذت حيزًا كبيرًا في تاريخ العرب، وظلوا يتداولونها إلى اليوم، وتتضمن قصة أصحاب الفيل العديد من العبر والدروس التي بيّنها الله تعالى، خصوصًا أن هذه القصة نزلت بقرآن يُتلى، وأهم مضامين قصة أصحاب الفيل الآتي: [٣]
- قصة أصحاب الفيل إظهار شرف الكعبة، وكيف أن الله تعالى تعهد بحفظها وزادها شرفًا ورفعة، لأنها أو بيتٍ وصع للناس.
- قصة أصحاب الفيل إظهار كيد الكافرين والمشركين الذي يتآمرون على بيت الله الحرام.
- قصة أصحاب الفيل بيان تعظيم مشركين العرب لبيت الله الحرام لأنّ فيهم من بقايا ديانة إسماعيل وإبراهيم -عليهما السلام-، وهم يعلمون جيدًا مكانة هذا البيت وعظمته وقدسيته.
- قصة أصحاب الفيل إظهار قدرة الله تعالى في قهر كل من يعتدي على حرماته، فالله تعالى لا يعجزه قوة أو عدد أو أي شيء، وكل شيءٍ مسخر بامره، وظهر هذا واضحًا في الفيل الذي رفض التوجه إلى الكعبة، وفي الطيور التي رمتهم بالحجارة.
تفسير آية ألم تر كيف فعل ربك
في تفسير هذه الآية الكريمة التي افتتحت فيها سورة الفيل، أنّ الله تعالى حين قال" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ" [٤]، وجّه خطابه إلى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- يسأله: ألم تنظر يا محمد وترى بعين قلبك كيف جازى الله أصحاب الفيل الذين قدموا لهدم الكعبة، فالخطاب هنا موجه للرسول -عليه السلام- كي يرى ويتخيل بعين قلبه ليذكره الله تبارك وتعالى بحادثة أصحاب الفيل التي حمى الله بها بيته الحرام.[٥]المراجع[+]
- ↑ خطبة عن أصحاب الفيل, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-11-2018، بتصرّف.
- ↑ {الفيل: آية 1-5}
- ^ أ ب أصحاب الفيل, ، "www..islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-11-2018، بتصرّف.
- ↑ {الفيل: آية 1}
- ↑ سورة الفيل, ، "www.quran.ksu.edu"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-11-2018، بتصرّف.