من-هم-الحور-العين
الجنة
أعدّ الله تعالى لعباده المؤمنين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت من النعيم المقيم والجزاء العظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله تعالى: "يقول اللهُ: أَعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ على قلبِ بشرٍ. فاقرأوا إن شِئْتُم {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.."،[١] وقد بيّن القرآن الكريم والسنة النبوية بعضًا من صفات الجنّة ونعيمها، فذكر أبوابها، وترابها وبناءها، وأشجارها، وأنهارها، وأزواجهم من الحور العين، وصفاتهنّ، وعددهنّ، وغير ذلك مما يختصُّ بهن، فمن هم الحور العين، وما صفاتهنّ.[٢]
من هم الحور العين
من النعيم الذي أعده الله تعالى لعباده المؤمنين في الجنة زواجهم بنساء جميلات يُقال لهنّ: الحور العين، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ}،[٣] و الحور جمع حوراء، ويراد بها شديدة بياض العين وشديدة سواده، والعِين جمع عيناء، ويراد بها واسعة العين، وقد بيّن الله تعالى صفات الحور العين في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، فمن أوصافهنّ: أنّ الله تعالى خلقهنّ وأنشأهنّ إنشاءً أبكارًا لم ينكحهنّ أحد، متصفاتٌ بصفات الحُسن والجمال، قال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا *حدائق وأعناباً* وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا}،[٤] ووصفهنّ أيضًا باللؤلؤ المكنون المُصان الذي لم يُغيِّر صفاء لونه ضوء الشمس لشدة جمالهن، قال الله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ* كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}،[٥] ووصفهنّ بقاصرات الطرف اللواتي يقصرن نظرهن على أزواجهنّ، والمطهرات من الحيض والنفاس، والمخاط والبول، والغائط، قال الله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}،[٦] أمّا ما جاء في وصفهنّ في السنة النبوية فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا، ولَا يَمْتَخِطُونَ، ولَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ومَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ولِكُلِّ واحِدٍ منهمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِما مِن ورَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ".[٧][٨]
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الحور العين في الجنة يُغنِّين بأصوات عذبة جميلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أزواجَ أهلِ الجنةِ ليغُنِّين أزواجَهنَّ بأحسنِ أصواتٍ ما سمعها أحدٌ قطُّ، إنَّ مما يُغنِّين: نحن الخيراتُ الحسانُ، أزواجُ قومٍ كِرامُ، ينظُرْن بقُرَّةِ أعيانٍ، وإنَّ مما يُغنِّين به: نحن الخالداتُ فلا يَمُتْنَه، نحن الآمِناتُ فلا يخَفْنَه، نحن المقيماتُ فلا يَظَعْنَه".[٩][١٠]
الحور العِين في القرآن والسنة
يسعى المؤمن في دنياه لنيل رضا الله تعالى ودخول جنته، فإذا خرج من الدنيا فائزًا برضا الله تعالى استبشر بالخير، حتى إذا دخل الجنة يجد نعيمها وما تشتهيه الأنفس، قال الله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}،[١١] ومن نعيمها نساء الجنة الحور العين التي بيّن القرآن الكريم والسنة النبوية بعضًا من صفاتهن، ومن النصوص التي ذكرت الحور العين وصفاتهن ما يأتي:[١٢]
- قول الله تعالى في وصف الحور العين: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}،[١٣] وذلك لشدة جمالهن وصفائهن وبياضهن.
- قول الله تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ}.[١٤]
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "غدوةٌ في سبيلِ الله أو روحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها ولَقَابُ قوْسِ أحدِكم أو موضِعِ قَدَمٍ من الجنةِ خيرٌ من الدنيا وما فيها ولو أنَّ امرأةً اطَّلعتْ إلى الأرض من نساءِ أهلِ الجنةِ لأضاءَتْ ما بينهما ولمَلَأَتْ ما بينهما ريحًا ولَنصِيفُها على رأسِها خيرٌ من الدنيا وما فِيها".[١٥]
المراجع[+]
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3292، حديث حسن صحيح.
- ↑ "وصف الجنة وشيء من نعيمها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الدخان، آية: 54.
- ↑ سورة النبأ، آية: 31-33.
- ↑ سورة الواقعة، آية: 22،23.
- ↑ سورة البقرة، آية: 25.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3245 ، حديث صحيح.
- ↑ "الحور العين"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1561 ، حديث صحيح.
- ↑ "غناء الحور العين"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة فصلت، آية: 31،32.
- ↑ "صفات الحور العين في الكتاب والسنة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 21-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الرحمن، آية: 58.
- ↑ سورة الرحمن، آية: 70.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3767، حديث صحيح.