سؤال وجواب

ما-هو-حجر-إسماعيل


الأنبياء

إنَّ لفظَ النبيَّ مشتقٌ من النبأ وهو الإخبار وسُميَ النبيُّ نبيًّا؛ لأن الله أوحى له خبرًا ليُنبّئ الناس به والنبيُّ هو رجلٌ ذكرٌ أرسله الله إلى قومٍ مؤمنين ليحكم بشريعة سابقة؛ لتذكيرهم ما نسوه وإبطاله لما ابتدعوه ولا يُنزل عليه كتابًا خاصًا به.[١] وللأنبياء مكانة عظيمة في الشرع فقد فضَّلهم الله تعالى على البشر فهم أفضل أولياء الله وأعلاهم درجة[٢] قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.[٣] وسيتم تخصيص الحديث في هذا المقال عن نبيِّ الله إسماعيل والإجابة على سؤال ما هو حجر إسماعيل -عليه السلام-.

إسماعيل -عليه السلام-

هو إسماعيل بن إبراهيم، فهو ابن نبيِّ الله إبراهيم -عليه السلام- من زوجته هاجر، وقد وُصف في كتاب الله قال تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا}.[٤] وقد أُرسل لدعوة العماليق وقبائل اليمن ولُقِّب بأبي العرب ويتصل نسب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به.[٥] وهو ذبيح الله؛ حيث أمر الله -عزَّ وجلَّ- نبيَّه إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه لئلا تُزاحم محبة المخلوق في قلب إبراهيم محبة الله وافتداه الله بكبشٍ عظيم[٦] قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}[٧] ويذكر العلماء أنَّه عاش 137 عامًا.[٥]

ما هو حجر إسماعيل

ما هو حجر إسماعيل وهل هذا الاسم صحيح؟ هو جزء من الكعبة وقد أخرجته قريش عن أصل الكعبة؛ لأنَّ الأموال التي جمعوها لإعادة بناء الكعبة قصرت عن النفقة؛ لأنَّهم اشترطوا أن تكون هذه الأموال من مكسبٍ طيب وليس مكاسبٍ خبيثة مثل الربا ومهر البغيّ.[٨] والدليل على ذلك قول عائشة -رضي الله عنها-: "سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الجَدْرِ أَمِنَ البَيْتِ هُوَ؟ قالَ: نَعَمْ قُلتُ: فَما لهمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ في البَيْتِ؟ قالَ: إنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بهِمُ النَّفَقَةُ قُلتُ: فَما شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قالَ: فَعَلَ ذلكَ قَوْمُكِ، لِيُدْخِلُوا مَن شَاؤُوا ويَمْنَعُوا مَن شَاؤُوا، ولَوْلَا أنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بالجَاهِلِيَّةِ، فأخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، أَنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ في البَيْتِ، وأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بالأرْضِ."[٩] ولا تجوز به صلاة الفرض لأنَّه جزءٌ من الكعبة وتجوز به صلاةُ النَّوافل[١٠] ودليل ذلك قول عائشة: "كنتُ أُحبُّ أن أدخلَ البَيتَ فأصلِّيَ فيهِ فأخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ بِيَدي فأدخلَني في الحِجرِ فقالَ صلِّي في الحِجرِ إذا أردتِ دخولَ البَيتِ فإنَّما هوَ قطعةٌ منَ البَيتِ فإنَّ قَومَكِ اقتَصروا حينَ بنَوا الكعبةَ فأخرجوهُ منَ البَيتِ"[١١] أما عن تسمية الحجر بحجر إسماعيل فهي تسمية خاطئة؛ لأنَّ إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- قد بنوا الكعبة كاملةً، وسبب وجود الجدار الصغير؛ فهو للدلالة على أنَّ الحجر جزءٌ من الكعبة الشريفة بسبب قصور نفقة قريش عن بناءها كاملة.[١٢]

المراجع[+]

  1. "تعريف النبي والرسول"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
  2. "المبحث السادس: الأنبياء أفضل البشر"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية: 69.
  4. سورة مريم، آية: 54.
  5. ^ أ ب "إسماعيل"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
  6. "الأدلة على كون الذبيح هو إسماعيل؛ لا إسحاق"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
  7. سورة الصافات، آية: 102.
  8. "قصة مقام إبراهيم وحجر إسماعيل عليهما السلام"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: 1584، حديث صحيح.
  10. "الصلاة في حجر إسماعيل"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2028، حديث صحيح.
  12. "حجر إسماعيل، تسمية لا أصل لها"، islamqa.info. اطَّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.