سؤال وجواب

كيفية-صلاة-الشفع-والوتر


مفهوم الشفع والوتر

إنّ معنى الشفع في اللغة هو الزوج من العدد؛ ومنه الشافع وهو الذي يُعزّز ويقوّي المشفوع له ويزيل تفردّه، أمّا الوتر في اللغة فهو: الفرد من العدد، وقد جاء القرآن على ذكر الشفع والوتر وأقسم الله -عزّ وجلّ- بهما وذلك في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْر* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}،[١] وفي تفسير الشفع والوتر أقوالٌ كثيرة، ومن هذه الأقوال وأقربها إلى الصحّة أن الشفع هو قيام الليل، أمّا صلاة الوتر بالمعنى الخاص فهي صلاة الليل ذات العدد الفردي، وقد سبق بيان أنّ الوتر يُطلق على قيام الليل بشكل عام، ولكنّ عند ذكر صلاة الشفع والوتر، فالمراد بالشفع صلاة الليل الثنائية والوتر الصلاة الفردية، ولا يُقصد بالشفع سنّة العشاء البعدية كما يظنّ بعض الناس.[٣]

وقد ورد ذكر كلمتي الشفع والوتر فيما رواه سالمٍ بن عبد الله بن عمر: "عن ابنِ عمرَ أنه كان يفصلُ بينَ شفعِه ووترِه بتسليمةٍ وأخبر ابنُ عمرَ أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- كان يفعلُ ذلك"،[٤] أمّا عن كيفية صلاة الشفع والوتر فالشفع يؤدّى مثنى مثنى، ثمّ تُختم بصلاة الوتر ركعة واحدة أو ثلاث ركعات، ولكن على من أراد أن يوتر بثلاث أن لا يجلس للتشهّد الأول وإنّما للتشهّد الأخير فقط؛ وذلك كي لا تشبه صلاة المغرب وهذا منهيٌّ عنه،[٣] وقد كان النبي الكريم يقرأ في صلاة الوتر سورة الأعلى في الركعة الأولى ثم الكافرون ويختم بسورة الإخلاص.[٥]

حكم صلاة الشفع والوتر

إنّ حكم صلاة الشفع والوتر الاستحباب وليس الوجوب وقد حافظ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- على هذه الصلاة وكان أكثر وتره إحدى عشرة ركعة، ويمكن أن يوتر الإنسان قدْر ما شاء على حسب طاقته كما أنّ هناك متسعٌ لتأدية هذه الصلاة فوقتها من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كما يمكن ختم الصلاة بالوتر قبل النوم وذلك لمن خَشي أن لا يستيقظ قبل الفجر أمّا من علم من نفسه القدرة على الاستيقاظ قبل الفجر فيستمر بصلاة الليل مثنى مثنى وهي صلاة الشفع حتى إذا أراد خَتْم هذه الصلاة أوتر بواحدةٍ أو ثلاث ركعات.[٦]

إنّ العلم بكيفية صلاة الشفع والوتر أمرٌ مهم وذلك لأنّ لهذه الصلاة شأنٌ عظيم؛ حيث ذهب بعض العلماء إلى وجوبها أمّا الجمهور فهم على أنّها سنّة مؤكدة، وقد حافظ رسول الله على صلاة الوتر في الحضر والسفر، كما أمر بتأدية هذه الصلاة في أكثر من حديث، ومنها ما ورد في صحيح مسلم أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "أَوْتِرُوا قَبْلَ أنْ تُصْبِحُوا"،[٧] ويُستحب للمسلم أن يُحافظ على هذه الصلاة لما لها من الفضل والثواب، وإذا فاتته ليلًا لعذرٍ كنومٍ أو مرض فله أن يُصلّي مثلها شفعًا؛ أيّ إذا كانت عادته أنّ يقوم الليل بخمسِ ركعات وانشغل عنها لعارضٍ ما، فله أن يُصلّيها نهارًا ستّة ركعات يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة؛ وقد كان هذا هديُ المصطفى وسنّته عليه أفضل الصلاة والسلام.[٨]

المراجع[+]

  1. سورة الفجر، آية: 1-3.
  2. "معنى الشفع والوتر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "المراد بصلاة الشفع والوتر"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  4. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن سالم بن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/230، حديث إسناده صحيح.
  5. "كيفية صلاة الشفع والوتر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  6. "صفة صلاة الوتر"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 754، حديث صحيح.
  8. "حكم التهاون في أداء الوتر"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.