سؤال وجواب

من-هم-أهل-الكتاب


الكتب السماوية

بعثَ الله الرُّسل والأنبياء بالكُتب السماويةِ، وكان الإيمانُ بها واجبًا فهي من أركان الإيمان، والكتبُ التي أنزلها الله تعالى على أنبيائهِ، هي خمسةٌ، ذكرَها القرآن في مواضعَ مُتعددة، [١]والأديان والكتبُ السماويةِ جميعها تشتركُ في مقصدٍ واحدٍ؛ وتدورُ حولَ محورٍ واحدٍ وهو العقيدة، التي تشملُ الإيمانَ بالله، وقدرتهِ على الخلقِ والبعثِ، والجزاءِ والحساب، وبالوحي الذي بعثهُ اللهُ تعالى لِرُسُلِهِ وأنبيائهِ، وبالإيمان بوجود الجنة والنار، وجاءت لتنظيم علاقة الإنسان بخالقهِ، ودعوة النّاس للتّحلي بالأخلاق الفضيلة، فهذه الديانات كلها من عند الله تعالى، وما جاء بغير هذه الأحكام هي دياناتٌ وضعيةٌ، وأصحابُها مشركون، وأما أهل الكتاب فهو مُصطلحٌ أطلقهُ القرآن على أقوامٍ سيأتي بيانهم.[٢]

أهل الكتاب

ذَّكَرَ القرآن الكريم أهل الكتابِ وبينَ أحكامهم، وكما بينَ أنهم اليهودُ والنصارى، قال تعالى: {أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا}[٣] وقال العلماءُ بأن هذه الطائفتينِ هما اليهودُ والنصارى، ويسري عليهم أحكام أهل الكتابِ في أي وقتٍ، وأي مكان، وأُطلقَ عليهم أهل الكتاب، لأن الله تعالى أنزَلَ عليهم كُتباً سماوية، فكتابُ اليهودِ هو التوراةُ الذي أنزله الله تعالى علي موسى -عليه السلام-، قال تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}[٤] ، ويقصدُ بالألواح التوراة والاحكام التي جاءت فيه، وكتابُ النصارى هو الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى -عليه السلام-، قال تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ}[٥] وقد خَصَهم الله بأحكامٍ دون غيرهم من المُشركين بسبب تلقيهم الكتابين، ويجدرُ التنويه بأنهم يجتمعون مع المُشركين، بما هم عليه، فهم يُعدونَ مع المشركين، إلا أنَّ لهم أحكامًا خاصة، تسري عليهم دونَ غيرِهم من المُشركين.[٦]

الأحكام المتعلقة بأهل الكتاب

لأهلِ الكتابِ أحكامٌ خاصةٌ تسري عليهم دونَ غيرهم من باقي المُشركين، وإن اشتركوا معهم في حُكمِ الشرك، وفي عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه، جرى بينَ المُسلمين وأهل الكتاب معاملات، وعلاقات، ومن أحكامِ أهل الكتاب التي لا تنطبقُ على غيرهم من المُشركين:[٧]

  • ذبائحُ أهلِ الكتابِ حلٌ للمسلمين، أي أنهُ يحلُ لهم طعام أهلِ الكتاب، إذا كانت مما لم يحرمهُ الله، كأن تكونَ ذبيحتهم قد ذبحت لغير الله، أو ذُكرَ عليها غير اسم الله تعالى، قال تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}[٨][٦]
  • يجوزُ للمسلمين الزواج بنساءِ أهلِ الكتابِ، إذا انطبقَ عليهنَّ وصفُ الحرائر، المحصناتِ، العفيفات قال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}[٨] فقد جاء في تفسير البغوي،أن من الصحابة من تزوج بكتابية عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
  • تؤخذُ الجزيةُ من أهلِ الكتابِ، والجزيةُ هي مبلغٌ من المال، يفرضهُ المُسلمون على رجالِهم الذين يستطيعون أداءهُ إليهم، وذلك في كل عام، لما ثبتَ عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قد أخذها منهم.[٦]

المراجع[+]

  1. "الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
  2. "المشترك الأسمى والأديان السماوية"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
  3. سورة الأنعام، آية: 156.
  4. سورة الأعراف، آية: 145.
  5. سورة المائدة، آية: 46.
  6. ^ أ ب ت "أهل الكتاب وحكمهم"، /binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
  7. "من هم أهل الكتاب"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سورة المائدة، آية: 5.