من-هي-هيباتيا
الفلسفة
كلمة الفلسفة تعني: محبة الحكمة، ورغم أنَّها من أصلٍ يونانيّْ إلَّا أنَّها غير مرتبطة بالحضارة اليونانية فقط بل هي جزءٌ من كل أمَّة وتعدُّ مادتها الأساسية متشعِّبة بكافة العلوم وكافة جوانب الحياة؛ وذلك لميل الفلسفة للتدقيق والتساؤل في كلِّ شيء والبحث عن ماهيته، وللفلسفة عدَّة مواضيع تطوَّرت خلال فترات تاريخية ومن هذه المواضيع: أصل الكون وجوهره، والخالق وصفاته والمخلوق وسبب وجود الإنسان، وكذلك براهين إثبات الصانع، وبعد ظهور المسيحيَّة بقرنين أو ما يزيد على ذلك أصبحت الفلسفة أكثر تعقيدًا في مواضيعها، ويُقسم التاريخ الفلسفي إلى فلسفة شرقية وهي الفلسفة التي أنتجتها دول الشرق الأقصى وهي فلسفة دينية أكثر من كونها فلسفة عقلية والقسم الثاني هوفلسفة غربية والتي تمَّ تقسيمها إلى فلسفة قديمة وفلسفة إغريقية،[١] وقد ظهر عدَّة فلاسفة على مرِّ العصور وتركوا بصماتهم التي أثرت بشكلٍ كبيرٍ في هذا العالم،[٢] وسيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن الفيلسوفة هيباتيا ومقتلها.
من هي هيباتيا
هي ابنة الفيلسوف وعالم الرياضيات ثيون، وُلدت هيباتيا عام 350 بعد الميلاد وهي من أصلٍ يونانيٍّ، وقد عاشت في الإسكندرية في دولة مصر، عُرفت هيباتيا بالذكاء الحادّ والعبقرية وكذلك العناد مما جعلها تخوض في العديد من العلوم والمجالات التي لم تكن متاحة آنذاك إَّلا للرجال، وقد بدأت بطلب العلم الذي كانت مولعة به فدرست الرياضيات والفلسفة والفلك في جامعة الإسكندرية،[٣] ويُقال أنَّها سلكت في بحوثها هدي أفلاطون وأفلوطين،[٤] وقد تعمَّقت بدراسة علم الفلك؛ وذلك لشغفها به ويُذكر أنَّها استخدمت أدوات خاصَّة لقياس الأجرام السماويَّة بنفسها، واشتُهرت هيباتيا آنذاك حتى أنَّها تفوَّقت على والدها، وكان الحاكم آنذاك يستشيرها حيث إنَّها كانت من مستشاري البلاط الملكي، وإلى جانب ذكائها كانت هيباتيا جميلة جدًا وذلك أوقع الكثير من تلاميذها بغرامها إلا أنَّها بقيت عزباء ولم تتزوَّج وذلك كان سببًا آخرًا لاحترامها لأنَّ المجتمع اليونانيّْ كان يعتقد أنّ العزوبيَّة فضيلة من الفضائل،[٣] كما أنَّها عُرفت بدماثة أخلاقها ورباطة جأشها ممّا بلغ منها أنَّها عند وقوفها أمام حكام المدينة وقضاتها كانت تُحافظ على مسلكها المتواضع المهيب،[٤] وقد كان لهيباتيا عدَّة إسهامات مميزة مثل؛ رسم مواقع للأجرام السماوية، اختراع مقياس ثقل السائل النوعي.[٣]
مقتل هيباتيا
قُتلت هيباتيا على يدِّ المسيحيين؛ وذلك لاستمرارها وبقائها على الدين الوثنيّْ وجهرها بذلك وعدم إخفائها لمعتقداتها؛ ولخوف المسيحية من تأثير هيباتيا على الناس الَّذين تحوَّلوا من الوثنيَّة إلى المسيحية خوفًا من الاضطهاد قاموا بخطفها وجرِّها في الشوارع وهي تحت التعذيب، كما أنَّهم قاموا بحرقها وكشط جلدها بقذائف المحار، وقاموا أيضًا بأخذها إلى الكنيسة وتجريدها من ملابسها وتمزيق أطرافها، وكلُّ ذلك كان بعد اختفاء دعم الحكومة لها والتوَّقُف عن حمايتها، وقد بررت الكنسية مقتل هيباتيا بهذا الشكل بأنَّ هيباتيا سعت ضدَّ المسيحيَّة وأوقفتها حيث إنَّها تمثِّل عبادة الأوثان، والذي قاد مهمة قتل هيباتيا هو كيرلس وهو أحد أبرز الأساقفة في الاسكندرية.[٣]المراجع[+]
- ↑ "فلسفة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "من هم أشهر الفلاسفة"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "من هي هيباتيا فيلسوفة الإسكندرية التى قُتلت بسبب معتقداتها"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "هيباتيا من الإسكندرية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2020. بتصرّف.