سؤال وجواب

كيفية-صلاة-التهجد


تعريف الصلاة لغة واصطلاحًا

تُعرَّف الصلاة في اللغة، على أنَّها الدُّعاء، والدليل قوله تعالى في سورة التوبة: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}،[١]ومعنى "صلِّ عليهم" في الآية السابقة: ادعُ لهم، وقد جاءت بمعنى الدعاء أيضًا في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- والذي قال فيه رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: "إذا دُعيَ أحدُكمْ فليجبْ فإنْ كانَ مُفطرًا فليطعمْ وإنْ كانَ صائمًا فليصلِّ قالَ هشامٌ والصلاةُ الدعاءُ"،[٢]أمَّا الصلاة في الاصطلاح فهي مجموعة من الأقوال والأفعال التي تبدأ بالتكبير وتُختتم بالتسليم، وهذا المقال سيسلط الضوء على كيفية صلاة التهجد في الإسلام.[٣]

ما هي صلاة التهجد

قبل الحديث عن كيفية صلاة التهجد في الإسلام، لا بدَّ من التعريف بصلاة التهجد، وصلاة التهجد هي إحدى صلوات النوافل في الإسلام، وهي الصلاة التي يبدَأ وقتُها بعد صلاة العشاء ويستمر إلى آخر الليل، ويُستحبّ أن تكون هذه الصلاة في آخر الليل، فقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ. وقالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: مَحْضُورَةٌ"،[٤]وروى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، وكان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، وأحبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينام نصفَ الليلِ، ويقومُ ثُلُثَه، وينامُ سُدَسَه".[٥][٦]

وصلاة التهجد هي من الصلوات التي تؤدى حصرًا في الليل، فالتهجد من الهجود، والهجود هو العزوف عن النوم، فالصلاة في جوف الليل هي صلاة التهجد، ومن الجدير بالذكر إنَّ الصلاة التي تؤدى قبل النوم تُسمَّى صلاة قيام الليل، أمَّا الصلاة التي تؤدَّى في الليل بعد النوم تُسمَّى صلاة التهجد، وفيما يأتي كيفية صلاة التهجد في الإسلام.[٦]

كيفية صلاة التهجد

عند الحديث عن كيفية صلاة التهجد يمكن القول إنَّ هذه الصلاة تؤدَّى ركعتين ركعتين بشكل منفصل، وهذا ماجاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "صلاةُ اللَّيلِ مثنى مثنى، والوترُ رَكعةٌ، قلتُ: أرأيتَ إن غلبتني عيني، أرأيتَ إن نمتُ؟ قالَ: اجعل أرأيتَ عندَ ذاكَ النَّجمِ، فرفعتُ رأسي، فإذا السِّماكُ، ثمَّ أعادَ، فقالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ-: صلاةُ اللَّيلِ مثنى مثنى، والوترُ رَكعةٌ قبلَ الصُّبح"،[٧]ومن باب اتباع سنة رسول الله يمكن القول إنَّه لا ضرر بالاكتفاء بإحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة في الليل، فرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يكن يزيد على ذلك.[٨]

ومن الجدير بالذكر قول الله تعالى في سورة الإسراء: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}،[٩]وجاء أيضًا في كيفية صلاة التهجد أنَّه على المسلم أنْ يكون هادئًا في صلاته، خاشعًا في أدائها، وأن يكون مطمئن القلب والجوارح، وأن لا يعجل في قراءته ولا في صلاته ليكون مقتديًا بهدي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تمام الاقتداء، والله تعالى أعلم.[١٠]

دعاء صلاة التهجد

بعد الحديث عن كيفية صلاة التهجد في الإسلام، سيتم تسليط الضوء على الدعاء الذي كان يقرؤه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عند قيامه إلى صلاة التهجد في الليل، مع ضرورة التأكيد على أنَّ الأذكار والأدعية التي تُقرأ أثناء صلاة التهجد، أي عند الركوع والسجود والقيام من الركوع هي الأذكار والأدعية التي تُقرأ في الصلوات المفروضة، أمَّا دعاء صلاة التهجد الذي جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في صحيح البخاري، فقد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ -أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ...."،[١١]والله تعالى أعلم.[٨]

حكم صلاة التهجد بعد صلاة التراويح

في ختام الحديث عن كيفية صلاة التهجد في الإسلام، إنَّ من الأمور التي يكثر السؤال عنها خاصَّة في أيام شهر رمضان المبارك هي حكم صلاة التهجد بعد الإسلام جائز ولا حرج فيه أبدًا، وقد جاء في كتاب المغني لابن قدامة أنَّه قال: "فأمَّا التعقيب ـوهو أن يصلِّي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة، أو يصلي التراويح في جماعة أخرى فعن أحمد أنَّه لا بأس به؛ لأنَّ أنس بن مالك قال: ما يرجعون إلا لخير يرجونه، أو لشرٍّ يحذِّرونه، وكان لا يرى به بأسًا، ونقل محمد بن الحكم عنه الكراهة إلا أنَّه قول قديم والعمل على ما رواه الجماعة، وقال أبو بكر: الصَّلاة إلى نصف الليل أو إلى آخره لم تكره رواية واحدة"، والله أعلم.[١٢]

المراجع[+]

  1. سورة التوبة، آية: 103.
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2460، صحيح.
  3. "التعريف بالصلاة ومنزلتها في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 755، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم: 1629 ، صحيح.
  6. ^ أ ب "صلاة التهجد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 973، صحيح.
  8. ^ أ ب "كيفية صلاة التهجد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  9. سورة الإسراء، آية: 79.
  10. "كيفية قيام الليل"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1120، صحيح.
  12. ^ أ ب "حكم صلاة التهجد بعد صلاة التراويح"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.