سؤال وجواب

من-هو-غسيل-الملائكة


شهداء غزوة أحد

وَقَعت غزوةُ أُحد في السنةِ الثالثةِ للهجرةِ، ووردت أحداثُها في ستينِ آيةٍ من حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، ومن أحدهم من غَسَّلتهُ الملائكة، فَسميَّ بغسيل الملائكة[٢] وفي هذا المقال سيأتي الحديثُ عنه.

من هو غسيل الملائكة

لمّا تَفقدَ رسولُ الله شُهداءَ أحد، ورأى أنَّ عددًا من الصحابةِ ضَحوا بأنفسِهم في سبيلِ اللهِ فقال: "أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ بدِمَائِهِمْ، ولَمْ يُصَلِّ عليهم ولَمْ يُغَسَّلُوا"[٣]، وَوَجدَ من بينِهِم غسيل الملائكة، وهو الصحابيُّ حنظلة بن أبي عامر، بن صيفي بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريِّ الأوسيِّ، ولُقِّبَ بغسيل الملائكة، أي أنَّ الملائكةَ قامت بتغسيلهِ، وكانَ حنظلةُ قد تزوجَ في ليلةِ أحدُ، مِنْ جميلةُ بنتُ عبدِ الله بن أبي ابن سلول، وطلبَ الإذنَ من رسولِ الله أن يبيت ليلَتَهُ عندَ زوجتهِ، وأذِنَ له بِذلكَ، فلمّا جاءَ الصباح خرجَ لمّا سَمِعً مناديَ الجهادِ، واستشهدُ في أحد، وروى عبد الله بن الزبير-رضي الله عنه- في استشهادِ حنظلة فقال: "سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم- يقول عن قتْلِ حنظلةَ بن أبي عامرٍ بعد أن التقَى هو وأبو سفيانَ بن الحارثِ حين علاهُ شدّادُ بن الأسودِ بالسيفِ فقتلهُ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إن صاحبكُم تُغَسّله الملائكةُ فسألوا صاحبتهُ فقالتْ إنه خرج لمّا سمعَ الهائعةَ وهو جنبٌ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لذلك غسلتْه الملائكةُ"[٤] وغسَّلت الملائكةُ حنظلة، من باب التشريفِ والتكريمِ لَهُ، وَكَانت قبيلتهُ، وهي قبيلةُ الأوس، تفتخرُ أنَّ غسيل الملائكة منهم، ويذكرونَ ذلك من بابِ اعتزازِهم بِهِ.[٥] وقيل أنَّ من قتل حنظلة هو أبو سفيان، وقال عند قتلهِ: حنظلة بحنظلة، ويقصدُ أنَّهُ قتلهً بابنهِ الذيُ قُتلَ في غزوةِ بدر، وكان اسمهُ حنظلة.[٦]

فضل الشهادة في سبيل الله

تُعدُ الشهادةُ في سبيلِ اللهِ من أعظمِ الأعمالِ عندَهُ، والشهداء همُ الاعلى درجاتٍ عندَ اللهِ تعالى، وهم عبادُ الله المقربون، وأهلُ اللهِ وخاصته، والشهداءُ هم القدوةُ الحسنةُ، والشهادةُ هيَ المنزلةُ الرفيعةُ التي يسعى إليها مَنْ صَدقوا مع الله، والشهيد حيٌّ عندَ ربهِ يُرزق، قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[٧] وهي الجزاءُ الأَعظم، لمن يحبُه الله تعالى، قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[٨] وَمنِ استشهدَ من الصحابةِ في أحد، وغسيل الملائكة حنظلة واحدٌ منهم، هم من رَباهُم رسول الله، على الصدقِ مع الله، وعَلّمهمُ التجارةُ التي لا تبور، وهي تجارةُ الاخرة، فباعوا الدنيا؛ لِيشتروا آخرتهم، ويكسبوا الرضا من الله تعالى.[٢]

المراجع[+]

  1. "شهداء غزوة أحد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "غَسِيلُ الملائكة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 4079، حديث صحيح.
  4. رواه الألباني، في السلسة الصحيحة، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 326، حديث حسن.
  5. "غَسِيلُ الملائكة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  6. "سماحة الرسول مع أبي سفيان"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  7. سورة آل عمران، آية: 169.
  8. سورة النساء، آية: 69.