كيفية-صلاة-الحاجة
صلاة التطوع
من رحمة الله -تعالى- بعباده أن جعل لهم عباداتٍ من جنس العبادات المفروضة عليهم، فالصلاة مثلاً لها ما يُشبهها من التطوع، فصلاة التطوع يُراد بها: كل صلاةٍ يقوم بها العبد زيادةً على الصلوات الخمس المفروضة، فعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ثَائِرَ الرَّأْسِ،"فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَوَّعَ شيئًا"،[١] فالصلاة أفضل الأعمال التي يقوم بها العبد بعد توحيد الله تعالى، وبها يَجبُر العبد ما حصل من نقصٍ أو خللٍ في أداء الفرائض، وبها ترتفع درجاته في الجنة، ويُستحبُّ للعبد أن يقوم بصلاة التطوع في البيت اقتداءً بنبيه صلى الله عليه وسلم،[٢] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن صلاةٍ تدخل في باب صلاة التطوع، وهي صلاة الحاجة، فما هي صلاة الحاجة، وما كيفية صلاة الحاجة هذا ما سيتناوله هذا المقال بإذن الله تعالى.
كيفية صلاة الحاجة
ذهب كثيرٌ من الفقهاء رحمهم الله -تعالى- إلى أنّ صلاة الحاجة مستحبة، وأنّ المسلم يؤديها عندما يريد حاجةً من حوائج الدنيا المشروعة، فيُستحب له بدايةً أن يتوضأ فيُحسن الوضوء، ثم يُصلي ركعتين لله تعالى، ويسأل الله تعالى حاجته، ودليل ذلك ما رواه الصحابي الجليل عثمان بن حنيف رضي الله عنه، "أنَّ أَعْمَى أَتَى إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ ادْعُ اللهَ أنْ يَكْشِفَ لي عن بَصَرِي قال أوْ أَدَعُكَ قال يا رسولَ اللهِ إنَّهُ قد شَقَّ عليَّ ذَهابُ بَصَرِي قال فَانْطَلِقْ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ ركعتيْنِ، ثُمَّ قلْ: اللهمَّ إنِّي أسألُكَ، وأَتَوَجَّهُ إليكَ بِنبيِّي محمدٍ نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ إنِّي أَتَوَجَّهُ إلى ربِّي بِكَ أنْ يَكْشِفَ لي عن بَصَرِي، اللهمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ، وشَفِّعْنِي في نَفسي فَرجعَ وقد كَشَفَ لهُ عن بَصَرِهِ"،[٣] وفي حديث آخر يرويه أبو الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من توضأ فأسبغ الوضوءَ، ثمَّ صلَّى ركعتينِ بتمامِهما أعطاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ ما سأل معجَّلًا أو مؤخَّرًا"،[٤] هذا ما ذكره العلماء رحمهم الله -تعالى- في كيفية صلاة الحاجة،[٥] أما ما ورد من أحاديث تذكر أدعيةً خاصةً تُقرأ في صلاة الحاجة فهي في جملتها أحاديث ضعيفة، وعلى المسلم في كل أحواله أن يدعو الله -تعالى- ليكشف كربه، ويُحقق حاجته.[٦]
وقت صلاة الحاجة
بعد التعرُّف على ما ذكره العلماء في كيفية صلاة الحاجة لا بدّ من الإشارة إلى ما ذكره العلماء رحمهم الله -تعالى- في وقت صلاة الحاجة، فقالوا: أنّه لم يرد أي نصٍ يدلُّ على أنّ لصلاة الحاجة وقتٌ محددٌ ومعينٌ لآدائها، فهي تأخذ حكم صلاة النافلة، فيجوز للمسلم أن يؤديها في الليل، أو في النهار، ولكن ينبغي له أن يبتعد عن الأوقات التي تكون فيها الصلاة مكروهة،[٧] وهذه الأوقات هي: من طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس قدر رمح، وعند انتصاف الشمس في السماء إلى أن تزول، ومن صلاة العصر إلى غروب الشمس.[٨]
المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 6956، حديث صحيح.
- ↑ "صلاة التطوع"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عثمان بن حنيف، الصفحة أو الرقم: 681، حديث صحيح.
- ↑ رواه الشوكاني، في تحفة الذاكرين، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 232، حديث إسناده صحيح.
- ↑ "صلاة الحاجة"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "هل تشرع صلاة الحاجة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "كيفية صلاة الحاجة ووقتها حكم تكرارها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "أوقات النهي عن الصلاة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.