نبذة-عن-الشاعر-أحمد-شوقي
محتويات
شعراء مدرسة البعث والإحياء
مدرسة البعث والإحياء هي مدرسة من المدارس الشعريّة العربيّة، ظهرتْ هذه المدرسة في بدايات العصر الحديث، وقد تبنَّى أتباعها نهج القصيدة العربية التي كانت في عصور ازدهار الشعر العربي، فكتبوا على عمود الشعر بمعجم لغوي عربي عتيق محاولين إعادة هيبة القصيدة العربية القويَّة لغةً وصياغة في ظلِّ ظهور اللهجات العربية الحديثة التي أثَّرت كثيرًا على اللغة العربية الفصحى، ولعلّ أبرز روَّاد مدرسة البعث والإحياء: محمود سامي البارودي، بشارة الخوري، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، أحمد محرم، علي جارم، وهذا المقال سيأخذ نبذة عن الشاعر أحمد شوقي أمير الشعراء العرب وأحد روَّاد مدرسة البعث والإحياء.
نبذة عن الشاعر أحمد شوقي
في نبذة عن الشاعر أحمد شوقي، أحمد شوقي شاعرٌ مصريّ وأمير شعراء العرب، وواحد من روَّاد مدرسة البعث والإحياء، ولد أحمد شوقي عام 1868م في القاهرة في حي الحنفي، أبوه شركسي وأمُّه يونانية، وجدته كانت تعمل في قصر الخديوي إسماعيل، وقد عاش في عائلة ثرية فلم يذق طعم الفقر في حياته أبدًا، التحق شوقي وهو في الرابعة من عمره بالكُتَّاب ليتعلم على يد الشيخ صالح، فتعلَّم الكتابة والقراءة وحفظ ما تيسر له من القرآن الكريم، ثمَّ درس في مدرسة المبتديان الابتدائية، وكانت علامات النباهة والنبوغ بادية عليه، وقد بدا اهتمامه بالشعر والشعراء مبكرًا حيث حفظ عددًا كبير من شعر فحول شعراء العرب وهو في بدايات حياته.[١]
وفي عام 1885م التحق شوقي بمدرسة الحقوق، وفي هذه الفترة من حياته بدأتْ ملامحه الشعرية بالظهور، فلقي التشجيع والدعم من أستاذه الشيخ محمد البسيوني، الذي علَّمه البلاغة العربية ووثق بموهبته وقدَّمه بين يدي الخديوي توفيق، تزوَّج شوقي وسكن في كرمة ابن هاني وأنجب ثلاثة أبناء، وقد سافر شوقي إلى فرنسا في حياته بدعم من الخديوي توفيق، وهناك اطلع على الأدب الفرنسي وتأثر بعض شعراء الأدب الفرنسي، ثمَّ وبعد عودته إلى مصر بأ شوقي يكتب المدائح للخديوي عباس حاكم مصر الذي كان عرشه مهددًا من الإنكليز، ثمَّ وبعد سقوط عرش الخديوي نفى الإنكليز أحمد شوقي إلى إسبانيا عام 1915م، وهذا ما أتاح له الفرصة للاطلاع على الثقافة الإسبانية والحضارة الأندلسية، ثمَّ عاد إلى مصر عام 1920م، وبقي فيها حتَى وافته المنية عام 1932م ليرحل شوقي تاركًا وراءَهُ جبلًا عظيمًا من الشعر العربي العريق الذي لم يزلْ يُتلى حتَّى هذه الأيام.[١]
المسرح الشعري عند شوقي
بعد أخذ نبذة عن الشاعر أحمد شوقي، لا بدَّ من تسليط الضوء على المسرح الشعري عند أحمد شوقي، ففي عام 1893م أصدر أحمد شوقي عملًا أدبيًا فريدًا من نوعه، كان شوقي السبَّاق إلى مثله في الأدب العربي، حيث قام بإصدار أول عمل مسرحي شعري عربي، ثمَّ وبعد أن بايعه الشعراء العرب أميرًا للشعراء عام 1927م، وجد شوقي الفرصة مواتية لكتابة المزيد من المسرح الشعري، فأصدر مسرحيته مصرع كيلوباترا عام 1927م، ثمَّ أصدر مسرحية مجنون ليلى عام 1932م ومسرحية قمبيز أيضًا عام 1932م، ومسرحية عنترة وغيرها، وقد سار على نهج شوقي غيره من الشعراء العرب الذي كتبوا في المسرح الشعري ماشين على الضوء الذي أشعله أمير الشعراء أحمد شوقي من قبل، والله تعالى أعلم.[٢]
حقائق عن أحمد شوقي
ثمَّة في سيرة حياة أمير الشعراء أحمد شوقي حقائق عديدة، ومنها أنَّ أحمد شوقي عُيِّن في عام 1891م بعد أن عاد من فرنسا رئيسًا للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي، ثمَّ انتدبته الحكومة المصرية ليقوم بتمثيلها في مؤتمر المستشرقين الذي تم عقده في مدينة جنيف في سويسرا عام 1896م، كما أنّ الحكومة الإيطالية عام 1962م أمرت مجموعة من النحاتين الطليان أن يقوموا بصناعة تمثال للشاعر أحمد شوقي، ليتم وضع التمثال في حديقة من حدائق فيلا بوزغيري في العاصمة الإيطالية روما؛ تكريمًا له كفنان عالمي كبير، وقد تمَّ الأمر وحضر حفل التدشين كلٌّ من وزير الثقافة المصري والإيطالي وعدد من الفنانين والشعراء العرب.[٣]
شعر أحمد شوقي
بعد تسليط الضوء وأخذ نبذة عن الشاعر أحمد شوقي، إنَّ مرآة الشعراء شعرهم، والطريقة الأمثل للدخول إلى قلب الشاعر ولو مرَّت على موته القرون والعقود فسيبقى شعره مفتاح روحه ومرآة إحساسه، ولذلك لا بدَّ من الاطلاع على بعض قصائد الشاعر أحمد شوقي التي من شأنها أن توضِّح ملامح هذه القامة الأدبية العظيمة:
- يقول أحمد شوقي:[٤]
حُسامُك من سقراطَ في الخطبِ أَخْطَبُ
- وعودُك من عودِ المنابرِ أصلبُ
ملكتَ سَبِيلَيْهِمْ؛ ففي الشَّرق مَضْرِبٌ
- لجيشكَ ممدودٌ، وفي الغرب مضربُ
وعزمك من هومير أمضى بديهةً
- وأجلى بيانًا في القلوبِ، وأعذبُ
وإنْ يذكروا إسكندرًا وفتوحَهُ
- فعهدُك بالفتحِ المحجَّل أَقربُ
ثمانون ألفًا أسدُ غابٍ، ضراغمٌ
- لها مِخْلبٌ فيهم، وللموتِ مخلبُ
إِذا حَلمتْ فالشرُّ وسْنانُ حالمٌ
- وإنْ غضبتْ فالشرُّ يقظانُ مغضبُ
- ويقول الشاعر أحمد شوقي أيضًا:[٥]
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ
- وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي
- جَلالُ الرُّزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي
- إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي
- جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ
- وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ
وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري
- وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ
- ويقول أيضًا:[٦]
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيْلا
- كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
- يبني وينشئُ أنفـسًا وعقولا؟
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ
- علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتِهِ
- ِوهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ، تـارةً
- صدِئِ الحديدِ، وتارةً مصقُولا
- ويقول شوقي في مديح رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:[٧]
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
- وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
- مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي
سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
- فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ
قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
- مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ
المراجع[+]
- ^ أ ب "أحمد شوقي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحمد شوقي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "من هو أحمد شوقي"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019.
- ↑ "سلام من صبا بردى أرق"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019.
- ↑ "قم للمعلم وفه التبجيلا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019.
- ↑ "ريم على القاع بين البان و العلم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-07-2019.