سؤال وجواب

من-هو-الرجل-الذي-قتله-الرسول


جهاد النبي صلى الله عليه وسلم

لمّا كانَ للجهادِ المنزلةَ الرفيعَةَ في الإسلامِ، وذُروَتهِ وسنامِهِ، فكانَ لرسولِ الله النَصِيب الأعلى مِنهُ، فجاهدَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- جميعَ أشكَالِ الجهادِ، من جهادٍ في القلبِ والجوارِحِ، واللسانِ، والسيفِ، وقد أمَرَ اللهُ رسوله الكريم بالجهادِ حيثُ قال تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}،[١] فظهرَ أمرُ اللهِ جليًّا لرسولِهِ، في جهادِ الكافرينَ، بالدعوةِ إلى اللهِ، وتبليغِهِم القرآن بالحُجَةِ والبيانِ، وأنْ يُجاهدَ المنافقين، بالحُجَةِ فقط؛ وذلكَ لإدّعائِهم الإسلام، فكانَ جهادُ المنافقينَ أصعبُ من جهادِ الكافرين، فجاهدَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الله حقَ جهادِهِ، وأدّى ما أمرَهُ اللهُ بهِ، ومع أنَّ رسول الله كان المثل الأعلى للشجاعةِ، إلا أنَّه لم يقتل إلا رجلًا واحدًا،[٢] وسيأتي بيانُ هذا الرجل الذي قتله الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.

من هو الرجل الذي قتله الرسول

لم يُنقل عن رسولِ اللهِ أنَّهُ قتلَ أحدًا بسيفهِ، بَلْ قَتلَ بِحربَةٍ يومَ أُحد، والرجل الذي قتلهُ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو أبيّ بن خلف، وقد قَتَلَهُ رسول الله في غزوةِ أحد، فقد كانَ يبحثُ عن رسولِ الله، ويزعمُ أنَّه قاتِلُهُ، وكانَ يُخبرُ قومَهُ أنَّهُ هو من سيقتلُ رسول الله، ولكنَّ اللهَ هو مُظهرُ نبيهِ على أعداءِهِ فقتلهُ رسولُ اللهِ، وقد كانَ أبيّ يمشي مباهيًا بينَ النّاس، بقولهِ أنَّهُ هو من سيقتلُ محمد، فبلغ ذلك رسول الله، فنوى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قَتْلَهُ إذا شاءَ اللهُ تعالى، فلمّا سَمِعَ أُبيّ بهذا أصابَهُ الهَلعُ، ووقعَ في نفسِهِ الخوف، لأنَّ رسول الله لا يقولُ إلا الحق، وهم يعلمون ذلكّ، فلمّا جاءَ يومُ أُحد، بحثَ عن رسولِ اللهِ لِيُباغته في غفلةٍ لِيقتُلَهُ، فلمّا لاقاهُ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- رماهُ بحربةٍ في تُرقُوَتِهِ، واحتقَنَ دمهُ في جوفِهِ، وبدأ يتألمُ ويُصدرُ صوتًا وُصِفَ بأنَّهُ كخوارِ الثورِ، ولمّا حَمَلَهُ قومُهُ تعجبوا لأمرِهِ، فلا يَظهرُ عليهِ إلا كالخدشِ، فقال لهم: "والله لو لم يصبني إلّا بريقِه لقتلني، أليس قد قال أنا أقتله إن شاء الله؟ والله لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز" لقتلهم، وما لبثَ يومًا، حتى ماتَ، ولَمْ يقتنُل رسول اللهِ غيرَ أبي أحدًا قبلهُ ولا بعدهُ[٢]، وكما روىَ أَبِي هُرَيْرَةَ عن رسولِ اللهِ فقال: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"،[٣] وجاءَ في الحديثِ في سبيلِ اللهِ، لِيخرُجَ من ذلك، القتلُ في الحدِّ والقصاصِ، وقتلُهُ في سبيلِ اللهِ، لأنَّهُ كانَ يقصدُ قتلَ رسولِ اللهِ.[٤]

أبي بن خلف للإسلام

وأمّا نَسبُ الرجل الذي قتله الرسول -صلّى الله عليهِ وسلّم- فهو أبي بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي، الحجمي، المعروف بالغطريف، وهو من كبارِ قُريشٍ في الجاهليةِ، وممن تَصدىَ لِدعوةِ رسول اللهِ في بدايتها، وأشركَ بِهِ، وكان من أكثرِ النّاسِ إيذاءً لرسول الله، وأشدُّهم عداوةً لهُ، ورأى منهُ رسولُ الله من الاستهزاءِ والإيذاءِ ما رأى، وأذى قريش لرسولِ الله، لم يتوقف على إشراكِهم بِهِ فحسب، بل تجاوزوهُ، للتعذيبِ والطردِ، وانتهاكِ الحقوقِ، والأذى النفسيَّ، وغيرَ ذلك[٥]، ومما جَعلَ رسولُ اللهِ يَقتلَهُ، هو أنَّهُ كانِ شديدَ العداوةِ للإسلامِ والمُسلمين، وكانَ مُشركًا، فقد كانَ يبحثُ عن رسول الله في أُحد، ويقول: لا نجوت إن نجا، فلاقى جزاءهُ على يَدِ رسولِ اللهِ.[٦]

المراجع[+]

  1. سورة الفرقان، آية: 51،52.
  2. ^ أ ب "لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلا أبي بن خلف بحربة رماه بها يوم أحد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 4073، حديث صحيح.
  4. "هل قتلَ النبي صلى الله عليه وسلم أحداً من المشركين ؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  5. "أبي بن خلف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  6. "الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.