من-هي-أول-شهيدة-في-الإسلام
الشهيد
قبل الحديث عن أول شهيدة في الإسلام، لا بُدّ من الحديث عن الشهيد، فالشهيد هو من مات من المسلمين في سبيل الله تعالى وليس لغرضٍ دنيوي، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "قالَ أَعْرَابِيٌّ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، والرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، ويُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، مَن في سَبيلِ اللَّهِ؟ فَقالَ: مَن قَاتَلَ، لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هي العُلْيَا، فَهو في سَبيلِ اللَّهِ"،[١] ومكانة الشهيد كبيرة عند الله تعالى؛ ولذلك فقد تسابق مكة المكرمة؛ وذلك من أجل ردهم عن دينهم، والله -تعالى- يبتلي أهل الإيمان ليختبر صدقهم وصدقهم وإيمانهم، فقد قال سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}،[٣] وتعذيب المشركين لم يقتصر على الرجال فقط، فالنساء تعرضوا للعذاب أيضًا، وكان ممن تعرضوا للعذاب سمية بنت الخيّاط رضي الله عنها، وهي أم الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه، ولقد كانت سمية من السابقين في دخول الإسلام، وفي أحد الأيام أخذ أبو جهل يُعذب سمية وزوجها وابنها تحت حرارة الشمس، ولقد حاول ردهم عن دينهم لكنّهم صبروا، وعندما أغلظت سمية -رضي الله عنها- لأبي جهل بالقول طعنها بحربة كانت في يده، فكانت سمية -رضي الله عنها- أول شهيدة في الإسلام.[٤]
فضل الشهادة في سبيل الله
بعد الحديث عن أول شهيدة في الإسلام، من الجدير الحديث عن فضل الشهادة في سبيل الله، فالشهداء أحياءٌ عند الله تعالى، فقد قال سبحانه: {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ}،[٥] ولذلك يتمنى الشهيد أنّ يرجعَ إلى الدنيا مرة أخرى، ويقتل في سبيل الله؛ وذلك لمّا يرى من فضل الشهادة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن نَفْسٍ تَمُوتُ، لها عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ، يَسُرُّها أنَّها تَرْجِعُ إلى الدُّنْيا، ولا أنَّ لها الدُّنْيا وما فيها، إلَّا الشَّهِيدُ، فإنَّه يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ، فيُقْتَلَ في الدُّنْيا لِما يَرَى مِن فَضْلِ الشَّهادَةِ"،[٦] ويكفي أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- تمنى أنّ ينال الشهادة في سبيل الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوْلا أنْ يَشُقَّ علَى المُسْلِمِينَ ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو في سَبيلِ اللهِ أبَدًا، ولَكِنْ لا أجِدُ سَعَةً فأحْمِلَهُمْ، ولا يَجِدُونَ سَعَةً، ويَشُقُّ عليهم أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنِّي أغْزُو في سَبيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ".[٧][٨]
المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 3126، حديث صحيح.
- ↑ "الشهيد في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 2،3.
- ↑ "سمية أول شهيد في الإسلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 154.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1877، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1876، حديث صحيح.
- ↑ "الشهادة في سبيل الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2020. بتصرّف.