من-هو-أمية-بن-خلف
اضطهاد كفار قريش للمؤمنين
بعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية، قرَّر المسلمون الجهر بالدعوة فاشتدَّ أذى المشركين على المؤمنين، فقد واجهَ المشركونَ هذه الدعوة بكُلِّ أساليب القسوة والعذاب، وكان من أشدِّ المشركين أذى للمسلمين عمرو بن هشام المعروف رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، ثُمَّ سَمَّى: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بعَمْرِو بنِ هِشَامٍ، وعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وشيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، والوَلِيدِ بنِ عُتْبَةَ، وأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وعُقْبَةَ بنِ أبِي مُعَيْطٍ وعُمَارَةَ بنِ الوَلِيدِ"،[١]وهذا المقال سيسلِّط الضوء على واحد من رؤوس الشرك في مكة وهو أمية بن خلف.[٢]
أمية بن خلف
هو أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الجمحي المكي، رجل من رؤوس قريش وساداتها، وواحد من ألدِّ أعداء الإسلام في التاريخ، كان أمية بن خلف من أكثر المشركين عداوة للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلّم، وكان من أكثر المشركين عداوة للمسلمين بشكل عام، وقد جاء عن أمية أنَّه لمَّا عرف بإسلام عبدِهِ بلال بن رباح رضي الله عنه، أذاقه ألوان العذاب المختلفة لإجباره على الرجوع عن دين الإسلام، حيث ربطهُ في وسط الصحراء عند الظهيرة وتركَهُ حتَّى الغروب، وكان بلال لا يحيد عن دينِهِ ولا يرجع عن إيمانهِ، ومرَّت الأيام وبلال يذوق ألوان العذاب من أمية بن خلف حتَّى مرَّ أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فحزن لما رأى من حال بلال فاشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، وقد قُتل أمية بن خلف في غزوة بدر في العام الثاني للهجرة، حيث قتلهُ بلال بن رباح ثأرًا للمسلمين أجمعين من هذا الطاغية الذي كان من أخطر أعداء الإسلام.[٣]
نهاية أمية بن خلف
لقد كانت نهاية أمية بن خلف على يد بلال بن رباح في غزوة بدر، هذه القصة التي رواها عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وأوردَها الإمام البخاري في صحيحه، يقول عبد الرحمن بن عوف: "كَاتَبْتُ أُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ كِتَابًا، بأَنْ يَحْفَظَنِي في صَاغِيَتي بمَكَّةَ، وَأَحْفَظَهُ في صَاغِيَتِهِ بالمَدِينَةِ، فَلَمَّا ذَكَرْتُ الرَّحْمَنَ قالَ: لا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ، كَاتِبْنِي باسْمِكَ الذي كانَ في الجَاهِلِيَّةِ، فَكَاتَبْتُهُ: عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمَّا كانَ في يَومِ بَدْرٍ، خَرَجْتُ إلى جَبَلٍ لِأُحْرِزَهُ حِينَ نَامَ النَّاسُ، فأبْصَرَهُ بلَالٌ، فَخَرَجَ حتَّى وَقَفَ علَى مَجْلِسٍ مِنَ الأنْصَارِ، فَقالَ: أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ، لا نَجَوْتُ إنْ نَجَا أُمَيَّةُ، فَخَرَجَ معهُ فَرِيقٌ مِنَ الأنْصَارِ في آثَارِنَا، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونَا، خَلَّفْتُ لهمُ ابْنَهُ لأشْغَلَهُمْ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَبَوْا حتَّى يَتْبَعُونَا، وَكانَ رَجُلًا ثَقِيلًا، فَلَمَّا أَدْرَكُونَا، قُلتُ له: ابْرُكْ فَبَرَكَ، فألْقَيْتُ عليه نَفْسِي لأمْنَعَهُ، فَتَخَلَّلُوهُ بالسُّيُوفِ مِن تَحْتي حتَّى قَتَلُوهُ، وَأَصَابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بسَيْفِهِ، وَكانَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ يُرِينَا ذلكَ الأثَرَ في ظَهْرِ قَدَمِهِ"،[٤]وهذا الحديث يشرح نهاية هذا الجبار المتكبر، الذي تمادى في طغيانه على المسلمين، فوقع ضحيَّة أعماله، وقُتل على يدِ أكثرِ من نال ظُلمًا منه، والله تعالى أعلم.[٥]المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 520، حديث صحيح.
- ↑ "اضطهاد كفار قريش للمؤمنين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أمية بن خلف"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم: 2301، حديث صحيح.
- ↑ "مشاهد من غزوة بدر: أمية بن خلف"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.