فوائد-وأضرار-البنسلين

البنسلين

يُعرف البنسلين بأنّه مجموعة من المركّبات المضادّة التي تهاجم مجموعة واسعة من البكتيريا ويتمّ الحصول عليه من فطر البنسيليوم، حيث يعدّ أوّل المضادّات الحيويّة استخدامًا من قِبَل الأطبّاء لعلاج عدّة التهابات وأمراض، إذ يتداخل في طريقة عمله مع جدران الخلايا البكتيريّة، ويعود اكتشاف البنسلين إلى ألكسندر فليمنج في سبتمبر من عام 1928 الذي وجد طبق بتري في مختبره قد تلوّث جزء منه بمادّة عفنة ذات لون أزرق أخضر تُدعى Penicillium notatum محاطة بحلقة واضحة لم تتمكّن البكتيريا من النموّ فيها، وبذلك بدأ فليمنج رحلة اكتشاف أكثر الأدوية استخدامًا وإفادةً حيث عمل العلماء طويلًا بعده لجعل البنسلين مُتاحًا للاستخدام وكان أبرز من قام بدراسات عميقة للدواء; هوارد فلوري ونورمان هيتلي وإرنست تشاين، كما تم استخدامه لأوّل مرّة في مارس 1942 من قِبَل آن ميلر.^[١]

طريقة عمل البنسلين

تمّ استخدام عقار البنسلين في الحرب العالميّة الثانية بشكل فعّال إذ أنقذ حياة الكثيرين فيها، وتعمل مضادّات البنسلين على منع البكتيريا من التكاثر عن طريق منعها من تشكيل الجدران المُحيطة بها، وبالتالي تتركها دون حماية من البيئة المُحيطة بها ممّا يمنع بقائها على قيد الحياة، ويؤثّر مركّب البنسلين بشكل رئيسي على الببتيدوغليكان التي تلعب دورًا هيكليًّا مهمًّا في الخلايا البكتيريّة حيث يُعرقل البنسلين دعامات البروتين التي تربط الببتيدوغليكان المكوّن لهيكل الخلايا معًا ممّا يزيد ضغط السوائل داخل الخلايا ويؤدّي إلى انفجارها.^[١]

فوائد البنسلين

يقاوم البنسلين عدّة أنواع مختلفة من البكتيريا مثل streptococci وListeria و Clostridium و Peptococcus، كما تمّ تطوير العديد من المضادّات الحيويّة المشتقّة من البنسلين والتي تنشط بمقاومة عدّة أنواع أخرى من البكتيريا مثل H. influenza و Salmonella و Pseudomonas aeruginosa وعدّة سلالات من المكوّرات العنقوديّة والرئويّة، وتستخدم مضادّات البنسلين الحيويّة بأنواعها لعلاج الكثير من الالتهابات والعدوى البكتيريّة مثل:^[٢]

• التهاب الأذن الوسطى والجيوب الأنفيّة.
• التهاب المعدة والأمعاء.
• التهاب المسالك البوليّة والكلى.
• الالتهاب الرئوي.
• التهابات الدمّ أو ما يُعرف بتعفّن الدمّ.
• التهاب السحايا.
• التهابات شغاف القلب.
• التهابات الأسنان.
• بعض الالتهابات الجلديّة.

وحين طوّرت بعض سلالات البكتيريا الحسّاسة للبنسلين في الأصل مثل المكوّرات العنقوديّة مقاومةً محدّدة للبنسلين إذ تُنتج بعض هذه البكتيريا إنزيم يعطّل البنية الداخليّة للبنسلين ممّا يقلّل من قدرة الدواء على الدخول للخلايا البكتيريّة وتدميرها، وهذا ما دفع العلماء إلى البحث وإنتاج البنسلين المقاوم للبنسلينيز وهو الجيل الثاني منه.^[٣]

أمّا البنسلين الذي اكتُشِفَ بالصدفة في البداية يُدعى بنسلين G والذي تبعه فقد سُمّي بنسلين V وكلاهما طبيعيّا المنشأ، وجميع الأنواع الأخرى شبه صناعيّة إذ يتمّ الحصول عليها بتعديل هيكل البنسلين الأصلي ممّا يوسّع نطاق نشاطهم ضدّ البكتيريا ويسمح بتناولهم بالفمّ كما يزيد من مقاومتهم للبنسلينيز خطّ دفاع البكتيريا عن نفسها.^[٣]

أضرار البنسلين

تشمل الأعراض الجانبيّة لتناول البنسلين حدوث الإسهال والغثيان والقيء بالإضافة للصداع والالتهابات الفطريّة المهبليّة، كما يمكن أن يتسبّب تناوله بحرقة في المعدة أو آلام في البطن والطفح الجلديّ، بالإضافة إلى احتماليّة الإصابة بردود الفعل التحسّسيّة لمن يعانون من فرط حساسيّة ضدّ البنسلين ، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الانتباه عند تناول البنسلين وإبلاغ الطبيب المختصّ إن كان الشخص عدّة حالات طبيّة أهمّها ما يأتي:^[١]

• المرأة المُرضعة، إذ قد يؤدّي تناوله مع الرضاعة إلى بعض الأعراض لدى الرضيع التي يجب مراقبتها والسيطرة على عدم تفاقمها مثل الإسهال والطفح الجلدي.
• مشاكل الجهاز الهضمي والتهاب القولون.
• مشاكل نزيف الدمّ، حيث قد يجعلها أسوأ.

حساسية البنسلين

تعدّ حساسيّة البنسلين ردّ فعل غير طبيعي للجهاز المناعي في الجسم ضدّ عقار البنسلين المُستخدم بشكل واسع للالتهابات البكتيريّة المختلفة، وتشمل الحساسيّة أعراض شائعة مثل الحكّة والطفح الجلدي، أمّا فرط الحساسيّة فهي حالة تهدّد الحياة وقد تؤثّر على عدّة أجهزة في الجسم، وقد أظهرت الدراسات احتمالية المبالغة في تحديد وجود حساسيّة لدى الشخص وعدم الدقّة في فحصها ممّا يؤدّي إلى استخدام مضادّات حيويّة أقل كفاءة وأكثر تكلفة ماديّة، وغالبًا تحدث أعراض التحسّس خلال ساعة من تناول الدواء وقد تمتدّ ردود الفعل لتحدث في حالات قليلة بعد ساعات أو أيّام أو أسابيع، وتشمل أعراض الحساسيّة ما يأتي:^[٢]

• الطفح الجلدي.
• القشعريرة.
• الحكّة.
• التورّم والانتفاخ.
• صفير وضيق في التنفّس.
• سيلان الأنف.
• حكّة في العين مع سيلان الدموع.
• الحساسيّة المُفرطة وهي ردّ فعل تحسّسي نادر الحدوث ويهدّد الحياة عادةً، حيث يمكن أن يتسبّب في ضيق شديد في التنفّس مع ضعف عام ودوار وغثيان شديد واحتمال الإصابة بتشنّجات، بالإضافة لانخفاض ضغط الدمّ وفقدان الوعي، ومن الضروري الانتباه إلى عدم خلط الأعراض الجانبيّة مع أعراض المضادات الحيويّة بيتا لاكتام التي تحارب جدران الخلايا البكتيريّة، فإنّها قد ترتبط مع غيرها من البيتا لاكتام بتفاعلات الحساسيّة مثل مجموعة السيفالوسبورين، حيث إن كان الشخص مُصابًا بحساسيّة تجاه أحد أنواع البنسلين فإنّه قد يكون ولكن ليس بالضرورة مُصابًا بالتحسّس تجاه الأنواع الأخرى من البنسلين أو لبعض السيفالوسبورين.^[٤]

  طرق إسعاف حساسية البنسلين

  يتمّ إسعاف المُصاب بردّ الفعل التحسّسي عند حدوثه جرّاء تناول البنسلين من خلال سلسلة إجراءات يتمّ الحصول عليها من قبل طبيب مختصّ وبأسرع وقت ممكن داخل مركز الرعاية الصحية، وتشمل الاجراءات ما يأتي:^[٥]

  • إيقاف تناول الدواء مباشرة وكخطوة أولى لعلاج التحسّس.
  • تناول مضادّات الهستامين مثل ديفينهايدرامين والتي تثبّط كيماويّات نظام المناعة التي تنشط أثناء ردّ الفعل التحسّسي.
  • العقارات الستيرويدية القشريّة، والتي يتمّ استخدامها بالفم أو على شكل حقن لعلاج الالتهاب المرتبط بالتفاعلات المفرطة.
  • علاج الحساسيّة المُفرطة، ويتمّ ذلك بحقنة فوريّة من الإيبينيفرين يتبعها رعاية في المستشفى لمراقبة ضغط الدمّ ودعم التنفّس.

  تفاعلات دوائية مع البنسلين

  قد يتفاعل عقار البنسلين مع عدّة أدوية أخرى عند تزامن تناولها في نفس الوقت، لذا من الضروري مراجعة العلاجات مع الطبيب قبل تناول الأدوية المتعدّدة،^[١] ومن هذه الأدوية التي قد تؤثّر على صحّة المريض إن تمّ تناولها مع البنسلين الآتي:

  • دواء الميثوتريكسيت الذي يعطّل نموّ الخلايا في عدّة أمراض مناعيّة ذاتيّة وسرطان الدمّ، حيث يمنع تناول البنسلين من تخلّص الجسم من هذا الدواء ممّا قد يسبّب مضاعفات خطيرة.^[١]
  • قد تتداخل مع عمل حبوب منع الحمل الفمويّة.^[١]
  • قد تقلّل مضادّات البنسلين الحيويّة من تأثير لقاح BCG الحيّ ولقاح التيفود الحيّ.^[٢]
  • قد يؤدّي تناول البنسلين مع دواء النّقرص allopurinol إلى زيادة احتماليّة الإصابة بالطفح الجلدي.^[٢]

  المراجع[+]

  1. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} "How do penicillins work", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  2. ^ ^{أ ب ت ث} "Penicillin (Antibiotics)", www.medicinenet.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  3. ^ ^{أ ب} "penicillin derivative", www.sciencedirect.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  4. ↑ "Penicillin Treatment and Adverse Effects", www.verywellhealth.com, Retrieved 22-03-2020. Edited.
  5. ↑ "Penicillin allergy", www.mayoclinic.org, Retrieved 22-03-2020. Edited.